متطرفون يهود يدنسون ساحة الأقصى! الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين، دعا العرب والمسلمين إلى الزحف إلى القدس للسياحة والصلاة في الأقصى وكنيسة القيامة؛ لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد القدس وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد بمقر مندوبية فلسطين لدى جامعة الدول العربية بالقاهرة أمس،وأضاف التميمي إنه كان يعترض على زيارة العرب والمسلمين للقدس في السابق، ولكنه تراجع عن هذا الرأي، مؤكدا أن زيارة المسجد الأقصى أو القدس لدعم أهلها لا تعد تطبيعا، بل التطبيع هو زيارة المدن الإسرائيلية.وطالب بالزحف إلى القدس "بنية الرباط والإقامة في فنادقها والصلاة في مساجدها وكنائسها، ودعم أهل القدس من خلال السياحة بعد أن أصبح من المتعذر على أهل الضفة الغربية الذهاب للقدس".في السياق ذاته، شدد التميمي على أن دعوته لزيارة القدس تأتي تطبيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى".وكان وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق قد دعا في أبريل الماضي إلى زيارة القدس للوقوف بجوار المقدسيين ودعمهم، بينما رفض شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي والبابا شنودة، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تلك الدعوة التي ما زالت تشهد جدلا كبيرا على الساحة.وقال زقزوق وقتذاك: "لي وجهة نظر أكررها كثيرا، وهي أنه يجب على كل المسلمين زيارة القدس؛ لأنها قضية إسلامية وليست فلسطينية، حتى يعلم كل العالم أنها تخصنا جميعا".وفي المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين الذي عقد في مايو الماضي بمدينة إستانبول التركية أعرب العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن أمنيته أن يؤم المسلمين في المسجد الأقصى المبارك، إلا أنه رفض في الوقت نفسه زيارة القدس؛ لكونها ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي.وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه سكان الضفة المحتلة وسكان ضواحي القدس في الذهاب للمدينة المقدسة والعراقيل التي تضعها قوات الاحتلال أمامهم، قال قاضي قضاة فلسطين: أصبح من الأسهل على أهل الضفة أن يذهبوا إلى المسجد الحرام في مكة من الذهاب للمسجد الأقصى".وحذر التميمي من المخططات الإسرائيلية لتهويد القدس، قائلا إن لدى إسرائيل مخطط للقدس لعام 2020 من أجل تغيير الوضع الديمجرافي في المدينة، بحيث يصل عدد اليهود إلى مليون شخص، يشكلون 88% من السكان، وجعل الفلسطينيين أقل من 10%.وأوضح أن إسرائيل توسع من المساحات التي تسيطر عليها في لدية القدس التابعة للاحتلال، حيث كانت تبلغ مساحة مدينة القدس عام 1967 سبعة كيلومترات، أما حاليا فإن إسرائيل تخطط لزيادة المساحات التي تسيطر عليها بلدية القدس إلى 100 كيلومتر على حساب أراضي الضفة.ولفت إلى تراجع الوجود المسيحي في المدينة جراء الممارسات الإسرائيلية، حيث تبلغ نسبتهم حاليا أقل من 1.5%، مشيرا في هذا الصدد إلى أن جنود الاحتلال الإسرائيلي اعتدوا على الرهبان في كنيسة القيامة في عيد الفصح الماضي.في سياق متصل، انتقد التميمي منظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة والتربية "اليونيسكو"؛ التي تصنف المسجد الأقصى كجزء من التراث العالمي، واتهمها بأنها أعطت إسرائيل ضوءا أخضر لبناء كنس في ساحة الأقصى عندما سمحت لها بترميم أجزاء في منطقة باب المغاربة.وأشار إلى أن أحد الشباب، ويعمل في مجال الترميم، كان يظن أنه يعمل في ترميم المسجد، ولكنه فوجئ بأنهم يطلبون منه أن يزيل حجرا يعود لأحد العصور الإسلامية التاريخية ويضع بدلا منه حجرا عليه نقوش عبرية، واصفا هذه الأعمال بأنها" تزوير في التاريخ". ولفت التميمي إلى قيام إسرائيل بنقل حجر كبير يزيد وزنه عن أربعة أطنان من الأقصى ووضعوه أمام الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي.وتسعى إسرائيل، بحسب التميمي، إلى تغيير المظهر الإسلامي للقدس من خلال بناء أكبر كنيس في العالم بالمدينة، وسيكون له قبة أكبر من قبة الصخرة، كما أنها تقوم بحفريات تحت الأقصى مما يهدد أساساته، لافتا إلى ظهور انبعاجات في أعمدة المسجد.وأضاف أن إسرائيل تراهن على وقوع زلزال مما قد يؤدي إلى انهيار المسجد، كما أن هناك حديثا عن محاولات مستوطنين يهود لقصف المسجد بصورايخ.في هذا السياق، انتقد التميمي ضعف رد الفعل الإسلامي والعربي والفلسطيني على الممارسات الإسرائيلية بحق الأقصى، وقال إنه عندما اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون المسجد في سبتمبر 2000 كان في انتظاره الأطفال والشباب وكل الفصائل الفلسطينية، وتصدوا له، لافتا إلى ضعف رد الفعل عندما اقتحم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاك أهرونوفيتش الأقصى قبل أيام.وحث منظمة المؤتمر الإسلامي التي نشأت بعد حريق المسجد الأقصى عام 1969، على التحرك سريعا، وناشد العرب أن يوحدوا صفوفهم وأن يستخدموا الأدوات التي في أيديهم لنصرة القدس والقضية الفلسطينية.وشدد التميمي على أن الفلسطينيين لن يقبلوا إلا أن تكون القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين، رافضا بشدة فكرة تدويل المدينة؛ "لأنها سترسخ الاحتلال".وجاءت دعوة التميمي في وقت أفاد فيه شهود عيان من داخل الأقصى أمس الأربعاء أن مجموعة من اليهود المتطرفين يتراوح عددهم بين ثلاثين وأربعين شخصا من الرجال والنساء، اقتحمت باحة المسجد.وتمت عملية الاقتحام، وفق الشهود، من جهة باب المغاربة، الذي استولت سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال الشطر الشرقي من المدينة، وهو أحد أبواب المسجد المبارك.وذكر حراس الأقصى أن المجموعة المتطرفة تجوّلت في باحات المسجد، وخاصة قرب المُصلى المرواني والمسجد القبلي المسقوف ومسجد قبة الصخرة المشرفة، وسط حراسة العشرات من رجال شرطة الاحتلال وقوات ما يسمى بحرس الحدود.