موبايل ، كمبيوتر ، لاب توب ، ipod ، إنترنت و غيرها من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي أصبحت تغرق الشباب في موجات تقدمها وسرعة تطورها بحيث تظهر الوسيلة تلو الأخرى بسرعة رهيبة فنجد الشباب يسعون وراء كل هذه الوسائل لأسباب عديدة و يختلف تأثير هذه الوسائل و لا سيما الإنترنت على الشباب بالإيجاب تارة و بالسلب تارة أخرى .. فهناك بعض الباحثين الذين عبروا عن قلقهم من قيام هذه الوسائل التكنولوجية بإحداث عزلة إجتماعية و تأثيرات سلبية أكثر من الإيجابية و عندما تحدثنا مع الشباب وجدنا أن معظمهم يستخدمون وسيلة تكنولوجية أو وسيلتين بشكل أساسي فمثلا الموبايل يستخدمه الجميع و لكن تختلف دواعي الإستخدام فمنهم من يجد فيه وسيلة للترفيه من خلال الملحقات التكنولوجية التي أضيفت إليه كمشغل الموسيقى mp3 أو الكاميرا التي تيسر لهم تسجيل لحظات مميزة من حياتهم دون تكلفة شراء كاميرا رقمية ربما يتعدى ثمنها ثمن الموبايل نفسه .. و في هذا الشأن تحدث إلينا " محمود " طالب بالمرحلة الأولى بكلية الإعلام مؤكدا أنه لا يستخدم الموبايل كوسيلة للتفاخر أو التميز و أكد أنه ليس من اللاهثين وراء أحدث إصدار و أجمل شكل و تصميم بل إنه يستخدم الموبايل للتواصل مع أهله و أصدقائه لكونه مغترب في القاهرة كما يستفيد من ملحقات الموبايل التكنولوجية خاصة الراديو حيث يقضي قرابة الساعة و النصف متنقلا بين الراديو و الإنترنت و الجرائد و المجلات ليقرأ آخر الأخبار . و لكننا توقعنا أن تلعب التكنولوجيا دورا أكبر في حياة الشباب الجامعي و ذلك ما أكدته " نورهان محمود و أماني محمد " الطالبتين بكلية التخطيط العمراني حيث يستخدمون الإنترنت في جمع المعلومات الخاصة بالأبحاث الخاصة بدراستهم حيث يجمعون المعلومات التي تفيدهم ثم يعيدون صياغتها بما يتناسب و موضوع بحثهم .. أما " محمد " الطالب بكلية الهندسة و " محمد " الطالب بكلية العلوم أثنوا بشدة على الإنترنت كوسيلة للبحث العلمي كما أكدوا أنهم يحصلون على كتب كاملة من الإنترنت و يتأكدون من صحة توثيقها بل و إن الإنترنت كوسيلة تكنولوجية حديثة يتيح لهم أن يعرفوا أحدث الكتب و الإصدارات التي تتيحها المواقع الإلكترونية للجامعات الأجنبية كجامعة كامبريدج و غيرها .. و أما عن الوسائل التكنولوجية التي يراها الشباب الآن قديمة نسبيا فنجد التليفزيون يحتل من هذه الوسائل خاصة الحكومي حيث يحتل مرتبة ضئيلة جدا في إهتمامات الشباب فالقليل منهم يتابعونه و لكن معظمهم يتابعون القنوات الفضائية و بصفة عامة أكثر ما يهم الشباب في التليفزيون الأخبار و المسلسلات الدرامية . و عند سؤالهم عن آرائهم في خدمات الرسائل الإخبارية التي تقدم من بعض المؤسسات و الشركات في شكل رسائل على الموبايلات عبر " محمد " الطالب بكلية الهندسة عن ندمه لإشتراكه في إحدى هذه الخدمات حيث أنها تقدم في كثير من الأوقات أخبارا غير مهمة بطريقة مستمرة لكنه في الوقت ذاته عبر عن سعادته بالأخبار الجيدة التي يتم إرسالها و أنها تطلعه على الجديد من الأخبار كالإختراعات في العالم العربي و غيرها من الأخبار المتميزة التي تنمي ثقافته كشاب جامعي . و كثيرا ما ترى نماذج متميزة من الشباب الذي يسعى دائما لتحقيق ذاته و إظهار قدراته فهذه الوسائل إنما تجعله يقف موقف المستهلك لتكنولوجيا هو حتى لم يشارك في صنعها لذلك تطرقنا إلى أضعف الإيمان و هي المشاركة الثقافية من خلال المدونات أو الجروبات على المواقع الإجتماعية التي تدعو لفكر معين أو تطرح قضايا مهمة و لكن معظم مشاركاتهم كانت خاصة بموضوع دراستهم حيث قامت " ريهام و الآء " الطالبتين بقسم الإذاعة و التليفزيون بإنشاء جروب على الفيس باسم " خفيف خفيف " يعلق على الأحداث التي تقع في الكلية و أهم الأخبار و لكنهم أهملوه فيما بعد لعدم تفرغهم بسبب الدراسة و قلة دخلوهم على الإنترنت في الأوقات الدراسية أما " حسن " الطالب بكلية التخطيط العمراني فقد استخدم جروبات الفيس بوك لإنشاء جروبه الخاص الذي يقوم فيه بتجميع طلبة كليته و تقديم آخر الأخبار لهم و المناقشة فيما يهمهم من أمور في الكلية و رفع المحاضرات إلى آخره من النشاطات التي يقومون بها على جروب " شباب تخطيط عمراني " و مازال الجروب قائما .. و لم نغفل ما تخوف منه البعض من التأثيرات السلبية للتكنولوجيا على العلاقات الإجتماعية حيث يكتفي مستخدمي هذه الوسائل التكنولوجية بالإطمئنان على أصدقائهم من خلال مكالمة هاتفية أو محادثة على الانترنت ، فسألنا الشباب عن حقيقة هذه العزلة و بعدهم عن أصدقائهم فوافقوا على أن الإنترنت قد أعطى لهم بديلا سهلا للتواصل مع كثير من أصدقائهم القدامى و قلل من فرص لقائهم وجها لوجه أما عن أصدقائهم الحاليين الذين يرونهم في الجامعة فقد أكدوا أن الإنترنت قد زاد من تقاربهم حيث يرون بعضهم البعض بإستمرار و عندما يتصفحون الإنترنت يتحدثون معهم و يعرفون أخبارهم من خلال المواقع الإجتماعية كالفيس بوك و تويتر
تختلف أهمية الأشياء من شخص للآخر و تتباين التأثيرات وفقا لثقافة الشخص و خلفيته الثقافية و المعلوماتية فلكل إهتماماته و طموحاته فإذا انتقلنا سريعا بين أهداف أصدقائنا في إستخدامهم الشخصي للإنترنت نجد " محمود " طالب إعلام يهتم بالحصول على المعلومات من الإنترنت أما " نورهان و أماني و حسن " طلبة التخطيط العمراني يهتمون بالعمل حيث يعتقدوا أن الإنترنت فائدته ستكون أكبر لهم بعد التخرج في مجال العمل ، في حين أن أهمية الإنترنت عند " ريهام " طالبة إعلام تتلخص في حصولها على الأبحاث و " الآء " في تواصلها مع أصحابها أما " محمد " طالب الهندسة فيسعى للثقافة و " محمد " طالب العلوم يسعى لمتابعة البحث العلمي . و علينا أن نعلم أن العلم لن يتوقف عند هذا الحد أو هكذا نعتقد و يتوقع الكثيرون ظهور مزيدا من الإختراعات التكنولوجية الحديثة حيث نجد " محمد " الطالب بكلية العلوم أنه مادامت هناك طاقة energy على وجه الأرض فإن الإختراعات ستستمر.. فبعد أن اعتمد العالم على البترول يبحث الآن عن الطاقة الشمسية و الطاقة النووية لمواصلة التقدم و يتوقع كثيرا من الإختراعات و مستقبلا باهرا للعلم على النقيض نجد رأى " محمود " طالب المرحلة الأولى بكلية الإعلام حيث يرى أن الحضارة الإنسانية قد وصلت إلى منتهاها حيث قدمت كل ما يمكن تقديمه فالكمبيوتر أصبح لاب توبا و التليفون الأرضي أصبح موبايل و غيره من الوسائل التي تم تحديثها و تصغير أحجامها لتيسير إستخدامها و لكن على الرغم من ثقة الكثير من الشباب في العلم و في عالم التكنولوجيا الذي لا يتوقف إبداعه إلا أنهم لم يقدموا تصورا عن أي إختراع يأملوا تحقيقه أو وسيلة تكنولوجية تخدمهم في مجالاتهم المختلفة بشكل أكبر فالكثير يرى أننا في غاية الترف الآن فماذا لم يقدم بعد ؟! هكذا قال الكثيرون و لكن " محمد " الطالب بكلية العلوم أصر على رأيه مدللا عليه بقول الله سبحانه و تعالى (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85] و أثناء جولتنا في الجامعة وجدنا من يدرك أهمية هذه الوسائل التكنولوجية حيث وجدنا " مبادرة نشر ثقافة السلام بإستخدام تكنولوجيا المعلومات " من خلال الإستخدام الآمن للإنترنت و تشارك في هذه المبادرة سبع وزارات حكومية بالإضافة لبعض شركات الإنترنت و حركة سوزان مبارك ويمكنكم الإطلاع و الإشتراك في هذه المبادرة التي تم إطلاقها لتوعية الشباب للإستخدام الآمن للإنترنت خاصة مواقع مثل الفيس بوك