أربع قمم عربية و35 إجتماع وزاري و758 إجتماع نوعي على مدار 348 يومًا غطت مختلف مجالات العمل العربي المشترك *الصومال تمثل مشكلة كبرى تكاد تصبح لا حل لها * العالم العربي به الكثير لمن يريد الانضمام إليه * العرب جادون في التوجه لمجلس الأمن لطرح موضوع الاستيطان * القمة في بغداد نهاية شهر مارس المقبل والاتجاه العام هو قبول ذلك *اللغط أصبح ثمة خطيرة في لبنان وأحذر من أن يكون جزء من لعبة في المنطقة عقد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، بعد ظهر اليوم "الأثنين"، مؤتمرًا صحفيًا لحصاد العام 2010، أستعرض فيه موسى أهم الحصاد العربي السياسي والاقتصادي والثقافي، والأوضاع العامة في المنطقة العربية على مستوى تطورات عملية السلام العربية الإسرائيلية، والوضع في العراق والصومال ولبنان والسودان، بالإضافة إلى التعاون العربي المشترك. وخلال المؤتمر رفض عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية الإنتقادات الموجهة إلى الجامعة العربية بأنها تركز فقط على الملف الفلسطيني، وتترك الملف السوداني والملفات الأخرى. وقال موسى في المؤتمر الصحفي السنوي بمقر الجامعة العربية: أن الجامعة العربية سارت هذا العام وما قبله في مسارات متوازية لعلاج مشاكل السودان والعراق ولبنان، جنبًا إلى جنب مع قضية الصراع العربي – الإسرائيلي، لأن الجامعة العربية منظمة سياسية إقليمية، لديها كوادر وخبرات مختلفة تعمل على كل هذه المسارات . وأكد أن الجامعة العربية كانت أحد المفاوضين الرئيسيين في مفاوضات أبوجا بنيجريا، وأحد الموقعين على أتفاق نيفاشا للسلام، وكانت أحد اللاعبين الأساسيين في حل الأزمة اللبنانية على مدى عام ونصف، وهو ما يؤكد سير الجامعة في علاج هذه الملفات في صعيد واحد . وأشار الأمين العام إلى أن هذا المؤتمر هو حساب لعمل الجامعة خلال العام المنصرم 2010، الذي وصفه بأنه عامًا شهد الكثير من التوتر والإضطراب، وربما عدم الانجاز في بعض الأمور، إلا أن أهم الإنجازات التي تحققت هو انعقاد أربع قمم عربية خلال العام 2010، وسيعقد مثلها العام المقبل، بجانب انعقاد 35 اجتماع وزاري، و758 اجتماع نوعي على مدار 348 يومًا، تغطي مختلف مجالات العمل العربي المشترك السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية . وأضاف أن أهم الإنجازات التي تحققت على صعيد العمل الاقتصادي، إنشاء الصندوق العربي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة برأسمال بلغ ملياري دولار، تم تلقي مليار و300 مليون دولار منها، إلى جانب تكليف شركات إيطالية لتنفيذ الدراسة الخاصة بالربط السككي بين الدول العربية . وفى الشق السياسي تناول موسى قضايا فلسطين والسودان والعراق والصومال ولبنان، إلى جانب موضوع رابطة دول الجوار العربي، وتطوير منظومة العمل العربي المشترك . فلسطين: وفيما يخص القضية الفلسطينية، استعرض موسى الإنجازات التي حققتها الجامعة على مدار العام الجاري، مشددًا على أن العرب جادون في التوجه لمجلس الأمن لطرح موضوع الإستيطان. وأوضح أن عملية السلام تواجه أزمة كبيرة نتيجة فقدانها قوة الدفع، وعدم الإقتناع الذي تبلور لدى الكثيرين بأنها يمكن أن تقدم شيئا في ظل الوضع الراهن، واستمرار إسرائيل بالإستيطان. وأكد أن العرب والفلسطينيين أستفادوا كثيرا من تجربة 20 عاما من المفاوضات، ومن هنا صمموا على ضرورة رفض التفاوض في ظل الإستيطان. وتساءل " هل نمشي بنفس الدوائر ونجري مفاوضات من أجل التقاط الصور، وإسرائيل تواصل الإستيطان؟، مجيبا " بالتأكيد لا، لأن الحكومة الإسرائيلية بإجراءاتها الأحادية لا تعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة " . وأثنى موسى على النضال الفلسطيني، وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه ومواجهته الإحتلال الإسرائيلي، وقال " الشعب الفلسطيني موجود على أرضه وصامد وصابر، لكنه يعاني الكثير بسبب الإحتلال وإجراءاته القمعية " . وأضاف " نحن نتحدث عن دولة حقيقية، وليست شكلية، دولة مكتملة الأركان، فالشعب موجود، ولكن الأرض تتآكل بسبب الإستيطان، ومن هنا أتخذت لجنة مبادرة السلام العربية خلال إجتماعها الأخير قرارا برفض التفاوض في ظل الوضع الراهن ". وردا على من يدعون بأن الجامعة العربية ولجنة مبادرة السلام عملت على تكبيل الحركة بسبب قراراتها الصادرة في الإجتماع الأخير للجنة المتابعة، قال موسى " بالعكس نحن نريد تسيير الحركة، وليس وقفها، لكن نريد أن تسير الأمور بطريقة سليمة، ولا نريد التفاوض من أجل التفاوض، إننا نريد شيئا ملموسا على الأرض، وتقدم يشعر به المواطن العربي والفلسطيني " . وعقب الأمين العام للجامعة العربية على ما يقولون بأنه تم إختصار القضية الفلسطينية بموضوع الإستيطان بقوله " الحقيقة أن القضية لم تختصر بالإستيطان، لكنها تتأثر كثيرا بالسياسات التوسعية الإسرائيلية، وعنصر السيادة والأرض شيء أساسي لقيام الدولة، والإستيطان يقضي على الأرض والإحتلال يواصل ضم الأراضي " . وأردف " نحن ندرك وجود ملفات أخرى مثل اللاجئين والمياه والحدود والأمن، وكل قضية يتم بحثها تباعا، ولكن الإستيطان يعتبر موضوعا خطيرا لأنه يعني تغيير التركيبة السكانية للأراضي المحتلة، ويعني ضم الأراضي للإحتلال، وكل هذا يتنافى مع القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة " . وقال " التفاوض في ظل الإستيطان هو خديعة كبرى، وكيف نتفاوض على أرض تتآكل "، وتساءل ، فإذا فشلت واشنطن في التوصل إلى وقف مؤقت للاستيطان، فهل توجد إمكانية لإحداث إختراق في ملفات القدس والحدود؟!. وتطرق موسى إلى مواقف الرئيس الأميركي بارك أوباما المهمة والمعلنة بشأن رفض الإستيطان، وبخصوص عملية السلام، معربًا عن أمله أن تدعم الولاياتالمتحدة إدانة الإستيطان في الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وأشاد في هذا الصدد بدور الرئيس الأميركي أوباما لجهوده في وقف الإستيطان، رغم فشله في تحقيق ذلك، وقال " حقيقة أن أوباما حاول، ويجب أن نحييه على ذلك، فرأيه " أي أوباما " معروف في عدم شرعية الإستيطان، وهو أمر يجب أن يدعموه وإلا يتخلوا عنه " . وأكد على موجود تصميم من قبل القيادة الفلسطينية وبدعم عربي كامل بالتوجه لمجلس الأمن الدولي لإدانة الإستيطان، مشيرا إلى أن العمل العربي الراهن بشأن عملية السلام ينطلق من قرارات لجنة المتابعة العربية في إجتماعها الأخير في الرابع عشر من الشهر الجاري . العراق: وفي الشأن العراقي أكد الأمين العام للجامعة العربية أن القمة العربية المقبلة ستعقد في بغداد نهاية شهر مارس المقبل، وأن الإتجاه العام هو قبول ذلك، وقال انه سيزور بغداد بعد أسبوعين من الآن، مشيدا بتجربة الإنتخابات العراقية الأخيرة، التي أظهرت توجهها عراقيا جديدا في رفض الطائفية والتوجه نحو التوافق، معتبرًا أن العراق يسير نحو عراق جديد، كما أرجع أحد أسباب التراجع العربي إلى غياب العراق عن محيطه العربي. لبنان: وفي الشأن اللبناني، أكد موسى أن لبنان فيه الكثير من اللغط على كل كبيرة وصغيرة، وهو ما نتمنى أن ينتهي . وأضاف " اللبنانيون يدركون تطورات الأوضاع، فهذا اللغط الذي أصبح ثمة، يلقى لبنان بنفسه إلى التهلكة، فالكل يعرف أنه في قارب واحد "، معربًا عن أمله إلا يكون لبنان جزء من لعبة في المنطقة . السودان: وفي الشأن السوداني، قال موسى إن الجامعة كان لها نشاط كبير في السودان، حيث كانت أول منظمة إقليمية ودولية ترسل لجنة تقصي حقائق إلى دارفور، وكان تقريرها هو الذي اعتمد عليه الأممالمتحدة، كما شاركت في مفاوضات ابوجا بشأن دارفور، وكانت شاهدًا وموقعًا على أتفاق نيفاشا للسلام في جنوب السودان 2005 ، وشاركت في جهود إعمار جنوب السودان . الصومال: وفي الشأن الصومالي، قال موسى إن الصومال تمثل مشكلة كبرى، وتكاد تصبح لا حل لها، وأردف " كلما تقدمنا في جهة نعود إلى الوراء من جهة أخرى " . موسى. كما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن هناك دولتين من دول الجوار العربي الأفريقي لديهما كل الشروط لأن تصبح عضوًا في جامعة الدول العربية وهما تشاد وإريتريا . وقال موسى إن هاتين الدولتين يجب ضمهما للجامعة في إطار مقترحة لإنشاء رابطة دول الجوار العربي، مشيرا إلى أن اللغة العربية في تشاد هي اللغة الرسمية وتجاور الدول العربية جغرافيا، ولهذا سيقوم بزيارتها قريبا لتفعيل ما تم الاتفاق عليه في القمة العربية في " سرت "، لإتخاذ الإجراءات الخاصة بضم تشاد إلى الجامعة العربية، على أن يكون ضم إرتيريا للجامعة في وقت تالي لتشاد . وعبر موسى عن إنتقاده وعدم فهمة لوجود إعتراضات من بعض الدول العربية على مقترحه بشأن إقامة رابطة للجوار العربي، وقال أن هذا المقترح ما يزال قائما رغم معارضة بعض الدول العربية، وسيكون بندا رسميا على القمة العربية القادمة في بغداد. وأوضح أن موضوع رابطة الجوار هو أسلوب متبع في العالم، حيث تجتمع عشر دول عربية متوسطية مع الإتحاد الأوروبي بكامل هيئته، كما تجتمع عشر دول عربية أفريقية مع الإتحاد الأفريقي وتساءل " ما هو الضرر من مثل هذا الحوار " وردًا على سؤال بشأن ما هو الجاذب في العالم العربي لتنضم إليه دول الجوار في رابطة أو أي دولة أخرى في الجامعة، أكد موسى أن العالم العربي به الكثير ليقدمه. وأشاد بنجاح الجامعة العربية في إصرارها على انعقاد القمة العربية الأفريقية الثانية في " سرت " 2010 ، بعد مرور 33 عاما من انعقادها للمرة الأولى في القاهرة، مؤكدا على انه لن تتكرر هذه القطيعة مرة أخرى، حيث ستعقد القمة الثالثة في الكويت 2013 . وأشار موسى إلى أن هذه التحركات والقمم تعود بالفائدة على الشعوب العربية والإفريقية من خلال التنمية وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، وفي المجال الاقتصادي، وفي تنسيق المواقف السياسية. المنتديات: وتطرق إلى أن الجامعة العربية عقدت خلال العام الجاري عددا من المنتديات، من المنتدى العربي-الصيني، والمنتدى العربي-التركي، بالإضافة إلى الإجتماع مع دول المحيط الهادئ، الذي أقيم في دولة الإمارات. وتحدث عن أهمية المواقف التي أعلنها وزير خارجية أستراليا خلال زيارته للجامعة العربية مؤخرا، موضحا أن الأمور بإتجاه تعزيز العلاقة أكثر وإقامة منتدى تعاون عربي مع أستراليا. وعبر الأمين العام عن رضاه من نتائج المؤتمر الأول للمغتربين العرب الذي أقيم في الجامعة العربية، مؤخرا، وقال: الجامعة على تواصل مع الجاليات العربية في الخارج، وقرارات المؤتمر مهمة وتعود بالفائدة على الأمة العربية. الاقتصاد: ورفض موسى الإدعاءات بعدم وجود إنجازات ملموسة في الشأن الاقتصادي، مؤكدا أن القمة العربية الاقتصادية التنموية الأولى في الكويت كان لها مردود واضح على صعيد إقامة صندوق الصناعات الصغيرة والمتوسطة بمبلغ وصل منه حتى الآن مليار و300 مليون دولار. وتحدث عن أن عمليات الربط السككي والربط البري تتم على قدم وساق بين البلاد العربية وبدعم من الصندوق العربي للتنمية، وأن هذا يعزز التجارة البينية بين البلاد الشقيقة. وأشار أمين عام الجامعة العربية إلى أهمية عقد القمة الاقتصادية والتنموية الثانية الشهر المقبل في مدينة شرم الشيخ المصرية، موضحا بأنها ستواصل البناء على ما تم إنجازه بعد القمة العربية التنموية الأولى في الكويت.