دعا المئات من المدونين المصريين وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى بالإفراج الفورى عن الصحافى والمدون السويدى بيرماغ مس الذى أعتقل فجر أمس الثلاثاء. وندد المدونون عبر مدوناتهم بما وصفوها آلة القمع المصرية التى لا تعبأ حتى بالأجانب وتحول بينهم وبين ممارسة عملهم المشروع. وفوجئ أمس العديد من الشباب المصرى الذى يتعامل مع المدونات بحملة محمومة يتبناها المئات من الناشطين عبر الفيس بوك جميعهم يحمل على الحكومة المصرية بسبب تضييقها على عمل المراسلين الأجانب. واصدر المدونون بياناً جاء فيه. 'إنه صديق لنا جميعا ومدافع حتى الموت عن حقوق العمال'، هكذا عبر عدد من المدونين المصريين عن غضبهم إزاء قرار السلطات فى مطار القاهرة بترحيل الصحافى السويدى 'بيرماغ مس'، وهو صحافى ومدون سويدى مقيم بمصر منذ فترة ويعتبره الحقوقيون من أفضل من تناولوا الحركة العمالية المصرية فى مواضيعهم. وكان بيرماغ فوجئ لدى عودته من السويد حيث كان فى زيارة لأسرته فجر امس، الثلاثاء، بأنه محتجز بمطار القاهرة وممنوع من دخول مصر والأسباب غير معروفة حتى الآن، حيث إنه ما زال فى انتظار أن يوضح له أحد أفراد الأمن أسباب احتجازه، ولم يعرف أكثر مما قاله له ضابط الجوازات: 'اسمك موجود على الكمبيوتر انتظر هنا للحظات'. وامتد الإنتظار لساعات حيث ينتظر بير فى مطار القاهرة 1، صالة 3 بحسب زملائه المدونين سارة كار ومحمد مرعى منذ حوالى الواحدة والنصف فجراً. هذا وقد تم إخباره مبكراً صباح امس بأن الشرطة المصرية سوف تقوم بترحيله على أول طائرة متجهة إلى العاصمة التشيكية 'براغ' دون إبداء الأسباب أو شرح أى شيء. مدونة عمال مصر أكدت أن بير مدافع عن حقوق العمال المصريين ويعمل مراسلا لجريدة العمال السويدية، وقد سبق أن منعه الأمن من حضور جلسات محاكمة المتهمين فى أحداث الشغب والعنف بمصانع المحلة فى نيسان/إبريل 2008. أما مدونة 'المحلة مصر' فأكد محررها محمد مرعى أن بير من أنشط الصحافيين الأجانب المهتمين بمتابعة وتغطية الحركات الاحتجاجية والاجتماعية التى تشهدها مصر الآن، خاصة الإضرابات العمالية منها. وأضاف مرعى قائلا: كنت قد اتصلت ببير لمعرفة تفاصيل ما يحدث معه فى المطار فكانت إجابته أنه منتظر ولا يعرف ماذا سيحدث فى الساعات القادمة. كانت السفارة السويديةبالقاهرة أكدت فى بيان لها أن الشرطة المصرية أعلنت رسمياً أنها تعتبر بير شخصاً غير مرغوب فى وجوده بمصر. وفى تصريحات خاصة ل'القدس العربي' أكد المدون محمد مرعى بأن قوى النظام المصرى باتت شديدة الضيق وتشعر بالريبة تجاه كل من يسعى لأن يقوم بالتغطية المحايدة فى عمله الصحافى حيث تريد السلطات من المراسلين والمدونين أن يتحولوا إلى بوق للدعاية لنظام الحكم. أما المدون محمد سعيد فانتقد ما وصفها بالملاحقات الأمنية لكل عمل يقوم به المدونون فضلاً عن المراسلين. اضاف بأن النظام المصرى يفقد مصداقيته حينما يتحدث عن الديمقراطية والحرية بينما هو على أرض الواقع يرهب ويقمع المدونين والمراسلين.