كشف الجنرال لاري نيكلسون قائد قوات المارينز في افغانستان لوكالة فرانس برس أمس الجمعة أن قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) تخوض "قتالا ضاريا" في عمليتها الواسعة التي تستهدف معاقل طالبان في البلد المضطرب.ويشن نحو 4000 من عناصر المارينز عملية منذ الخميس الماضى في ولاية هلمند الجنوبية في اول اختبار لسياسة الرئيس الامريكي باراك اوباما الجديدة ضد المتمردين.وصرح نيكلسون للوكالة ان احدى كتائب المارينز لم تلق سوى مقاومة ضعيفة اثناء توجهها جنوبا وتمكنت من لقاء عدد من السكان المحليين في مجالس الشورى.الا انه اضاف ان كتيبة اخرى "تخوض قتالا ضاريا اثناء توجهها الى المحور الجنوبي".وجاءت تصريحاته لدى وصوله الى بلدة جارمسير الواقعة على نهر هلمند الذي يعد هدفا رئيسيا في الهجوم الجوي والبري.وقال نيكلسون "لقد فقدنا رجلا أمس الأول.. اي خسائر في صفوف المارينز امر فظيع".واكد انه "خلال الايام القليلة المقبلة سيراقبنا العدو ليرى ماذا سنفعل. وسيعودون الينا بقوة".ولاحقا قال نيكلسون في تصريح منفصل لوكالة فرانس برس ان "الهدوء يسود ثلاثة ارباع جرامسير، ولكن قتالا يدور في توشتاي. ونعتزم تطهير تلك المنطقة اليوم. ولكن ذلك لا يعني ان العملية هناك انتهت فربما يكون العدو يعيد تقييم الوضع".وعند اطلاق عملية "خنجر" قبل فجر الخميس، صرح نيكلسون انه تم نقل اربعة الاف من عناصر المارينز الى منطقة القتال ونصفهم بواسطة المروحيات.وتقوم قوات المارينز اضافة الى نحو 600 من القوات الافغانية بالهجوم في اطار خطة اوباما الجديدة للحرب في البلد المضطرب الذي يشهد تمردا دمويا لطالبان، مع التركيز في الوقت ذاته على حماية السكان قبل الانتخابات التي ستجري في 20 اغسطس القادم.وتوغلت تلك القوات داخل معاقل طالبان في المناطق المنتجة للافيون على طول نهر هلمند الجمعة.واعلن متحدث باسم المقاومة أمس الجمعة لوكالة فرانس برس ان طالبان لم تبدأ بعد معركتها الفعلية ضد اربعة الاف من مشاة البحرية الاميركية (مارينز) انتشروا الخميس في جنوبافغانستان، مؤكدا انها تستعد لحرب عصابات.وقال المتحدث باسم طالبان يوسف احمدي في اتصال هاتفي مع فرانس برس من مكان مجهول ان المتمردين ردوا على هذه الهجمات بوضع الغام على طرق عدة انفجرت في اليات عسكرية اجنبية، ما اسفر على قوله عن عشرات الضحايا.واضاف احمدي "نحاول عدم مواجهتهم سريعا لان عددهم كبير وسيستخدمون عندها طيرانهم الذي سيقصف ويقتل مدنيين".وتابع "لم نبدأ حتى الان معركتنا ضدهم، لاننا ننظم هجماتنا على شكل حرب عصابات، خصوصا في اقليمي ناوا وغارمسير" في ولاية هلمند حيث ينتشر المارينز.وكرر المتحدث ان هذه العمليات العسكرية الاجنبية مصيرها الفشل "على غرار الهجمات التي شنت سابقا".من ناحية اخرى، اعلنت القوات البريطانية انها نفذت بنجاح واحدة من "اكثر العمليات الاستراتيجية اهمية" شمال مدينة لشقر غاه عاصمة ولاية هلمند.وتمكن مئات الجنود من السيطرة على 13 نقطة عبور على قنوات مائية مما سيمكنهم من وقف المسلحين من التنقل بين لشقر غاه ومدينة غيريشك الرئيسية، حسب القوات البريطانية.الجدير بالذكر أن طالبان سجلت مستويات قياسية من العنف هذا العام. ففي هجمات جديدة الجمعة جرى تفجير قنبلة عن بعد في عربة على متنها عاملون في بناء الطرق تابعين لشركة هندية في ولاية باكتيا الشرقية مما ادى الى مقتل خمسة اشخاص، حسب متحدث باسم الحكومة المحلية.كما فجر انتحاري نفسه قرب جنود ايطاليين في ولاية هراة الغربية، حسب الشرطة. ولم تقع اي اصابات بين الافغان.واكدت القوة التابعة للحلف الاطلسي ان اثنين من جنودها اصيبوا في هجوم تسبب في انقلاب عربة.وفجر انتحاري اخر سيارة مفخخة على مشارف مدينة مزار الشريف الشمالية الا انه لم يتسبب في وقوع اصابات، حسب وزارة الداخلية.