بعد نفاذ الطبعة الأولى من أول موسوعة عن شهداء ثورة 25 يناير والتي تعد أول موسوعة حصرت بين دفتيها شهداء الثورة الذي ضحوا بأرواحهم قام الكاتب عماد أبو باشا بإصدار الطبعة الثانية من موسوعته شهداء 25 يناير"..حيث ضمت الطبعة الجديدة فصلا كاملا عن أيام الثورة منذ انطلاقها يوم 18 يناير ويوم بيوم إلى تنحيه مبارك ، بالإضافة إلى قصص جديدة لشهداء الثورة وصور لهم . و تعد أول موسوعة تضم العديد من قصص هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل إيمانهم بأهمية محاربة الفساد وتحرير الوطن من الظلم والاستبداد، وذلك بحثًا عن بلد ينعم شعبه بالأمن والعدالة والحرية، وتضم الأسماء والأماكن وتفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الاستشهاد. كما احتوى الكتاب قصيدة للشاعر "أحمد فؤاد نجم" التي تم أخذ عنوان الموسوعة منها.
أجاب الكاتب في مقدمة الكتاب على التساؤل: لماذا قام بإصدار موسوعة عن شهداء ثورة 25 يناير؟ فقال: "رغم أن علاقتي بالكتابة كانت تقتصر على مقالات أنشرها في الصحف والمجلات، تتناول بعض القضايا الحياتية وما يتحدث عنه الناس من مشكلات باعتباري واحد منهم، وأنتمي إلى تلك الطبقات العريضة من أبناء هذا الشعب، حيث ولدت وتربيت في منطقة مصر القديمة قلب مدينة الفسطاط أول عاصمة لمصر الإسلامية، وبالقرب من مسجد عمرو بن العاص أول مسجد أقيم بمصر وبالقرب من الكنيسة المعلقة ومحاط بسور مجرى العيون أشهر أسوار القاهرة الفاطمية، وهو ما كان يجعلني أشعر بأنني أعيش في قلب مصر، حيث يتجمَّع هنا كل نبض أبناء الشعب المصري على اختلافات طبقاتهم وانتماءاتهم، فكنت ما أكتبه هو انعكاس لتلك الصور البانورامية التي تتحرك أمامي في هذه البقعة الغالية من مصر.
وأوضح الكاتب أن قلبه كان يعتصر مع كل نقطة دم تُراق أثناء ثورة الشباب التي أصبحت ثورة الشعب كله.. كان يشعر أن قطعة من قلبه تسقط.. كان الرصاص الذي أودى بحياة زهور "مصر" يُدمي قلبه. مشيرًا إلى أن المصريين اجتمعوا جميعًا- علي، وحسين، ومرقس، ومريم، وسعيد، ومحمد، وبطرس، وغيرهم- على اختلاف أعمارهم، واستشهدوا من أجل "مصر"، ودفعوا أرواحهم ثمنًا لحرية وكرامة وعزة الشعب المصري. مضيفًا أنه وجد نفسه يبحث هنا وهناك عن قصص هؤلاء الشهداء وزهور "مصر" النقية وتجميعها، ليجد أمامه كمًَّا هائلًا من القصص والروايات والبطولات التي ضمتها هذه الموسوعة، لكي تحمل للأجيال القادمة أروع قصص الشهادة والبطولة والتضحية من أجل "مصر"، والتي سوف تبقى مرفوعة الهامة على طول السنين.
ومن الشهداء الذين ضمتهم الموسوعة؛ الشهيدة "مريم مكرم" التي كانت تبلغ من العمر (16) عامًا، وأُصيبت بطلق ناري في الرأس أثناء قيامها بتصوير أحداث الثورة بكاميرا الموبايل فوق سطح منزلها الكائن بمنطقة "الزاوية الحمراء"، والشهيد "أحمد بسيوني" وهو مدرِّس تربية فنية وأب لطفلين، قتله رصاص غدر القنَّاصة يوم الجمعة الدامي الموافق 28 يناير، والذي تم إطلاق اسمه على جائزة "صالون الشباب" الذي يقيمه قطاع الفنون التشكيلية، والمهندس الشاب "أحمد إيهاب" الذي لم يفرح بزواجه غير شهرين فقط ليفارق بعدها الحياة متأثرا بجراحه في المستشفى يوم 3 فبراير، والشهيدة "سالي مجدي" التي إنهال عليها البلطجية ضربًا بالشوم، وهي في طريقها إلى ميدان "التحرير" لتناضل بجانب الشباب ضد قوى الظلم والاستبداد، حيث توفيت على أثر نزيف بالمخ من جراء هذا الضرب المبرح. وقال: "هكذا روت دماء العديد من الشهداء أرض مصر، لتنبت لنا بذور الحرية والعزة والكرامة"..