الإسلاميين يعرفون ما يفعلون خطواتهم واثقة وإستراجيتهم لا يحيدون عنها هم من يطوعون الظروف لصالحهم ففى أيام مبارك تحملوا القهر والإرهاب الذى كانت تمارسه عليهم الحكومة ، وفى الأيام التى ولى فيها زمن مبارك قام الإسلاميين بحساب ما يحتاجونه ومايريدون ان يصلوا اليه حتى وصلوا اليه. وقد كثفت حركة الإخوان المسلمين المصرية نشاطاتها منذ أن تأكد فوزها في انتخابات مجلس الشعب، وتوجته بلقاء مع مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية. فهل يجهز الإخوان أنفسهم لاستلام الحكم؟ بعد يوم من اجتماع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بمسؤولين من الإخوان المسلمين في القاهرة، في أول لقاء على هذا المستوى الرفيع بين الإدارة الأميركية والجماعة، رأى الأسقف الألماني هاينريش موسينغهوف، أسقف كنيسة مدينة آخن الألمانية، أن العالم ينظر بمشاعر مختلطة تجاه التطورات السياسية في مصر والشرق الأوسط، وذلك في ختام زيارته لإسرائيل الخميس (12 يناير 2012). واعتبر موسينغهوف أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك "كان بمثابة عنصر استقرار لإسرائيل"، وأنه كان يسيطر على جماعة الإخوان المسلمين في مصر. غير أن الأسقف الألماني الذي كان على رأس وفد ألماني حضر ملتقى عالميا في إسرائيل للأساقفة في منطقة الشرق الأوسط انتقد سجل نظام مبارك في مجال حقوق الإنسان". في المقابل، ارتفع مستوى الحوار بين الإدارة الأمريكية والإسلاميين من خلال اللقاء الذي جرى الأربعاء بين مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز، الذي يزور القاهرة، وقياديين من الإخوان ممثلين بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة. وكانت الولاياتالمتحدة قالت مطلع كانون الثاني/ يناير الجاري إن الإخوان المسلمين قدموا تأكيدات بأنهم سيحترمون معاهدة السلام المبرمة عام 1979 بين مصر وإسرائيل، الحليف الأول لواشنطن في المنطقة. وبعد اللقاء قال حزب العدالة والتنمية، الذي احتل في المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية وبفارق كبير عن بقية الأحزاب، إن رئيس الحزب محمد مرسي طالب "أن يكون موقف الولاياتالمتحدة من القضايا العربية والإسلامية إيجابيا". وأضاف أن "الحزب مقتنع بأهمية العلاقات المصرية الأميركية التي يجب أن تقوم على التوازن بين الطرفين". وأكد الحزب أن بيرنز، خلال الاجتماع الذي تم في مقر الحزب في المنيل، استهل اللقاء "بتهنئة الحزب على النتائج التي حققها وبترحيب بلاده بنتائج الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر"، مؤكداً أن الأميركيين "يحترمون خيار الشعب المصري". الأمريكيون تحاوروا مع الإخوان ولم يتحاوروا مع السلفيين الذين يمثلهم حزب النورواجتمع بيرنز، الذي كان قد التقى برئيس المجلس العسكري الحاكم المشير حسين طنطاوي، مع مسؤولين من أحزاب سياسية أخرى ومن منظمات المجتمع المدني. غير أنه لم يلتقِ مسؤولين من حزب النور السلفي الذي حقق المفاجأة الكبرى في هذه الانتخابات بحلوله في المرتبة الثانية إثر حصوله على قرابة 25% من الأصوات. وعلى الرغم من تمسك الإخوان وحزب النور بالمرجعية الإسلامية، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين حرصت في الآونة الأخيرة على تمييز نفسها عن السلفيين بتأكيدها أنها تمثل الإسلام الوسطي المعتدل. وكانت أحزاب وشخصيات سياسية مصرية اتفقت في اجتماع يوم أمس على حماية الحريات المدنية في الدستور الجديد للبلاد، لكنها تجنبت الاقتراب من المسائل المثيرة للجدل بشأن مستقبل الدولة بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك. وتم إقرار هذه المبادئ في اجتماع دعا إليه الأزهر وحضره كبار رجال الدين المسيحي وباحثون إسلاميون وليبراليون ونشطاء من الشباب، ويأتي ذلك قبل الذكرى السنوية الأولى للثورة المصرية. وتشمل المباديء التي تلاها الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب "استكمال أهداف الثورة" وضمان الحريات. لكنه تجنب التطرق إلى قضايا معينة مثل سلطات البرلمان والرئيس وهي مسائل قد تثير نقاشات ساخنة في البرلمان الجديد الذي يتعين عليه أن يختار جمعية تأسيسية من 100 عضو تضع الدستور الجديد. والدستور الجديد هو الجزئية الأساسية من جهود وضع البلاد على طريق الديمقراطية. ويخشى الليبراليون أن يكون من شأن المكاسب التي حققتها الأحزاب الإسلامية أن تسيطر على وضع الدستور بما يجعل توجهاته دينية بشكل أكبر. ويصر الإسلاميون على أنهم يريدون حكومة توافقية ودستورا يمثل جميع المصريين. يُذكر أن الأحزاب الليبرالية واليسارية حققت نتائج ضعيفة في انتخابات مجلس الشعب وكذلك الحركات الشبابية المنبثقة عن الثورة المصرية. وتتجه الأنظار الآن إلى انتخابات مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) التي ستبدأ في 29 يناير/كانون الثاني الجاري على أن تنتهي في 22 شباط/ فبراير المقبل. وتنتهي الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط مبارك بانتخاب رئيس للجمهورية في موعد لا يتجاوز الثالث من حزيران/ يونيو المقبل ليتسلم السلطة التنفيذية من المجلس العسكري. هذا وقد أكدت نتائج جولة الإعادة للمرحلة الثالثة للانتخابات البرلمانية في مصر تصدر حزب "الحرية والعدالة" الماراثون الانتخابي، يليه حزب "النور السلفي" الذي حل وصيفاً في المرتبة الثانية، ثم "حزب الوفد" ثالثاً، وأخيرا الكتلة المصرية. وخلال إعلان النتائج حدثت مشاحنات بين أنصار مرشحي الإخوان والنور في بعض الدوائر. وكانت أبرز المفاجئات سقوط مرتضى منصور في الدقهلية أمام مرشح حزب "الحرية والعدالة". والمحافظات التسع التي شهدت جولة الإعادة للمرحلة الثالثة للانتخابات هي: المنياوالقليوبية والغربية والدقهلية وشمال سيناء وجنوب سيناء ومطروح وقناوالوادي الجديد. وتمت إعادة الانتخابات في دوائر الساحل ومحرم بك بالإسكندرية، وديروط والفتح بأسيوط، وبلبيس والحسينية بالشرقية، ودائرة أسوان (قوائم*). ومن المقرر أن يعلن المستشار عبدالمعز إبراهيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، النتائج الرسمية لجولة الإعادة للمرحلة الثالثة بعد غد السبت، كما ستتم في نفس اليوم إعادة الانتخابات على 11 مقعداً، أحدها للعمال في الدائرة الأولي بالدقهلية، وعلى المقعدين الفرديين بدائرة بنهابالقليوبية، بالإضافة إلى 6 مقاعد بجنوب سيناء للفردي ومقعدين بنجع حمادي. وقبل جولة الإعادة للمرحلة الثالثة، ارتفع نصيب حزب "الحرية والعدالة" إلى 207 مقاعد، بما يعني حصولهم على 41% من إجمالي مقاعد البرلمان. واستحق حزب النور السلفي لقب "الحصان الأسود" في سباق الانتخابات البرلمانية، بعد أن حصد 34 مقعداً في المرحلة الأولى للانتخابات، و48 في الثانية، وأضاف 33 مقعداً في المرحلة الأخيرة، منها مقعدان تم حسمهما على نظام الفردي، ليصل رصيد الحزب السلفي إلى 115 مقعداً. وفي محافظة الدقهلية، فاز مرشح حزب "الحرية والعدالة" بالدائرة الخامسة بمقعد الفئات متغلباً على منافسه العنيد مرتضى منصور. كما أعلن فوز المرشح المستقل بنفس الدائرة على مقعد العمال، وفاز مرشح "الحرية والعدالة" بمقعد الفئات، ومرشح مستقل "مدعوم من الحرية والعدالة" بمقعد العمال بالدائرة الرابعة. وفي الدائرة السادسة فاز مرشح الحرية والعدالة بمقعد الفئات ومرشح "فلول" - أنصار الحزب الوطني الحاكم المنحل - بمقعد العمال بالدائرة السادسة. أما في الدائرة الثالثة، فقد أعلن فوز مرشح "الحرية والعدالة" بمقعد الفئات، كما فاز مرشح "مستقل" بمقعد العمال بالدائرة الخامسة بالدقهلية. وفي القليوبية، حدثت احتجاجات على القرار 14 بإعادة الانتخابات على الفردي فقط دون القوائم، وهو القرار الصادر عن اللجنة العليا للانتخابات والمخالف لقرار محكمة القضاء الإداري بإجراء الانتخابات على الفردي والقوائم معاً. واتهم المرشحون اللجنة العليا للانتخابات بتفسير حكم القضاء تفسيراً جائراً، والمجلس العسكري بالانحياز لأحد التيارات. وفي أسوان، حاول أنصار حزب السلام – فلول – إفساد العرس الديمقراطي، وتعطيل رصد النتائج بالهتافات والتصفيق واتهام لجنة الفرز بتسويد البطاقات لصالح الإخوان، وكشفت المؤشرات الأولية لعملية الفرز تقدم الحرية والعداله يلية النور ثم الوفد. وفي محافظة شمال سيناء، وقعت اشتياكات بين أنصار مندوبي مرشحي "الحرية والعدالة" و"النور"، وكشفت المؤشرات الأولية عن تقدم مرشحي "الحرية والعدالة" (فئات)، و(عمال). كما تقدم مرشحو "الحرية والعدالة" و"الجماعة الإسلامية" في محافظة قنا بنظام الفردي. ورفض القضاء الإداري جميع الطعون ضد القوائم الحزبية بقنا. واحتفاء بالحكم تم إطلاق الأعيرة النارية بكثافة. أما في المنيا، فقد اقتسم حزبا "الحرية والعدالة" و"النور" 8 مقاعد للفردي بالمحافظة. وردد أنصار الحزبين هتافات مدوية في الشوارع أبرزها: ":إسلامية إسلامية رغم أنف الليبرالية"، و"ياعمر يا عبدالرحمن يا مزلزل عرض الطغيان". وفي الوادي الجديد، كشفت المؤشرات شبه النهائية تقدم مرشح "الحرية والعدالة" على مقعد الفئات. وفي الإسكندرية حدثت مشاجرة بين إحدى المرشحات وأحد القضاة وتم وقف الفرز لبعض الوقت. وأظهرت المؤشرات الأولية لفرز الدائرة الثالثة، تقدم مرشحي "الحرية والعدالة" على مقعدي العمال والفئات ونافسهما مرشحا "النور" السلفي. وفي مرسى مطروح، كشفت المؤشرات تقدم مرشح حزب النور على مقعد العمال. وفي الشرقية، فاز مرشحا "الحرية والعدالة" في الدائرة الخامسة على مقعدي العمال والفئات. وفي عاصمة الصعيد، أسيوط، تقدم مرشحو "الحرية والعدالة" و"النور" السلفي في الدائرتين الثانية والثالثة بالمحافظة.