اعترف مؤرخ عسكرى إسرائيلى يدعى أورى ميلشتاين بانتصار مصر فى حرب أكتوبر التى تعرف أيضا بحرب 73 ، بجدارة واستحقاق، وأكد المؤرخ الاسرائيلى أن سلاح الجو الإسرائيلى كاد يتعرض للتدمير أثناء الحرب ، بسبب صواريخ "سام 6" التى استخدمها الجيش المصري.وتوقع أورى ميلشتاين ، فى حوار مطول لإحدى إذاعات الاحتلال الاسرائيلى ، بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر ، "أن إسرائيل لن تصمد فى مواجهة مصر إذا اندلعت حرب جديدة ، خاصة أن الحرب المقبلة لن تدور فى الميادين العسكرية فقط ، بل قد تلجأ مصر لقصف العمق الإسرائيلى بالصواريخ المتطورة ، بما يهدد بإصابات بالغة فى صفوف المدنيين ، قد تؤدى إلى انهيار إسرائيل ، مشيرا إلى أن "ثقافة الشارع الإسرائيلى تقوم على الصراخ والبكاء ، ولا يتحمل الإسرائيليون مواجهة مقاتلين يتحلون بالعناد والشراسة أثناء القتال".وقال ميلشتاين "إن سلاح الجو الإسرائيلى لم تكن لديه القدرة على تحييد الصواريخ الدفاعية المصرية ، وكان سيتعرض لضربة قاصمة لو نفذ ضربة استباقية للقوات المصرية ، كما أن عملية "الدفرسوار" كانت مجرد خطوة معنوية ، وتكشف عن خطة سيئة عسكريا ، ولم يكن لها أى جدوى ، والادعاء بأنها دليل على الانتصار "كذب وتلفيق". ووصف ميلشتاين ثغرة الدفرسوار بأنها كانت "خطوة عسكرية استعراضية" لم تغير من نتيجة الهزيمة الإسرائيلية ، كما أنها لم تقلل شيئا من الانتصار المصرى ، مشيرا إلى أن الجيش المصرى حقق أهدافه من وراء الحرب ، ونجح فى عبور القناة ، ونشر قواته داخل سيناء. وثغرة الدفرسوار ، هو المصطلح الذى أطلق على حادثة كانت فى نهاية الحرب ، عندما تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلى من تطويق الجيش الثالث الميدانى المصرى من خلال ما عرف بثغرة الدفرسوار ، وكانت بين الجيشين الثانى والثالث الميدانى المصريين اللذين كانا متمركزين بالضفة الشرقية لقناة السويس.وكانت أول النتائج المباشرة لهذه الثغرة تدمير 250 دبابة مصرية بكامل أطقمها ناهيك عن الخسائر البشرية والخسائر فى بقية المعدات ، وهو ما تم اعتباره ضربة موجعة للمدرعات المصرية ، رغم أنها لم تكن حاسمة فى النتيجة النهائية للحرب.وفى تلك الأثناء ازداد تدفق قوات الاحتلال الإسرائيلية ، وتطور الموقف سريعا ، إلى أن تم تطويق الجيش المصرى الثالث بالكامل فى السويس ، ووصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق السويسالقاهرة ، ولكنها توقفت لصعوبة الوضع العسكرى بالنسبة لها غرب القناة خصوصا بعد فشل الجنرال شارون فى الاستيلاء على الاسماعيلية وفشل الجيش الاسرائيلى فى احتلال السويس ما وضع القوات الاسرائيلية غرب القناة فى مأزق صعب وجعلها محاصرة بين الموانع الطبيعية والاستنزاف والقلق من الهجوم المصرى المضاد الوشيك ولم تستطع الولاياتالمتحدة تقديم الدعم الذى كانت تتصوره اسرائيل بعد نجاحها فى القيام بثغرة الدفرسوار ، بسبب تهديدات السوفييت ورفضهم أن تقلب الولاياتالمتحدة نتائج الحرب التى كانت تميل للكفة المصرية. وكشف المؤرخ الإسرائيلى "أن موشى ديان جمع الصحفيين فى اليوم الثالث للحرب ، ليعترف بالهزيمة وبسقوط خط بارليف ، لكن غولدا مائير ورؤساء تحرير الصحف الإسرائيلية حجبوا ذلك عن الرأى العام"واتهم المؤرخ العسكرى ، الجيش الإسرائيلى برفض الاعتراف بالهزيمة ، والإصرار على عدم الكشف عن جميع الوثائق المتعلقة بهذه الحرب.