ركزت الصحف البريطانية الصادرة صباح الأربعاء على زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى بريطانيا وعرض أوباما وكامرون تقديم مساعدات إلى مصر وتونس خلال قمة العشرين ومعالجة الاتحاد الأوروبي لموضوع الهجرة غير الشرعية. ففي سياق متابعة زيارة أوباما إلى لندن، يقول المحرر السياسي للجارديان باتريك وينتور إن أوباما وكامرون سيتفقان خلال القمة المقررة الأربعاء في مقر الحكومة البريطانية بلندن على تخصيص مساعدات مالية وسياسية أكبر لمصر وتونس لمساعدتهما على المضي قدما في طريق الإصلاحات السياسية. وتمضي الصحيفة قائلة إن أوباما دعا الكونجرس إلى شطب نحو مليار دولار من ديون مصر وتقديم ضمانات قروض لها تصل إلى مليار دولار. كما تدعم لندنوواشنطن خططا لتوسيع اختصاصات البنك الأوروبي للتعمير والتنمية ليستطيع تقديم قروض بمليارات الدولارت لبعض البلدان العربية علما بأن البنك أنشئ أصلا لمساعدة اقتصادات السوق في بلدان أوروبا الشرقية. وتواصل الصحيفة قائلة إن أوباما وكامرون سيعرضان هذه المبادرة في قمة مجموعة العشرين التي ستنعقد يومي الخميس والجمعة في مدينة دوفيل بفرنسا، مضيفة أن صندوق النقد الدولي سيضع بدوره خططا لمساعدة بلدان شمال أفريقيا كما أن الاتحاد الأوروبي سيعرض سياسته الجديدة إزاء البلدان المجاورة له. ومن المتوقع، تقول الصحيفة، أن يقدم البنك الأوروبي قروضا بقيمة 2.5 مليار يورو سنويا لبلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتضيف الصحيفة أن الزعيمين أكدا على أن حكومتيهما ستعملان مع أي حكومات ديمقراطية في المنطقة لكنهما أبديا خشيتهما من بوادر عدم الاستقرار السياسي في مصر. وفيما يخص المسألة الليبية، تقول الصحيفة إن من المرجح أن يقاوم الأمريكيون أي اقتراح يذهب إلى "أنهم لا يلقون بثقلهم في ليبيا" وسيصرون على أن الضغوط ينبغي أن تأتي من نشر طائرات الأباتشي البريطانية وشن مزيد من الغارات الجوية على العاصمة طرابلس. وتنقل الصحيفة عن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قولها إن الولاياتالمتحدة ستواصل المشاركة ب 25 في المئة في طلعات طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مضيفة "سنواصل تقديم أغلبية المعلومات الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع". وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيليي تقول الجارديان إن بريطانيا أكثر حرصا على الرضوخ لحملة فلسطينية تهدف إلى الحصول على الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية وليدة مقارنة بموقف الولاياتالمتحدة. تقول الفاينانشال تايمز إن كامرون وأوباما لهما مصلحة مشتركة في معالجة عدة ملفات شائكة أما صحيفة الفاينانشال تايمز فتقول في افتتاحيتها الرئيسية إن الحفاوة التي أحيط بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى لندن تظهر الأبهة البريطانية، مضيفة أن القمة التي ستجمع الأربعاء بينه وبين رئيس الوزراء البريطاني تهدف إلى مناقشة مجموعة من المسائل التكتيكية والاستراتيجية التي يعكس حلها طبيعة النفوذ الذي تتطلع إليه بريطانيا. وتضيف الصحيفة أن مصالح البلدين مترابطة في القضايا الأكثر إلحاحا: فكلاهما يرغب في حل النزاع في أفغانستان وكلاهما يرغب في كسر الجمود في ليبيا وكلاهما له مصلحة في دفع الإسرائيليين والفلسطينيين نحو إبرام اتفاق سلام بينهما. لكن الصحيفة تقول إن رغم تداخل مصالحهما، فإن أولوياتهما مختلفتان إذ تصر بريطانيا على سحب جنودها من أفغانستان في موعد محدد في حين تبدي واشنطن انزعاجها من ذلك. كما أن تردد الولاياتالمتحدة في تخصيص موارد حاسمة للنزاع في ليبيا يزعج لندن. وتشير الصحيفة إلى أنه إذا نجح الزعيمان في التغلب على خلافاتهما فإن زيارة أوباما لبريطانيا ستكلل بالنجاح. وتمضي الصحفية قائلة إن إدارة أوباما نأت بنفسها عن السياسة الأمريكية المتسمة بالغطرسة والأحادية التي نهجتها إدارة الرئيس جورج بوش خلال ولايتها الأولى. وترحب الصحيفة بسياسة إدارة أوباما التي تركز على "إقامة تحالفات بدل ائتلافات الراغبين". وتواصل قائلة إن في حال عدم إصرار واشنطن على الزعامة في كل الأحوال، فإن بريطانيا يجب أن تقوم بدور دولي أكبر. وتشير الصحيفة إلى أن الحملات العسكرية البريطانية في كل من أفغانستان وليبيا تستنزف القدرات العسكرية البريطانية حتى النخاع مضيفة أنه إذا كانت بريطانيا تريد أن تكون حليفا مهما للولايات المتحدة، فعليها زيادة مواردها العسكرية وليس تقليصها. تقول أوروبا إن عليها أن تكون في مستوى التحديات التي تواجهها البلدان المجاورة لها ونظل مع الفاينانشال تايمز التي تخصص موضوعا للهجرة القادمة من بعض بلدان شمال أفريقيا. فتحت عنوان "الإتحاد الأوروبي يعرض المال مقابل الإصلاحات" تقول الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي تعهد بتخصيص مزيد من الموارد المالية ومنح شروط تفضيلية في الأسواق الأوروبية لبلدان شمال أفريقيا التي تمضي في طريق الإصلاحات في أفق تقليص عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يفرون من الفقر والعنف. وتواصل الصحيفة قائلة إن المفوضية الأوروبية ستقترح الأربعاء مراجعة سياساتها القديمة التي فشلت في معالجة المشكلات التي تعاني منها بلدان الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط. وتنقل الصحيفة عن وثيقة مسربة عن المفوضية الأوروبية قولها "يجب على الاتحاد الأوروبي أن يكون في مستوى التحديات التي تواجهها الدول المجاورة له". وتخشى الحكومات الأوروبية من أن فشلها في المساهمة في معالجة الأزمات التي تواجهها هذه البلدان قد يزيد من أعداد المهاجرين إليها بحثا عن فرص العمل. وتقول الصحيفة إن تدفق المهاجرين على أوروبا خلال الشهور الأخيرة أدى إلى توتير العلاقات بين بعض الدول الأوروبية وتشديد القيود على حركة التنقلات بينها، ما قوض حرية الحركة التي كان معمولا بها بموجب معاهدة شنجن. وتقوم الاستراتيجية الأوروبية على تقديم مساعدات مالية وتسهيلات لدخول أسواقها مقابل مضي البلدان المعنية في طريق الإصلاحات. كما تقوم على تقليص المعونات المالية للبلدان التي لا تلتزم بطريق الإصلاحات. تقول الاندبندنت إن العمليات العسكرية في ليبيا تفتقر إلى الشفافية فتحت عنوان "المهمة العسكرية المتعثرة والتكتيكات الخطيرة في ليبيا"، تقول الإندبندنت في إحدى افتتاحياتها إن قلة من المتتبعين تصورت إمكانية بقاء العقيد الليبي معمر القذافي في السلطة بعد مرور شهرين من بدء الغارات الأطلسية على ليبيا في شهر مارس/آذار الماضي. وتمضي الصحيفة قائلة إن غارات الناتو جنبت الثوار الهزيمة أمام قوات القذافي لكنها لم تؤمن لهم النصر. ومن ثم تصاعدت الحرب. وتقول إن الاستراتيجية غير المعلنة في التعامل مع الأزمة الليبية يبدو أنها تقوم على "اغتيال عرضي" على أمل أن تقوم الضربات الجوية المتكررة على مراكز القيادة الليبية بما لا يمكن القيام به بموجب القانون الدولي أي قتل القذافي. وتخلص الصحيفة إلى أن مخاطر الوضع الحالي في ليبيا لا يجب الاستهانة بها، مضيفة أن افتقاد العمليات العسكرية في ليبيا إلى الشفافية أصبح أكثر وضوحا الآن.