اقتحمت مجموعة من المستوطنين صباح اليوم الاثنين باحات المسجد الأقصى المبارك بحراسة جنود الاحتلال. وأكد شهود عيان أن ما يقارب 7 مستوطنين دخلوا على دفعتين إلى ساحات المسجد من باب المغاربة بالجدار الغربي للمسجد الأقصى، وأوضح الشهود أن الدفعة الأولى تكونت من أربعة متطرفين والثانية من ثلاثة وتجولت في باحات ومرافق الأقصى بصحبة حراسات مشددة. وتحجز شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات المسجد الخارجية الرئيسية بطاقات الهوية للشبان المقدسيين خلال دخولهم للمسجد وتمنحهم بطاقات خاصة يستردون بموجبها بطاقاتهم بعد الخروج من المسجد. يشار إلى أن جميع من احتجزت بطاقات الهوية الخاصة بهم بالأمس تم تحويلهم إلى مركز الشرطة المعروف ب"القشلة" في منطقة باب الخليل داخل أسوار البلدة القديمة. في سياق متصل حذر مركز إعلام القدس من مخططات باتت سلطات الاحتلال تعمل على تنفيذها وتتمثل بتقسيم المسجد الأقصى المبارك خلال العام الجاري بين المسلمين واليهود على ضوء ما حصل في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل. وأوضح المركز في بيان وصلنا نسخة عنه بأن الاحتلال يسعى لفرض توقيت زمني في المسجد الأقصى يتمكن من خلاله المستوطنون من أداء صلواتهم التلمودية بحرية في المسجد الأقصى. وأشار مدير عام مركز إعلام القدس محمد صادق إلى أن مخطط الاحتلال يقوم على إبعاد المقدسيين والمصلين المسلمين عن المسجد الأقصى من خلال قرارات عسكرية تعسفية تحت حجج واهية، لافتا إلى أن الاقتحامات المتتالية للمتطرفين اليهود للمسجد تأتي في هذا الإطار لخلق ذريعة لتنفيذ المخططات الخبيثة. مؤكداً أن من بين الأساليب التي تتبعها شرطة الاحتلال على بوابات المسجد الرئيسية حجز بطاقات الهوية للشبان المقدسيين على البوابات وفي حال عدم مغادرتهم المسجد فور انتهاء الصلاة يتم تحويلهم لمراكز تحقيق الاحتلال. وشدد صادق على أن خطة الاحتلال يتم تطبيقها الآن فعليا بالمسجد الأقصى من خلال إفراغ المسجد بعد صلاة الفجر من المصلين المسلمين والسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ليسمح للمسلمين بأداء صلاة الظهر وبعدها يتم إدخال المستوطنين مرة أخرى لباحات المسجد الأقصى المبارك. من جانبها استنكرت وزارة الخارجية والتخطيط بحكومة غزة قيام قوات الاحتلال الصهيونية بعمليات الاقتحام المتكررة لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه واعتقالهم واعتبرت الوزارة في بيان لها أن مثل هذه الممارسات التي تجرى ضد المسجد الأقصى تندرج ضمن عملية مبرمجة لاستهدافه وهدمه وإحياء فكرة "الهيكل المزعوم"، كما تعد هذه المحاولات انتهاكاً لكل الاتفاقيات الدولية وعدواناً سافراً يستهدف المساس بالمقدسات الإسلامية، مؤكدة في الوقت ذاته على ضرورة التحرك الفوري الشعبي والرسمي للتصدي لهذه الجرائم المستمرة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ولا بد من حشد كافة القوى والطاقات العربية والإسلامية لحماية المسجد الأقصى قبل فوات الأوان.