قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية أن الصراع الدبلوماسي بين إسرائيل والفلسطينيين على الخطوة الفلسطينية في الأممالمتحدة في ايلول يدور أيضا في الزوايا الاكثر نأيا في العالم. لنيل أكبر قدر من الاصوات التي تؤيد موقفهم، حيث يغازل الطرفان دولا صغيرة في العادة لا تحظى باهتمام اسرائيلي أو فلسطيني بما فيها دول في افريقيا وفي جزر الكاريبي. وأضافت الصحيفة ان وزارة الخارجية الإسرائيلية تفكر في دعوة وزراء خارجية الاسرة الكاريبية التي تضم 15 دولة معظمها جزر صغيرة، مثل جزر البهاما والبربدوس. سان مرينو، دولة مدينة صغيرة تضم 31 ألف نسمة، حظيت مؤخرا بزيارة السفير الاسرائيلي في روما جدعون مئير، الذي طلب من وزيرة الخارجية المحلية معارضة الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتضيف الصحيفة :' البانيا، دولة اسلامية صغيرة لم يزرها وزير خارجية اسرائيلية منذ 17 سنة، نالت الاسبوع الماضي زيارة من افيغدور ليبرمان. وأوضحت هآرتس إلى أنه بعد ساعات من مغادرة ليبرمان العاصمة تيرانا سارع السفير الفلسطيني وتقدم ببرقية شخصية من ابو مازن الى رئيس الوزراء الالباني وفيها دعوة لزيارة رام الله. وبالمناسبة، اعترفت البانيا بالدولة الفلسطينية في العام 1988. وأشارت الصحيفة إلى أن صراع عنيد يجري أيضا على أصوات الدول الافريقية. وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي سيصل الى قمة الاتحاد الافريقي التي تنعقد في نهاية الاسبوع في غينيا للضغط على ان يتخذ المؤتمر قرارا مشتركا لتأييد الاعتراف بالدولة الفلسطينية. من الجهة الاخرى ستبعث اسرائيل في الاسابيع الاخيرة لعدة وزراء الى دول في افريقيا لممارسة الضغط باتجاه المعارضة في التصويت. وقالت أنه تبين من وثائق داخلية في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السلطة بلورت خطة لهجوم مضاد دبلوماسي لمحاولات اسرائيل احباط الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. وحتى ما قبل شهرين، اعتقدت القيادة الفلسطينية بان الخطوة في الاممالمتحدة كفيلة بان تكون انتصارا دبلوماسيا سهلا على اسرائيل. ومع ذلك، فان حملة الاحباط التي تخوضها وزارة الخارجية الاسرائيلية، والتي كشف النقاب عنها في 'هآرتس' قبل بضعة اسابيع، أعطت غير قليل من الثمار ونجحت في خلق زخم دولي مضاد، عندما أعلنت الولاياتالمتحدة، المانيا، ايطاليا وكندا علنا بانها ستصوت ضد. ولفتت إلى أنه قبيل انعقاد الرباعية في 11 تموز في واشنطن تواصل الادارة الامريكية اتصالات يائسة مع الطرفين في محاولة لايجاد بديل على التصويت في ايلول، حتى الان دون نجاح. رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) يصرح بانه اذا استؤنفت المفاوضات على اساس حدود 67 مع تبادل للاراضي فانه سيتراجع عن الخطوة في الاممالمتحدة، ولكن حسب موظفين كبار في القدس، عمليا يعتقد كبار رجالات السلطة بانه انعدمت الاحتمالات لاستئناف المحادثات وهم يستعدون بكل قوة للتصويت في الاممالمتحدة. وقالت الصحيفة بأن موظفون اسرائيليون اطلعوا على تفاصيل خطة عمل الفلسطينيين قالوا انه في الاسبوع الماضي أقامت السلطة الفلسطينية غرفة قيادة دبلوماسية تنسق تجنيد التأييد قبيل ايلول. وتنسق غرفة القيادة الرسائل السياسية والاعلامية وتقرر أين ينبغي تركيز الجهد والى أي دولة سيسافر كل واحد من كبار رجالات السلطة. وتابعت الصحيفة بأنه من يترأس الفريق الفلسطيني هو أمين سر اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف ياسر عبد ربه وتضم في عضويتها وزير الخارجية رياض المالكي، رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، المسؤول عن العلاقات الخارجية في فتح نبيل شعث، وزير العدل علي خشان والسفير الفلسطيني في الاممالمتحدة رياض منصور. وأشارت إلى أنه رغم التفوق التلقائي الذي لدى الفلسطينيين في الجمعية العمومية، فان القيادة الفلسطينية بدأت تتلقى التقارير من السفراء الفلسطينيين في أرجاء العالم والتي تقول ان دبلوماسيين اسرائيليين وامريكيين يعملون بشدة كبيرة ويمارسون ضغطا كثيفا على دول عديدة لمعارضة التصويت في الاممالمتحدة او للامتناع على الاقل. بالمقابل، أفاد سفراء اسرائيليون وزارة الخارجية بان سفراء الدول العربية، ولا سيما مصر، يساعدون الفلسطينيين في الحملة في العواصم المختلفة. ولفتت إلى أنه في الاسبوع الماضي أُرسلت برقية من وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله الى 95 ممثلية فلسطينية في العالم وفيها توجيهات عن الغاء كل الاجازات لاشهر تموز – ايلول. ووجه السفراء الفلسطينيون لاعداد خطة عمل يومية من النشاط في أوساط كل أصحاب القرار في الدولة التي يخدمون فيها لضمان ان تصوت هذه الدولة في صالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية في ايلول. وقال نبيل شعث في حديث مع المراسلين ان 'اسرائيل تقاتلنا في هذا الشأن أكثر مما تقاتل الاسطول الى غزة. ولكن في هذه المعركة سيكون صعبا علينا جدا ان نخسر'. وقالت أيضا بأن الفلسطينيون يقدرون بانه في هذه المرحلة لديهم تأييد نحو 110 دول تعترف منذ الان بالدولة الفلسطينية، وبالتالي فان الافتراض هو أن تصوت هذه الدول في صالح الدولة في أيلول. ومع ذلك، فان الفلسطينيين معنيون بان يجندوا حتى أيلول ما لا يقل عن 24 دولة تعلن عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى قبل التصويت في الاممالمتحدة. وعن الحملة العالمية التي تخوضها وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو ايضا يوظف وقتا طويلا في محاولات اقناع زعماء في العالم لمعارضة الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ووضع نتنياهو هدفا متواضعا نسبيا يتمثل بتجنيد 30 دولة ضد الاعتراف بفلسطين، ولكن ليس واضحا اذا كانت اسرائيل ستنجح حتى في تحقيق هذا الهدف. في اطار محاولات الاقناع قالت بأن اسرائيل والسلطة الفلسطينية يشددوا على سلسلة من الرسائل. الفلسطينيون ينفون بانه يوجد جدال داخلي حول الخطوة في الاممالمتحدة ويؤكدون بانه يوجد لذلك تأييد في كل أطياف الساحة السياسية. رسالة اخرى يؤكدها الفلسطينيون هي أن اسرائيل هي الاخرى قامت في 1948 في خطوة احادية الجانب وليس نتيجة للمفاوضات مع الدول العربية. ولفتت بنهاية الخطة إلى أن اسرائيل من جهتها تنشر رسالة بموجبها تتعاظم المعارضة الداخلية في السلطة للخطوة الفلسطينية في الاممالمتحدة، ولا سيما من جانب رئيس الوزراء سلام فياض. الدبلوماسيون وكبار المسؤولين الاسرائيليين يشددون امام كل من مستعد لان يسمع بان المزيد فالمزيد من الفلسطينيين يفهمون بانه في اليوم التالي للتصويت في الاممالمتحدة، فان شيئا على الارض لن يتغير.