الأزمة الأخيرة التى شهدها الإخوان بسبب محاولة المرشد العام تصعيد د. عصام العريان لمكتب الارشاد أحدثت نوعا من الاضطرابات الداخلية فى الجماعة ، وبالتحديد على مستوى اللجان والشُعب الداخلية لليكان التنظيمى للجماعة ، خاصة وأن كثيرين من أعضاء الجماعة بدأوا يرددون فى الأيام القليلة الماضية أن المرشد العام أخطأ فى موقفه المتمثل فى الإعلان الصريح عن الخلاف داخل مكتب الأرشاد فى الفضائيات وعلى صفحات الجرائد ، وزاد حديث بعض أعضاء الجماعة حول أن د. العريان هو السبب الرئيسى فى الخلاف نتيجة حبه للظهور والقيادة وأنه يسعى وراء أطماعه وطموحاته وأنه كان يجب ألا يصناع وراء أحلامه ، خاصة وأن الجماعة تعتمد القاعدة الفقهية : "لا تعطيها لمن طلبها "، وأن العريان عليه أن ينسحب من الموقف حفاظا على رأب الصداع وتجنبا للخلافات. فى الوقت ذاته قام موقع الجماعة بعملية تأهيل نفسى للشباب وطلبة الجامعات عن طريق بث حلقات نشأة حركة الإخوان فى الجامعات، وقد أخطأ الموقع فى ذكر عدد أول مجموعة قامت عليها الجماعة وأكد أنهم خمسة أعضاء والمؤكد من سيرة الجماعة أنهم ستة هم : محمد عبد الحميد أحمد (كلية الآداب) وإبراهيم أبو النجا الجزار (كلية الطب) وأحمد مصطفى (تجارة) ومحمد جمال الفندى (العلوم) ومحمد رشاد الهوارى (الحقوق) محمد صبرى (الزراعة)، وقد كونت هذه المجموعة فى بداية أمرها رابطة وأطلقوا على أنفسهم "شباب الإسلام" ثم توجهوا إلى الشيخ طنطاوى الجوهرى رئيس تحرير مجلس الإخوان وقتها وقد أصبحت هذه المجموعة أول هيئة للإخوان المسلمين بالمدارس العليا، ووضع البنا أول لائحة لقسم الطلبة فى تاريخ الجماعة عام 1944، وحدد أهداف القسم فى تغير الاتجاه الثقافى للمجتمع، وبث الروح الإسلامية وتكوين الأسرة المسلمة والدولة المسلمة، وأخيرا الوصول لأستاذية العالم مثلما يسعى الإخوان الآن! وتم تعيين البنا مسئولا عن مكتب الارشاد لقسم الطلبة وصدر أول قرار وقتها بتعيين مندوب للطلاب فى كل شُعب الإخوان. وضمت اللائحة عدة لجان داخلية ، والغريب أن لائحة قسم الطلبة ضمت لجنة يطلق عليها "لجنة التفتيش" مهمتها إصدار التقارير لمكتب الإرشاد عن أقسام الطلبة فى الشُعب المختلفة وهو ما كان ينفيه الإخوان دائما حين يدعون أن الجماعة ليست بها لجان تفتيش وأن الإخوان رقباء على أنفسهم ولا يحتاجون لمن يصحح لهم أخطائهم لأنهم يعلمون أن الله هو الرقيب عليهم، لكن للمرة الأولى يكشف الإخوان عن أهمية هذه اللجنة والتى استمرت على مدار تاريخ الإخوان وكان لها دور مهم فى عملية مسئول العمل الطلابى بجامعة الأزهر عام 1998 عندما صدر قرار بإقالته من موقعه فى الجماعة ، لكنه رفض القرار وأكد أن هناك فخ وضعه له أحد قيادات الإخوان لكى يحظى هو بالموقع، فما كان من طلاب الجامعة إلا أنهم خذلوا قرار مكتب الارشاد وتضامنوا مع هذه القيادة وقامت هى الأخرى بالتمرد على الموقف ورفضت الانصياع لهذا القرار حتى أصدر مكتب الارشاد قرارا بتفويض لاشين أبو شنب عن مكتب الإرشاد لحل الأزمة وتولى ملف طلبة جامعة الأزهر لحين اختيار شخصية أخرى تتولى مهام العمل الطلابى فى جامعة الأزهر! والغريب أن أحد عناصر الجماعة أشار إلى أن قسم الطلبة والقائمين عليه يقومون باستئصال العاملين فى القسم بخطة لو طبقها الأمن ما نجح فيها وأن القسم حدث فيه خلط بين الأهداف والوسائل! فى الوقت نفسه أشارت مصادر أن الجماعة تقوم بعملية تهيئة نفسية للعناصر عن طريق عرض محاضرات فى الثبات وتذكر أيام المحن التى مرت بها الجماعة ولم تؤثر فيها ودراسة كتب تحديات تواجه الحركة الإسلامية والمتساقطون على طريق الدعوة والإخوة فى الله.