بدأت علاقات دولة قطر مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري/ إسرائيلي علنياً وتم مع "شمعون بيرس" الذي افتتح المكتب التجارى الإسرائيلى فى الدوحة عام 1996، والذى أخبره بأنه كانت له لقاءات سابقة مع عرب ولكنها غير معلنة، و أن كل اللقاءات القطرية الإسرائيلية كانت معلنة، كما أن علاقات قطر مع إسرائيل ساعدت في حل قضايا كثيرة وتهدئة أوضاع معينة يعرفها الفلسطينيون والإسرائيليون، أن هذه العلاقات تستهدف التهدئة ونقل رسالة لإسرائيل مفادها أن المشكلة معها تتمثل في الحقوق العربية وأنه متى عادت هذه الحقوق حسب القرارات الدولية فليس هناك مشكلة، كمااستهدفت العلاقة وقتها ترشيح قطر لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي كان مقررا من عام 1993 و ذلك يمثل إضافة خليجية وعربية، أما بالنسبة لمشروع الشرق الأوسط الكبير فإن قطر مع الإصلاح والديمقراطية، كما انه لم يذهب لإسرائيل سوى مرة واحدة وكانت من القاهرة لإسرائيل للقاء الرئيس الفلسطينى الراحل "ياسر عرفات" عندما كان تحت الحصار الإسرائيلي . وقد اعترفت قطر بالفعل بإسرائيل في ظل اتفاقية التجارة الحرة " الجات " فهذه الاتفاقية لها شروطها ومنها انه لا توجد مقاطعة، والعلاقات القطرية الإسرائيلية طبيعية و العلاقات مع الولاياتالمتحدة مبنية على أسس سليمة وإن كانت هناك خلافات . وتجدر الإشارة إلى أن قطر قد قررت التبرع بستة ملايين دولار لبناء مجمع رياضي في بلدة " سخنين " ذات الأغلبية العربية في إسرائيل، كما تم إجراء لقاءات عديدة بين مسئولين قطريين وإسرائيليين، ومن أهمها اللقاء الذى تم بين وزير خارجية قطر " الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى " ووزير خارجية إسرائيل " سيلفان شالوم " عام 2005، غلى هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة، حيث أثني المسئول القطري أمام مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك على الانسحاب الإسرائيلى من غزة وطالب الدول العربية بالإستجابة للمبادرة، وقبيل لقاءه بنظيره الإسرائيلي سيلفان شالوم في اجتماع مغلق فقد استبعد آل ثاني إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل إعلان الدولة الفلسطينية، إلا أنه عاد وأشار أمام حشد من الصحفيين قائلاً " من الممكن أن يتم ذلك.. لكننا نحتاج إلى جدول زمني.. كيف سنبدأ العملية السلمية وكيف سننتهي، وقال إن اللقاء خطوة هامة ولن يكون الاخير، بينما رحب شالوم بعقد اللقاءات العربية /الإسرائيلية التي كانت تتم سابقاً تحت طي الكتمان لتكون في العلن، ونفى المسؤلان القطري والإسرائيلي وجود خطط لعقد قمة بين أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي آريئيل شارون، وتأتي التطورات الأخيرة كحافز لإسرائيل التي أنهت مؤخراً الانسحاب من غزة بعد 38 عاماً من الاحتلال، وهو أول انسحاب من أراضي ستشاد عليها الدولة الفلسطينية. وقد اتخذت قطر الأسلوب العلني في اتصالاتها مع اسرائيل منذ أن بدأت اللقاءات بين الجانبين منذ نحو 13 عاماً، وهو ماوضح في اللقاء الأول بين وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم مع وزير الخارجية الاسرائيلي " شالوم " فى باريس عام 2003 وهو أول لقاء علني لشالوم مع وزير خارجية عربي منذ توليه منصبه في 27 فبراير فى العام نفسه، كما سبق أن تقابل وزير الخارجية القطرى مع وزير خارجية إسرائيل " شمعون بيرس " بباريس فى نوفمبر 2002، وهو مايتناقض مع نهج عدد من الدول العربية التي تعتمد على اللقاءات السرية، كما أنه لم يقم أي مسئول إسرائيلي لم بزيارة الدوحة منذ أن زارها " بيرس " عام 1996 أى منذ عشر سنوات. وكانت اسرائيل افتتحت مكتب للتمثيل التجاري في الدوحة منذ عدة سنوات وبالتحديد عام 1996، وأعلنت قطر - قبيل القمة الاسلامية التي استضافتها – إغلاق هذا المكتب وإن كانت التصريحات الرسمية تبين استمراره حالياً، خاصة وأن أحد المواطنين القطريين قد رفع دعوى قضائية طالب فيها تسليمه المبنى الذى يقع فيه المكتب الاسرائيلي لكونه يرفض تأجيره للاسرائيليين بعد قيام شخص آخر بتأجيره لهم، وقد أصدرت المحكمة القطرية حكمها بتسليم المبنى لصاحبه وإخراج الاسرائيليين منه . وفى الإطار السابق تدعو قطر الى عقد مؤتمر دولي ترعاه الدول الثماني وتشارك فيه الدول العربية واسرائيل لاقرار وثيقة توضح ما هو مطلوب من اسرائيل وماهو المقابل لحل الصراع من العالم العربي، وتركز وجهة النظر القطرية على أن الخلاف مع إسرائيل حول الحقوق العربية على الرغم أن تلك الحقوق قد تراجعت لصالح إسرائيل منذ عام 1948 وحتى الآن . ومن الملاحظ عدم رفض القيادة الفلسطينية اللقاءات النى تتم بين العرب و الاسرائيليين، حيث أن الرئيس الفلسطيني الراحل " ياسر عرفات " كان يشجع مثل هذه اللقاءات باعتبار أنها توضح للاسرائيليين أن العرب سيقومون بالتطبيع مع إسرائيل فى حالة تسوية القضية الفلسطينية، بينما تشير بعض المصادر إلى تحسب الفلسطينيين من تنامى العلاقات بين جهازى المخابرات القطرية والإسرائيلية، وفى الوقت نفسه صرحت الناطقة باسم الخارجية الاسرائيلية بأن قطر طلبت دعم اسرائيل للترشح لمجلس الأمن، وأن قطر الدولة الوحيدة في الخليج التى ترتبط بعلاقات ايجابية مع إسرائيل. فى ضوء ما سبق يمكن التقدير بأن قطر ستبقي على مستوى العلاقات مع إسرائيل على وضعها الحالي إلى حين حدوث تقدم في السياسة الاسرائيلية تجاه الحقوق الفلسطينية، خاصة وأن العلاقات القطرية / الفلسطينية تتسم بالقوة ( توجد لجنة مشتركة لدعم القدس تجتمع دوريا - تقيم الدوحة مشاريع قطرية في مناطق فلسطينية - ..... )، وإن كانت بعض المصادر أشارت إلى نية قطر رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل، وذلك ارتباطا بزيارة غير معلنة قام بها مسئولون إسرائيليون للدوحة فى نوفمبر 2005 برئاسة سفير سبق له العمل فى سفارتى إسرائيل بالقاهرة وعمان، وذلك بهدف تنشيط العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات. * الخبير الاستراتيجى والمتخصص فى الشئون الإسرائيلية