يشن النظام السورى الهجوم العنيف والمتواصل ضد شعبه وكأنه يعاقبه على مطالبته بالحرية ولا يجد من يردعه وكعادة العرب مازالوا يشجبون وينددون ويهددون والشعب السورى يموت يوميا فقد أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ارتفاع حصيلة القتلى برصاص قوات الأمن والجيش السوري إلى 39، بينهم امرأة وثلاثة آخرون قضوا بسبب التعذيب. ومن بين القتلى 11 سقطوا في القصف المتواصل من الجيش النظامي على مدينة حمص، والمستمر منذ عشرة أيام. ويعيش سكان المدينة -وهي المدينة الكبرى الثالثة في سوريا ويقطنها مليون نسمة- أزمة إنسانية بسبب تناقص إمدادات الطعام والوقود وإغلاق المحال التجارية أبوابها، مع تواصل قصف المدينة الذي جعل السكان محاصرين داخل منازلهم. وقال ناشطون إنهم عثروا أيضا على جثث تسعة مدنيين في إدلب، واتهموا قوات النظام بقتلهم، فيما واصل الجيش الاقتحامات في درعا وحماة وعمليات الدهم في البوكمال بمحافظة دير الزور. وفي حلب سقط أربعة قتلى برصاص الأمن في حي الأتارب، فيما قتل أربعة آخرون في دير الزور. وقال ناشطون في البوكمال للجزيرة إن قوات الجيش النظامي أطلقت النار على مسيرات خلال تشييع جنائز في الحي، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. وأوضح بيان الهيئة العامة للثورة السورية أنه تم اختطاف ثلاثة مزارعين في حمص من قبل حاجز للجيش وذبحهم ورمي جثثهم بالقرب من الحاجز، كما سقط خمسة قتلى في مدينة درعا من بينهم امرأة، بحسب أرقام موثقة بالأسماء نشرتها الهيئة العامة للثورة السورية. وفي حماة سقط ثلاثة أشخاص برصاص الأمن في حي الحميدية، ولا تزال جثثهم مرمية في الشارع، بسبب إطلاق النار المستمر واقتحام الحي بعشرات الدبابات والمدرعات.
وبث ناشطون صوراً -قالوا إنها التقطت صباح اليوم- تظهر القصف العنيف الذي يتعرض له حي بابا عمرو من قبل الجيش السوري لليوم العاشر على التوالي. وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، فإن حي بابا عمرو يتعرض لقصف هو الأعنف بمعدل قذيفتين في الدقيقة. وبث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت تظهر سيارة تحترق -وفي داخلها ركابها الأربعة الذين كانوا على ما يبدو يحاولون النزوح عن حي بابا عمرو- بعد إصابتها بصاروخ أطلقه الجيش النظامي السوري. وفي بلدة الطيبة أفاد ناشطون بأن القوات النظامية اقتحمت بعض المنازل وسط إطلاق نار، واعتقلت عددا من الأشخاص. كما تحدث ناشطون عن اشتباكات بين عناصر من الجيش الحر وقوة من الجيش النظامي في بلدة النعيمة. وفي الميدان بدمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن سلمت جثة الناشط عبد الناصر الشربتجي لذويه، بعد أن قتل تحت التعذيب في المعتقل. وكان 43 شخصا بينهم خمسة أطفال قتلوا أمس الاثنين، حسب أرقام موثقة بالأسماء نشرتها الهيئة العامة للثورة السورية. وتركزت عمليات القصف التي قامت بها القوات السورية أمس على حمص وإدلب، كما هاجمت مدنا ومناطق أخرى منها درعا وريف دمشق ودير الزور. وذكر نشطاء المعارضة أن نيران الدبابات تركزت على حي بابا عمرو في جنوب حمص، وحي الوعر في الغرب على الحدود مع الكلية الحربية، وهي نقطة تجمع رئيسية للدبابات وقوات الحكومة. من جانبه طالب الأزهر العرب والدول العربية وأحرار العالم كافة بالعمل الفوري لوقف نزيف الدماء في سوريا وعدم الاكتفاء ببيانات الادانة والتنديد لخطورة الوضع الحالي.
وأعلن شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب في بيان وجهه الى القادة العرب اليوم "من العار علينا أن يسجل تاريخنا المعاصر تدهور القطر السوري الشقيق وذهابه الى هذا المصير المشؤوم وأنتم هانئون وادعون حكاما كنتم أو محكومين".
وأعرب شيخ الأزهر عن أسفه الشديد لتردي الوضع في سوريا موضحاً أنه "بلغ السيل الزبى في قطرنا السوري وجاوز الظلم المدى وفي كل يوم تزهق فيه الأرواح البريئة تشكو لربها هذا الطغيان البشع الذي لا يتوقف".
وناشد شيخ الأزهر العرب والجامعة العربية أن يفعلوا شيئا لوقف آلة القتل والموت والدماء والخراب.
كما طالب الدكتور أحمد الطيب الشعب الصامد في سوريا الشقيقة و"هو يدق أبواب الحرية والعدالة بيد مضرجة من دمائه الذكية أن يصبر ويصابر ويرابط ولا يستدرج الى عنف أو مواجهة مسلحة في هذا الصراع البائس الكريه ويدافعوا عن أنفسهم وأعراضهم ونسائهم وأطفالهم".