مصر وأذربيجان توقعان بروتوكول تعاون بين وزارتي البترول والاقتصاد في البلدين    بالصور- ننشر أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية بجنوب سيناء    وزير الصحة يحيل المتغيبين عن العمل للتحقيق بمستشفى مارينا    ارتفاع عدد ضحايا مجزرة النصيرات إلى 150 شهيدًا    مصر تواصل جهودها فى تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة (فيديو)    منتخب مصر يطير إلى غينيا بيساو عصر اليوم    وليد الركراكي يُعلق على غضب حكيم زياش ويوسف النصيري أمام زامبيا    «سيتفوق على الجميع».. رسالة خاصة من زيدان إلى مبابي    54 ألف طالبًا ب 140 لجنة.. الإسكندرية تنهي استعداداتها لماراثون الثانوية العامة    استمرار حبس المتهم بإلقاء مادة ك أو ية على طليقته في منشأة القناطر    السجن المشدد 5 سنوات لمتهم في إعادة محاكمته بقضية "أحداث كفر حكيم"    "أكليني وهاتي لي هدوم".. آخر ما قالته "آية" ضحية سفاح التجمع    شيرين رضا تعلن بشكل مفاجئ: "قررت الاعتزال"    شاهد فيديو جديد لصفع عمرو دياب أحد المعجبين.. ماذا فعل الشاب؟    ثقافة اسوان يناقش تأثير السيوشال ميديا "فى عرض مسرحى للطفل    الليلة.. صالون "نفرتيتي" يسير على خطى العائلة المقدسة بالأمير طاز    إجراء عاجل من وزير الصحة تجاه المتغيبين عن العمل بمستشفى مارينا المركزي    سما الأولى على الشهادة الإعدادية بالجيزة: نفسى أكون دكتورة مخ وأعصاب    السكة الحديد تعلن جداول قطارات خط «القاهرة - طنطا - المنصورة – دمياط»    عاجل| 6 طلبات فورية من صندوق النقد للحكومة... لا يمكن الخروج عنهم    وزيرة التخطيط تبحث سبل التعاون مع وزير التنمية الاقتصادية الروسي    أبرز 7 غيابات عن منتخب إنجلترا فى يورو 2024    رجال الأعمال تناقش تعزيز مساهمة القطاع الخاص لتحقيق مستهدفات القطاع الزراعي    ناقد فني: نجيب الريحاني كان باكيًا في الحياة ومر بأزمات عصيبة    لماذا الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم؟.. مركز الأزهر العالمي يُجيب    تنظيم 6 ورش عمل على هامش مؤتمر الأوقاف الأول عن السنة النبوية (صور)    الكشف على 1237 مريضا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بالمنيا    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع ولم تكن هناك قيادة واضحة للثورة    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة خلال مايو 2024    محافظ المنيا: توريد 373 ألف طن قمح حتى الآن    80 شهيدا وعشرات الجرحى فى غارات إسرائيلية على مخيم النصيرات ومناطق بغزة    الأهلي يحسم صفقتين ويستقر على رحيل موديست    خبير: برنامج تنمية الصعيد في مصر سيكون مثالا يحتذى به في كل دول القارة الإفريقية    الدفاع الروسية: قوات كييف تتكبد خسائر بأكثر من 1600 عسكري وعشرات الطائرات المسيرة    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 142 مخالفة عدم الالتزام بقرار غلق المحال    تضم هذه التخصصات.. موعد مسابقة المعلمين الجديدة 2024    "اهدى علينا".. رسالة من تركي آل الشيخ إلى رضا عبد العال    وزير الأوقاف: الأدب مع سيدنا رسول الله يقتضي الأدب مع سنته    الإفتاء توضح حكم تجميع جلود الأضاحي ثم بيعها في مزاد علني بمعرفة جمعية خيرية    راديو جيش الاحتلال: تنفيذ غارات شمال رفح الفلسطينية مع التركيز على محور فيلادلفيا    كاتب صحفي: حجم التبادل التجاري بين مصر وأذربيجان بلغ 26 مليار دولار    الفوج الثاني من حجاج «المهندسين» يغادر إلى الأراضي المقدسة    توجيهات من الصحة بشأن المدن الساحلية تزامنًا مع عيد الأضحى والعطلات الصيفية    العمل: تشريع لحماية العمالة المنزلية.. ودورات تدريبية للتعريف بمبادئ «الحريات النقابية»    رئيس جامعة المنوفية: فتح باب التقديم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    النائب علي مهران: ثورة 30 يونيو بمثابة فجر جديد    معسكرات داخلية وخارجية.. اللجنة الأولمبية تتابع خطط الاتحادات استعدادا ل باريس    خبيرة فلك تبشر برج السرطان بانفراجه كبيرة    أستاذ علوم سياسية: مصر بذلت جهودًا كبيرة في الملف الفلسطيني    «الدواء»: المرور على 9 آلاف صيدلية وضبط 21 مؤسسة غير مرخصة ب 7 محافظات    كريم محمود عبد العزيز يشارك الجمهور فرحته باطلاق اسم والده علي أحد محاور الساحل الشمالي    جولة مفاجئة.. إحالة 7 أطباء في أسيوط للتحقيق- صور    تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يتصدر المباحثات المصرية الأذربيجية بالقاهرة    ب300 مجزر.. «الزراعة» ترفع درجة الاستعداد القصوى استعدادًا لعيد الأضحى    أزهري: العشر الأوائل من ذي الحجة خير أيام الدنيا ويستحب صيامها    مواعيد مباريات يورو 2024.. مواجهات نارية منتظرة في بطولة أمم أوروبا    إبراهيم حسن يكشف كواليس حديثه مع إمام عاشور بعد لقطته "المثيرة للجدل"    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصاد 2010 السياسي
نشر في مصر الجديدة يوم 31 - 12 - 2010


العالم العربي في 2010:
تشكيل حكومة عراقية جديدة غير مكتملة وإصرار عراقي على عقد القمة العربية رقم 23 ببغداد.. جهود عربية لجعل خيار الاستقرار في السودان غالبًا على خيار الوحدة أو الانفصال بين الشمال والجنوب قبيل الاستقتاء.. قمتين عربيتين وقمة مشتركة مع أفريقيا واتفاق على تطوير العمل العربي دون ملامح واضحة حتى الآن.. توتر سياسي لبناني على خلفية المحكمة الجنائية واغتيال الحريري وسط تخوفات عربية.. الاعداد للقمة الاقتصادية الثانية بشرم الشيخ وخطط للربط السككي والكهربائي.. العرب يقررون غلق ملف المفاوضات مع إسرائيل ويجهزون لمعركة مجلس الأمن وسط آمال ضعيفة لموقف أميركي جدي بشأن السلام .. هيمنة للحزب الحاكم المصري على مجلس الشعب الجديد وسط اتهامات معارضيه ببطلان الانتخابات وعدم شرعيتها.. الكشف عن شبكات تجسس إسرائيلية في مصر وسوريا ولبنان
تقرير: أحمد إسماعيل علي
شهد العالم العربي في عام 2010 زخمًا سياسيًا شديد الوعورة، فمن تعثر إنجاز القضية الفلسطينية، وبزوغ أزمات سياسية في العراق ولبنان والسودان، وأفول أجزاء منها، وغيرها من الدول العربية كالصومال.. يخرج لنا العام المنصرم بعبائة محملة بالذكريات التي ربما تكتمل حكاياتها المأساوية مع كل أسف في العام الجديد..ففي حين يرى البعض أن التداعيات الخطيرة التي مر بها العالم العربي في هذا العام وما شهده من تطورات ليس بشئ سابق على أحداث الأعوام السابقة من حيث التراجع العربي، إلا أنه لا يزال هناك متفائلون يتمنون عامًا جديدًا تخرج فيه الأمة العربية من عثرتها لتنطلق إلى منصة التتويج والتألق الذي يليق بها، عبر واقع جديد وفريد لتنمية وإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية.
تطوير العمل العربي: شهد العام 2010 انضمام الدول العربية للعديد من القمم، منها العربي النقي والعربي الأفريقي والأوروبي كذلك، كما كان لافتًا للأنظار أن تكون ليبيا وبالتحديد قاعة "واجادوجو" بمدينة سرت الليبية هي محطة كل هؤلاء القادة العرب والأفارقة والأوروبيين، فانطلقت القمة العربية العادية ال22 بمدينة سرت الليبية مارس الماضي، لتعلن عن دعم القدس بتعهدات مالية وصلت إلى النصف مليار دولار، لكنها رحلت خلافاتها حول تطوير العمل العربي المشترك الذي تصدرته ليبيا واليمن، إلى القمة العربية الاستثنائية بأكتوبر، والذي كان هذا المحور أحد بندين هامين رئيسين وفق وثيقة "إعلان سرت" كان الثاني بشأن مقترح الأمين العام لإنشاء رابطة للجوار العربي، والتي دخلت في ثلاجة التحفظات العربية بشأن عدم حماسة دول عربية للتقارب مع إيران نظرًا لسياسات الأخيرة النووية وعلاقتها مع دول الجوار العربي كالإمارات بشأن جزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وجبال موسى التي تحتلها إيران، واعتراض مصر على هذا النسق المقترح ربما لأسباب تاريخية تتعلق بعلاقات الجانبين.
ومع ذلك أيضًا أرجأ القرار الفصل بالنسبة لعملية تطوير العمل العربي المشترك بسبب خلافات عربية حول آليات هذا التطوير وشكله والجدوى منه، من 7 دول، بعد أن أقرت القمة العربية الاستثنائية قرارات القمة الخماسية "مصر، العراق، قطر، ليبيا، اليمن" التي عقدت بليبيا قبيل القمة الاستثنائية، ولاحقًا تم الاتفاق بالجامعة العربية على ضرورة أن يكون التطوير توافقيًا، في حين أعلن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن تطوير الجامعة العربية ربما يستغرق مدة 5 سنوات. كذلك عقدت القمة العربية الأفريقية الثانية، والتي أكدت على ضرورة جعل خيار وحدة السودان جاذبًا مع الالتزام بموعد تقرير المصير للجنوب وموعد الاستفتاء يناير مطلع العام الجديد 2011، وعقد القمة المقبلة لها في الكويت، كذلك شارك عمرو موسى والعديد من الدول العربية الأفريقية في فعاليات القمة الأفريقية الأوروبية بليبيا أيضًا والتي شهدت تراجعًا أوروبي بالنسبة لدفع فاتورة الماضي الأليم لتاريخ القارة الأوروبية الاستعماري داخل القارة السمراء.
العلاقات العربية : وعلى صعيد العلاقات العربية العربية شهدت تطورًا ملحوظًا في احد جوانبها مع اقتراب موعد بدء الانتخابات التشريعية بمصر نوفمبر الماضي، حيث قام الرئيس مبارك بعمل زيارة تاريخية هي الأولى منذ إلى دولة قطر، والتي تستضيف قناة الجزيرة التي أحيانًا تتناول قضايا لاذعة تثير انزعاج الحكوميين المصريين، وفي بادرة تقارب، قيل إن مهندسها كان الوزير رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة المصري، بعد قيامه بعدة زيارات إلى قطر، بادر الرئيس مبارك بإعلان دعم مصر لملف قطر لاستضافة مونديال كأس العالم 2022، وهو ما حظيت به الدوحة في إنجاز غير مسبوق لدول الشرق الأوسط والدول العربية بأن تستضيف مثل هذا الحدث العالمي الرياضي الكروي الفريد، وهو يعطي الفرصة السانحة امام الاستثمارات العربية ومسيرة التنمية والعطاء القطرية في المزيد من التنمية والتطور.
وربما ظن العديد من المراقبين بعد تصريحات متبادلة بين دبلوماسيين مصريين وسوريين في مناسبات كالقمة العربية وفي غضون تعرض الرئيس مبارك لوعكة صحية وتلقيه العلاج بالخارج، ردًا على أسئلة صحفية، بشأن تقارب بين كل من الرئيسين المصري والسوري، وحول توطد علاقتهما مرة أخرى بعد أن اعتقد البعض أنه قد أصابها الجمود خلال السنوات القليلة الماضي، ورغم ان الدبلوماسيين كانوا بالفعل دبلوماسيين في إجاباتهم التي لم تكن حاسمة، لكن ونحن نقف عند حافة عام جديد، ورغم كشف المخابرات المصرية للنظام السوري عن تورط مسؤول نووي سوري في قضية تجسس لصالح إسرائيل قضت بالحكم بإعدامه، لا نستطيع أن نجزم بعودة كاملة لمياه العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث يرجع البعض ذلك إلى تقاطع الخط الإيراني الشيعي في علاقته مع سوريا مع الجانب المصرين الذي لا يفضل أن تكون إيران صديقه له فضلا عن خصمًا سياسيًا إقليميًا ربما تنظر له بعض القوى أنه يهدد الأمن القومي بالمنطقة، في حين تنظر مصر والتي توصف بأحد دول الاعتدال بالمنطقة والحليفة لأميركا وإن لم تصل لدرجة التحالف والشراكة الكاملة، أن إيران دولة غير مرغوب فيها وينظر البعض إلى تورطها في قضية مثل تنظيم حزب الله اللبناني في مصر، بالإضافة إلى كونها دولة عدو لأميركا وإسرائيل الدولتين اللتين تربطهما علاقات مستقرة إلى حد ما بمصر، والتي ترغب أيضًا في عدم إزعاج هذه القوى المتحالفة.
جنوب السودان: الوضع في جنوب السودان وتقرير مصير على مشارف عام 2011، ربما تكون هذه إحدي حلقات العالم العربي المفقود والممزق والمتاهوي، ورغم الجهود العربية والأفريقية وربما الدولية، كان آخرها على المستوى التنسيقي العربي قمة خماسية بالخرطوم ديسمبر 2010، جمعت كل من الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الحركة الشعبية لحركة تحرير جنوب السودان وحكومة الجنوب "سلفاكير ميراديت" والرئيس المصري حسني مبارك، والزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وربما لشعور القمة بأن طريق الانفصال لا الوحدة أصبح مصيرًا للسودان شماله وجنوبه، ارتأت القمة إلى التأكيد في بيانها الختامي إلى ضرورة الحفاظ على "الروابط العضوية" بين الشمال والجنوب أياً كانت نتيجة الاستفتاء، منبهين بأنه إذا كان هناك انفصال يجب أن يكون سلميًا خاصة وأن هناك قضايا محورية في علاقة الطرفين كانت "آبيي" المتنازع عليها أبرزها خلال تلك الإرهاصات.
في حين حرصت الجامعة العربية خلال أمينها العام عمرو موسى على تهيئة الاستقرار في السودان في كل الأحوال منها زيارة تاريخية بوفد رفيع المستوى الى جوبا لبحث استثمار عربي بالإقليم، متعهدًا بتواصل الدعم العربي سواء قرر الانفصال أو الوحدة، وهو ما سيتأتى التأكيد عليه في مؤتمر البحرين للاستثمار في جوبا"2"، ولرغبة الجامعة العربية أيضًا قبل الاستفتاء يذهب موسى الى زيارة لكل من الجنوب والشمال ليوفق بين شريكي الحكم بالسودان سواء حال الوحدة أو الانفصال تجنبًا لنشوب أية نزاعات وعراكات تؤجج الأوضاع السودانية الخامدة منذ فترة.
دارفور: وحول قضية دارفور لا تزال المساعي القطرية ومفاوضات الدوحة تفتح الأذرع لاحتضان كل الوافدين إليها من الفصائل الدارفورية والحكومة السودانيةن في ظل دعم عربي داعم لزيارة قام بها عمرو موسى أمين الجامعة العربية إلى دارفور، بينما يقول الرئيس السوداني عمر البشير إن مفاوضات السلام الجارية حاليا مع الحركات المسلحة في دارفور بالعاصمة القطرية الدوحة هي آخر فرصة للحوار بشأن مشكلة الاقليم. وقطع البشير لدى مخاطبته حشدا من سكان دارفور في العاصمة الخرطوم بأن التفاوض لن يستمر طويلاً وأن الحكومة قادرة على فرض السلام إن فشل التفاوض. وقال ان حكومته لن تألو جهداً في دعم الأمن والاستقرار بولايات دارفور الثلاث، معتبرًا أن العلاقات السودانية التشادية في أفضل حالاتها حيث حدث استقرار واضح في المناطق الحدودية بين الدولتين، كما أكد التزام الجانبين بالاتفاق المبرم بينهما، معلنًا عن جملة من المشروعات التنموية والخدمية لصالح القرى الحدودية بين السودان وتشاد.
لكن في الغالب ستغرب شمس هذا العام ولا جديد سيحسم بملف المصالحة في دارفور، والخطورة هنا في أن تكون دارفور تقف في صفوف الانتظار تترقب دورها لتقطع وصلا جديدًا من أوصال الكيان السوداني الذي يهرب منه جنوبه.
القضية الفلسطينية: ولو انطلقنا على صعيد التسوية السياسية السلمية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية نرى مؤتمرًا عالميًا برعاية اميركية يأذن عبر الأراضي الأميركية بانطلاق جولة المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبعد مراوحة القرار العربي من مكانه الرافض لانطلاق مفاوضات مباشرة في وقت لاتزال تمارس فيه اسرائيل سياساتها الاستيطاية والتعسفية ضد الدم والنسل والأرض المحتلة في فلسطين، ومع اقتران ذلك بمهلة زمنية لوقف الاستيطان المؤقت بلغت 3 اشهر، كسرت إسرائيل حاجزها العنكبوتي، رافضة تجديد تجميد الاستيطان كشرط لاستمرار المفاوضات، بل كان الغريب أن تتراجع الإدارة الأميركية عن تعهدها بضرورة وقف الاستيطان وفق مبادئ سابقة جائت في خطاب اوباما الشهير للعالم الاسلامي بجامعة القاهرة في بداية توليه مهام منصبه بالادارة الاميركية الجديدة، ليتراجع الموقف الاميركي ويدعو الى مفاوضات أسماها بالمتوازية لمناقشة قضايا الوضع النهائي، لكن دون وقف الاستيطان.
اعتبر الجانب العربي عبر لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية برئاسة قطر، ذلك تنصلا اميركيا لمواقفه السابقة، مشددة على رفضها التام لاستئناف اي مفاوضات دون تقديم عرض جدي للسلام، في حين اكتفت بتكليف السفراء العرب في نيويورك بالاعداد لجلسة طارئة لمجلس الامن من اجل مناقشة الاستيطان..مبقية باقي الخيارات العربية والفلسطينية السبعة التي تم الكشف عن عددها في القمة العربية العادية الاخيرة، مع استمرار غموض بعضها للكثيرين. ومع ابتعادنا الأزلي عن سنة فائتة نقترب مع سنة جديدة لايزال الاستيطان والتهويد مستمرين في الضفة الغربية والاعتداءات الاسرائيلية الدموية تبارز بين فينة وأخرى قطاع غزة وشعبه الأعزل إلا من صواريخ طاشة وعشوائية لا تعرف هدفًا للعدو رغم انها تزعجه فقط.. ليدك الاحتلال بعدها مصدر الصواريخ العاجزة وجيرانه بأطفاله وشيوخه ونسائه وشبابه. كما شهد قطاع غزة التي تعاني من الحصار الإسرائيلي الغاشم توجه أسطول الحرية بريادة تركية مشرفة عبر سفينة "مرمرة" ومن دول عديدة تضامنًا مع شعب فلسطين بالقطاع، انتهكت وقتها إسرائيل المياه الدولية فقامت بالاعتداء على الأسطول مما أسفر عن وقوع ضحايا كان أغلبهم من الجانب التركي، والذي كان لفترة ليست بعيدة أحد الحلفاء الهامين لحكومة الاحتلال، ما أذن بتوتر في العلاقات بين الجانبين التركي والإسرائيلي.
وفي يونيو قام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بزيارة وصفت بالتاريخية إلى قطاع غزة استمرت عدة ساعات والتقى خلالها رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية وقياديين من الفصائل المختلفة وشخصيات مستقلة ومن المجتمع المدني الفلسطيني، وجال على البيوت المدمرة جراء حرب إسرائيل الأخيرة على القطاع في اطار تضامني للجامعة مع اهل غزة.
العراق : تعتبر أزمة تشكيل الحكومة العراقية التي اعلنت بشكل غير كامل يوم 21 ديسمبر، من اعقد واصعب الازمات التي شهدها العراق خلال هذا العام، فقد استمرت هذه الازمة اكثر من تسعة اشهر، لعدة اسباب، في مقدمتها التدخلات الخارجية واختلاف الرؤى بين الكتل حول صورة وشكل الحكومة المقبلة استنادا إلى التجربة السابقة، وفقدان الثقة بين الكتل، والسعي لتحقيق مصالح حزبية وفئوية على حساب المصلحة الوطنية. ويعتقد أن التدخل الخارجي من اهم اسباب تعطيل تشكيل الحكومة لفترة طويلة، ورسم صورتها، رغم أن الجميع يعلن رفضه للتدخل الخارجي، لكنهم جميعا ترددوا إلى دول الجوار للحصول على دعمها وتأييدها لشغل مناصب معينة. واثارت الزيارات التي قام بها رؤساء وقادة الكتل السياسية في جولات اقليمية، مخاوف المواطنين العراقيين والعديد من السياسيين، من أن تكون الحكومة المرتقبة التي انتظروها لوقت طويل، ستكون عليها لمحات واملاءات خارجية تفرض على القادة مقابل تقديم الدعم لهم.
ويرى بعض المراقبين أن السياسة الاميركية في العراق هي التي اوصلته إلى هذا المأزق الكبير والخطير بعد أن اصبحت خيوط اللعبة بعيدة تماما عن ايدي واشنطن، الامر الذي دفع بعض القوى المحلية العراقية الموالية لواشنطن إلى السعي للتحالف مع قوى معادية لواشنطن، أو البحث عن اطراف اقليمية تساندها كبديل عن الدعم الاميركي، بل أن العلاقة الجيدة مع واشنطن أصبحت تشبه "وصمة العار" بالنسبة لهذه القوى التي بدأت بالابتعاد عن واشنطن قدر الإمكان لكي تحفظ لنفسها موقعا في الخريطة السياسية المستقبلية للعراق.
ويؤكد المراقبون أن هذا الموقف أدى لأن تكون واشنطن التي سببت هذا الوضع المشوه والمضطرب، خارج العملية السياسية العراقية من الناحية العملية وأصبحت الأطراف الإقليمية (ايران وسوريا، وتركيا والسعودية ومصر) والجامعة العربية، هي الأقوى، وهي التي ستحدد شكل الوضع المستقبلي في العراق بل وهي التي تتوسط بين الأطراف العراقية من أجل الخروج من أزمة تشكيل الحكومة.
وعلى الصعيد الأمني قامت الولايات المتحدة بانهاء المهام القتالية للقوات الاميركية في العراق بنهاية اغسطس 2010، ليبقى زهاء 50 الفا منهم في البلاد حتى نهاية عام 2011 لتدريب القوات العراقية، فيما حذر رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول بابكر زيباري، من أن قواته غير قادرة على ضمان أمن العراق قبل 2020، حتى تكامل الجيش العراقي. وعلى جانب آخر لا تزال بغداد أشد إصرارًا على استضافتها القمة العربية العادية ال23، بعد جدل تم حسمه خلال اعمال القمة العربية ال22 بليبيا، بعد أن تأجلت أعوام بسبب ظروف الحرب وعدم استتباب الأمن، وهو ما يراه المسؤول العراقي بوجه عام ليس محل قلق، وأن الاستعدادات والتجهيزات جارية لاستضافة القادة العرب ووفودهم، حيث يعلل الجانب العراقي ووفق تصريح لوكيل وزارة الخارجية العراقي لبيد عباوي أن استضافة العراق القمة العربية فرصة سياسية للعودة الى المحيط العربي. من جانب أخر كان لاعلان مجلس الأمن الغاء بعض بنود عراقية تحت طائلة البند السابع دفعة معنوية جيدة للحكومة العراقية الجديد نحو آفاق العام الجديد.
لبنان : وفي انتقالنا للمشهد اللبناني تتجلى لنا ازمة جديدة خلال العام 2010 تمحورت حول المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وتداعياتها الخطيرة على أمن ووحدة الصف اللبناني. ويحبس اللبنانيون انفاسهم منذ يوليو الماضي حين كشف الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ان المحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت بقرار من مجلس الامن في مايو 2007، ستتهم حزبه بجريمة اغتيال الحريري التي وقعت في فبراير 2005. وبدأ حزب الله منذ ذلك الحين هجوما على المحكمة، معتبرا انها "اداة اسرائيلية اميركية" لاستهدافه، في وقت يتمسك فريق رئيس الحكومة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، بالمحكمة "لتحقيق العدالة". في حين دخل على الخط المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي ليقول أن اي قرار يصدر عن المحكمة الدولية المكلفة محاكمة قتلة رفيق الحريري، سيكون "لاغيا وباطلا". وتكثفت الوساطات الخارجية منذ الصيف بقيادة السعودية الداعمة للحريري وسوريا الداعمة لحزب الله في محاولة لاحتواء اي تداعيات خطيرة خصوصا امنية، لصدور القرار الظني اذا اتهم بالفعل حزب الله الشيعي، القوة اللبنانية الوحيدة المسلحة الى جانب الجيش اللبناني، باغتيال الزعيم السني.
وكان الحدث الابرز القمة الثلاثية التي عقدت في بيروت في اغسطس وضمت الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان. كما زار لبنان خلال الاشهر الاخيرة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان.في المقابل، جال سعد الحريري على عدد كبير من الدول العربية والاوروبية في محاولة للحصول على دعم من اجل تفادي تطور الاوضاع الى الاسوأ في لبنان . ويعيش اللبنانيون في هاجس تكرر احداث السابع من مايو 2008 التي اجتاح خلالها حزب الله معظم احياء غرب بيروت بسبب معارك بينه وبين انصار الحريري تسببت بمقتل اكثر من مئة شخص.
لكن بعد ان شهد مطلع العام تحسنا في العلاقات بين الحريري ودمشق، توقفت الاتصالات نهائيا منذ اغسطس، بعد اصدار القضاء السوري جملة مذكرات توقيف تشمل سياسيين وموظفين مقربين من رئيس الحكومة، وذلك في شكوى تقدم بها المدير العام السابق للامن العام اللبناني جميل السيد امام القضاء السوري. وادعى السيد على هؤلاء بتهمة الادلاء بشهادات زور في قضية الحريري تسببت بسجنه اربع سنوات للاشتباه بتورطه في اغتيال الحريري، قبل ان تصدر المحكمة الدولية قرارا بالافراج عنه وعن ثلاثة ضباط آخرين "لعدم كفاية الادلة".
وكان الحريري اتهم مع حلفائه في 2005 سوريا بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري، الا انه اعلن في اغسطس انه "أخطأ بتوجيه هذا الاتهام السياسي". وتابعت القوى الامنية اللبنانية خلال 2010 حملة التوقيفات في حق مشتبه بتعاملهم مع اسرائيل. ويؤكد حزب الله ان الدولة العبرية تخرق كل شبكات الاتصالات اللبنانية وتستطيع التجسس على الاتصالات والتلاعب بالبيانات الخاصة بها.
ويودع لبنان العام الجديد من دون حل في الافق، في حين حسب مراقبون الحكومة معطلة، والبرلمان معطل، مقترحين الذهاب الى هيئة طوارىء وطنية تجنب البلاد الدخول في حرب جديدة". أما الصومال فقد أعرب عمرو موسى أنها مشكلة تكاد يكون لا حل لها، مشيرًا خلال مؤتمر حصاد 2010 بالجامعة العربية، أن مشاكل الصومال
مصر: جرت انتخابات مجلس الشعب المصري التشريعية لعام 2010، وسط أجواء سادتها اتهامات من المعارضة للحزب الحاكم وسلطته التنفيذية بالعنف والتزوير وقمع المعارضة.. تمت الانتخابات على مرحلتين أولها: الأولى في يوم 28 نوفمبر، وجولة الإعادة في 5 ديسمبر في الدوائر التي لم يفز أحد مرشحيها بأغلبية الأصوات. وقدر عدد المقاعد التي تنافس عليها المرشحون بهذه الدورة 444 مقعد بالإضافة إلى 64 مقعد إضافي مخصصين لكوتة المرأة، وبهذا كان عدد الأعضاء الذين تم انتخابهم 508، أضيف إليهم 10 أعضاء عينهم رئيس الجمهورية، ليكون بذلك عدد أعضاء مجلس الشعب لهذه الانتخابات 518 عضوا، ليخوض الحزب الحاكم انتخابات رئاسية في العام الجديد 2011، وسط أغلبية ساحقة تدعم موقف مرشحه المرتقب، والذي تشير التوقعات إلى الرئيس مبارك وربما نجله أو أحد أبرز معاونيه في السلطة ممن تتداولهم وسائل الإعلام لا الأوساط الرسمية بالذكر.
بالإضافة إلى الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، فقد شارك بالانتخابات البرلمانية العديد من أحزاب المعارضة على الرغم من صدور دعوات من الدكتور محمد البرادعي، وحركة شباب 6 أبريل، والجمعية الوطنية للتغيير والحركة المصرية من أجل التغيير بالمقاطعة، كما قرر حزب الغد جبهة أيمن نور مقاطعة الانتخابات، بينما قرر حزب الوفد الجديد المشاركة بالانتخابات بعد موافقة الجمعية العمومية للحزب على المشاركة بعد استفتاء داخلي، وأيد قرار المشاركة بالانتخابات ما نسبته 56.7% من أعضاء الجمعية العمومية للحزب، كما قررت جماعة الإخوان المسلمون المشاركة بالانتخابات وذلك بعد موافقة 98% من أعضاء مجلس الشورى العام للجماعة، كما قرر حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي المشاركة بالانتخابات، كما قررت أحزاب أخرى المشاركة بالانتخابات وهي حزب السلام الديمقراطي والحزب العربي الديمقراطي الناصري وحزب الجيل الديمقراطي وحزب الأحرار الاشتراكيين وحزب الغد جبهة موسى مصطفى موسى وحزب شباب مصر وحزب الخضر والحزب الجمهوري الحر والحزب الدستوري الاجتماعي الحر وحزب التكافل الاجتماعي وحزب مصر العربي الاشتراكي وحزب المحافظين وحزب مصر 2000 وحزب العدالة الاجتماعية وحزب الشعب الديمقراطي.
اتخذ الحزب الوطني الديمقراطي في حملاتها الانتخابية شعار "عشان تطمن على مستقبل أولادك صوتك للحزب الوطني"، بينما اتخذ حزب الوفد شعار "يا بلدنا آن الأوان" في إشارة إلى ضرورة التغيير، أما المرشحين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمون والذين يخوضون الانتخابات بصفة مستقلين لكون الجماعة محظورة سياسيًا، فإن اللجنة العليا للانتخابات قررت شطب من يسخدم شعار الجماعة الانتخابي وهو "الإسلام هو الحل" وذلك باعتباره شعار ديني، إلا إن بعض المفكرين الإسلاميين مثل الدكتور محمد سليم العوا قال إن الشعار هو سياسي أيضًا، وقد رفعت الجماعة قضية أمام المحكمة الإدارية لتمكين مرشحيها من استخدام الشعار إلا إن المحكمة حكمت بعدم الاختصاص، بينما استخدم بعض المرشحون شعار تحت مسمى معا للاصلاح".
كما رفض الحزب الحاكم والحكومة فكرة الإشراف الدولي على الانتخابات وذلك معتبرين أنه مهين للدول ذات السيادة حسب رأي وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب، وأضاف بأن الدول التي تسمح بالتدخل في الشأن الداخلي الخاص بها بأنها دول غير مستقرة وناقصة السيادة ونظامها الدستوري والأمني غير مستقر وأن بلدًا مثل مصر لها سيادتها لا تسمح أبدًا بالرقابة الدولية على الانتخابات وذلك لأنهم يرون فيها إعتداء على سيادة الدولة، وكان للمعارضة مخاوف من أن تشبث النظام الحاكم بالسلطة وعدم استعداده للتخلى عنها تحت أي ظرف يمثل عقبة كبيرة في طريق الديمقراطية، وهو ما أكده رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام وعضو لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم عبد المنعم سعيد من أن النظام لن يتخلى عن السلطة حتى لو اضطر إلى إجراء انتخابات مزورة. وقد تم التصريح ل76 منظمة مدنية مصرية تقدمت للجنة العليا للانتخابات وذلك لمتابعة عملية الانتخابات، وذلك حسب ما قاله المتحدث باسم اللجنة المستشار سامح الكاشف.
وحول مسألة العنف في الانتخابات تعددت الآراء، حيث قال أمين الإعلام بالحزب الوطني الحاكم علي الدين هلال إن موقف الحزب ثابت من إدانة العنف بكل أشكاله بغض النظر عن من يمارسه، وإن أحداث العنف التي صاحبت الجولة الأولى من الانتخابات كانت نتيجة عن إحتدام المنافسة وسخونة أجواء المعركة الانتخابية، كما قال إن هذه الانتخابات تعتبر الأقل عنفًا مقارنة بانتخابات مجلس الشعب عام 1995 والتى قتل فيها 60 مواطنًا وجرح 700 آخرون، كما قال أمين التثقيف بالحزب الوطني محمد مصطفى كمال بأن الانتخابات كانت الأكثر تنافسًا والأقل عنفًا على الرغم من وقوع أعمال عنف واشتباكات بعدد كبير من الدوائرأدت إلى سقوط عدد من القتلى.
من جانبه أكد مجلس الوزراء أن الجولة الأولى من الانتخابات شهدت أعلى مستوى من التنظيم والشفافية، وإن هذا أدى إلى خروجها بشكل نموذجي، بينما نقيب الصحفيين ورئيس وحدة الانتخابات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان مكرم محمد أحمد قال بأن الانتخابات لم تكن نزيهة بالكامل كما إنها لم تزور بالكامل ومن يتحيز لأحد الرأيين يعتبر متجاوز. أما مرشد جماعة الإخوان المسلمون محمد بديع فقد إتهم الحكومة بأنها زورت الانتخابات، ووصف النظام الحاكم بفاقد الأهلية. وأصدر حزب الوفد الجديد بيانًا إتهم فيه الحزب الوطني الحاكم بإرتكاب ممارسات غير ديمقراطية، وانتهاك الشرعية الدستورية، واغتصاب حق المصريين في اختيار ممثليهم.
وعالميًا، أعربت الولايات المتحدة بلسان المتحدث باسم وزارة الخارجية عن قلقها وشعورها بالفزع إزاء المخالفات التي شابت الانتخابات، وأضاف إن الأنباء التي ترددت عن وقوع مخالفات في الانتخابات تثير شكوكًا في نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها. كما إن مجلس الأمن القومي الأميركي قد أعرب عن إحباط الولايات المتحدة من مسار العملية الانتخابية قبل وخلال الانتخابات.
كما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات نتيجة جولة الإعادة في 6 ديسمبر، وأعلنت عن إبطال و257 صندوقًا فى جولة الإعادة. وكانت النتيجة قد زادت من حصيلة الحزب الوطني الحاكم في السيطرة على مقاعد المجلس، كما حصل حزب التجمع على خمسة مقاعد في البرلمان الجديد، كما حصلت أحزاب الجيل الديمقراطي والغد جبهة موسى مصطفى موسى والسلام الديمقراطي والعدالة الاجتماعية على مقعد لكل منهم، كما فاز 4 مرشحين من حزب الوفد الذي كان قد أعلن انسحابه عن جولة الإعادة، كما فاز النائب مجدي عاشور من جماعة الإخوان المسلمون والذي راجت شائعات حول اختطافه من قبل الجماعة لمنعه من خوض الإعادة بعد مقاطعة الجماعة لها، إلا إنه نفى ذلك، وقد صرح أنه لا يريد أن يخسر "الإخوان" وكذلك لا يريد أن يخسر الجماهير، وناشد الجماعة أن تتركه يستمر في البرلمان على مبادئها، في حين قررت الجماعة فصله، وفي أغرب حادثة من نوعها أعلن الدكتور حمدي السيد -القيادي بالحزب الوطني وأحد المرشحين في تلك الانتخابات- أنه يتهم الشرطة وقيادات في الحزب بالتزوير لصالح منافسه مجدي عاشور لكسب نقطة على حساب جماعة الإخوان المسلمين، ويبلغ عدد النواب الذين فازوا كمستقلين 67 نائبًا، ينتمي 53 منهم للحزب الوطني وفقا لتصريحات أمين التنظيم بالحزب أحمد عز، بينما عين الرئيس مبارك بناء على حقه الدستوري 10 لمجلس الشعب المصري. وهم فيما يلي منهم 7 مسيحيين أقباط.
شبكة التجسس والتعاون العربي: أدت قضية الكشف عن شبكة التجسس الإسرائيلية إلى وجود نوع من الترابط العضوي التناسقي بين أجهزة مخابرات كل من مصر وسوري ولبنان، ففي الوقت الذي تعثرت فيه قضية المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي، تم الكشف عن إحالة ثلاثة متهمين بينهم إسرائيليان "هاربان" ومصري واحد "محبوس" إلى المحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بتهمة التخابر لصالح إسرائيل، والإضرار بالمصالح القومية للبلاد. في حين غادر سفير إسرائيل لدى مصر إسحاق ليفانون، متجها إلى تل أبيب بصحبة زوجته، ولم يعلن السفير تفاصيل عن سبب مغادرته للقاهرة وموعد عودته إليها.
كما ساعدت مصر سوريا ولبنان على الإيقاع ب«3» شبكات تجسس فى البلدين لصالح الموساد، التي كانت تستهدف قطاع الاتصالات في الدول الثلاث، وأعلنت لبنان عن تفتيتها شبكة تجسس تعمل في قطاع الاتصال قبل أسابيع، فيما تواصل الجهات المعنية في سوريا التحقيقات في قضيتين، متهم في إحداهما مسول أمني بارز، وأفادت تقارير صحفية هناك بأن جهات التحقيق ستعلن عنها قريبًا.
حيث أن معلومات وردت على لسان المتهم المصري «طارق عبدالرازق حسين» في تحقيقات أجرتها نيابة أمن الدولة العليا معه، تشير إلى وجود شبكات تجسس لصالح الموساد في سوريا ولبنان، مما دعا المسؤولين في مصر إلى إخطار الجهات في لبنان وسوريا بتلك المعلومات، التي ساعدتهما بشكل كبير في الإيقاع ب«3» شبكات تجسس، وأكد المصدر وجود تعاون استخباري كبير بين الدول الثلاث للإيقاع بتلك الشبكات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.