لاشك أن النسبة الضعيفة للإقبال علي التصويت في إنتخابات مجلس الشعب بمحافظة جنوبسيناء والتي لم تتعدي نسبة 35% كانت هي العامل الرئيسي الذي أدي إلي جولة الإعادة وعدم الحسم من أول جولة ، بالإضافة إلي دفع الحزب الوطني بأكثر من مرشح علي كل مقعد مما ساعد في تفتت الأصوات بين المرشحين ، كل هذه العوامل ساهمت في عدم الحسم من أول جولة وأدت إلي دخول جميع مقاعد جنوبسيناء بلا استثناء في جولة الإعادة . فقد بلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم في الجولة الأولي 20 ألف و402 ناخب فقط من اجمالى65 ألف ناخب مسجلين في الجداول الانتخابية مما جعل نسبة حصول جميع المرشحين علي الأصوات اللازمة للحسم ضعيفة جدا لدرجة أنه في بعض الدوائر لم تتعدي 2000 صوت ولهذا بات من الواضح تأهل جميع الدوائر إلى جولة إعادة على مقاعد جنوبسيناء سواء الأربع مقاعد العامة أو مقعدي الكوتة . ففي الدائرة الأولى بطور سيناء وخليج العقبة نجد أن جولة الإعادة علي مقعد الفئات سوف تعقد بين مرشحي الوطني بعدما حصل النائب الحالي حميد حسين ابوغصين على"2426"صوت ومنافسه السيد كمال على"2198"صوت ، والحقيقة أن هذه النتيجة كانت متوقعة ، فقد أعاد التاريخ نفسه مرة أخري ، حيث حدثت نفس المنافسة في انتخابات مجلس الشعب قبل الماضية في عام 2000 بين كل من النائب حميد أبوغصين ابن قبيلة المزينة اكبر قبائل الجنوب وممثل البدو وبين السيد كمال ابن محافظة الشرقية وممثل الوافدين عندما خاض المعركة الانتخابية كمستقل ، وقد حسمها آن ذاك حميد ابوغصين لصالحة .. فهل سيعيد التاريخ نفسه ويحسم ابن مزينة النتيجة هذه المرة أيضا لصالحة .. يبدو لنا كذلك من فارق الأصوات بينهم في الجولة الأولي ، ولكن الإجابة الأكيدة سوف تأتي بها صناديق الاقتراع في الأسبوع القادم . أما علي مقعد العمال بالدائرة الأولي ، فقد حدث ما توقعنا في مقالنا المعنون "الأسماء الأوفر حظاً للفوز بالترشيح في انتخابات مجلس الشعب بجنوبسيناء" وأصبح هذا المقعد هو مقعد المفاجئات الممتعة والغريبة في أن واحد ، فقد حطم المغوار المستقل غريب حسان كل التوقعات واكتسح جميع مرشحي الحزب الوطني الثلاث حسان حمد ورمضان رويبض وأطاح بالنائب السابق صابر عشماوي أول ممثل للوافدين في جنوبسيناء ، حيث حصل هذا المغوار المزيني غريب حسان علي اكبر عدد من الأصوات على مستوى المرشحين في محافظة جنوبسيناء وهو"3131" صوت ، في حين حصل منافسة في جولة الإعادة بريك على"2121" صوت فقط ، مما يجعلنا نتوقع بكل ارتياح فوز المغوار غريب أبو حسان بمقعد العمال في الدائرة الأولي ، وبهذا يكون قد أعاد المغوار غريب المزيني هذا المقعد إلي حضن البادية مرة أخري . أما علي صعيد الدائرة الثانية برأس سدر ففي المنافسة علي مقعد الفئات حصل على عطوة مرشح الوطني على"2461"صوت في حين حصل منافسه المستقل صلاح ربيع على"1689"صوت ، وهذا الفارق الكبير يجعلنا أيضا نتوقع فوز علي عطوة في جولة الإعادة بارتياح ، ولكن هذا لا يمنع من أن تكون هناك مفاجئات علي هذا المقعد ، وعلي مقعد العمال بالدائرة الثانية ،فقد حصل مرشح الوطني عايد عواد على"1461" في حين حصل منافسة مرشح الوطني أيضا إبراهيم رفيع على"1439"صوت، بفارق ضئيل جدا ، مما يصعب معه التكهن لأي منهما سيؤل هذا المقعد في جولة الإعادة بينهم في الأسبوع القادم ، وهنا ليس علينا سوا الانتظار حتى تحكم صناديق الاقتراع بينهما . وأما علي صعيد مقعدي الكوتة وبعد الجولة الانتخابية الأولي أصبح الصراع داخل حلبة الحزب الوطني ، وذلك بعدما أسفرت هذه الجولة علي مقعد الفئات عن خوض كل من منى سالم المذيعة بإذاعة جنوبسيناء وممثلة البدو وتاج عبد الحكيم ممثلة الوافدين وابنة محافظة الغربية لجولة الإعادة في الأسبوع القادم ، وبالنسبة لمقعد الكوتة عمال فقد نجحت عزيزة الماظ في التفوق بعدد الأصوات على الحاجة جليلة عواد لنائبة السابقة لتبقى جولة الإعادة هي الفيصل بينهما أيضا ، ورغم انتقاد مراقبي الانتخابات من رابطة"المرأة العربية" وعددهم 25 مراقب لبعض الظواهر السلبية في الانتخابات بجنوبسيناء ، إلا أنهم أشادو بالإقبال الكبير من قِبل السيدات البدويات في التصويت والمشاركة في العملية الإنتخابية ، وهذا ليس بمستغرب علي المرأة السيناوية الصامدة وقد أوضحنا هذا من قبل في مقال يحمل عنوان "المرأة السيناوية وحقها في المشاركة السياسية" . وعلي كل الأحوال فقد نجح الحزب الوطني في جنوبسيناء أن يبرهن للجميع أنة قادر علي السيطرة التامة علي جميع مقاعد هذه المحافظة الحدودية الهامة في البرلمان لأنة الأجدر والأكفئ حتى الآن ، وأنه لم يظهر بعد علي الساحة السياسية في جنوبسيناء من يستطيع منافسة الحزب الوطني ويجعل له موطئ قدم بين البدو والحضر في محافظة الحزب الواحد .. جنوبسيناء .