عمار الحكيم رئيس الائتلاف الوطني العراقي التقى عمار الحكيم، رئيس الائتلاف الوطني العراقي ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى "الشيعي"، اليوم "الثلاثاء"، الرئيس المصري حسني مبارك، وذلك لبحث آخر تطورات الساحة العراقية السياسية، خاصةً بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في مارس الماضي والجهود المتواصلة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة فضلاً الجهود التي تبذلها مصر لدعم عملية الإعمار والتنمية في العراق والتعاون المشترك. كما ألتقى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وقام بزيارة إلى شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب. وفي تصريحات للصحفيين ثمن عمرو موسى، تلك الزيارة، واصفًا إياها ب"المهمة جدًا"، للتشاور عن الوضع في العراق، لافتًا إلى أن لقائه بالسيد عمار الحكيم، يأتي ضمن سلسلة لقاءات عقدها مع مختلف التيارات السياسية العراقية، في إطار التشاور، ومن منطلق إهتمام الجامعة العربية البالغ بحاضر العراق ومستقبله، مشيرًا إلى أنه التقى قبله بالدكتور علاوي في مقر الجامعة، وكذلك الرئيس المالكي في "سرت" على هامش القمة العربية الإستثنائية، بالإضافة إلى وزير الخارجية العراقي "هوشيار زيباري". وأكد عمار الحكيم، في مؤتمر صحفي، عقب لقائه موسى بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن لقائه مع الأمين العام للجامعة كان فرصة ثمينة وسعيدة حيث تشاورا في طبيعة المستجدات السياسية في المشهد العراقي والجهود الكريمة التي تبذل من القوى السياسية في تشكيل الحكومة في العراق، وقال : أكدنا على رؤيتنا في ضرورة الوصول إلى حكومة شراكة وطنية تضم القوائم الفائزة الأخرى. وأشار إلى أن العراق بلد متنوع في أطيافه ومذاهبه ودينًا وقوميًا ومناطقيًا وسياسيًا، وهو بحاجة إلى حكومة شراكة حقيقية بين كل القوائم الفائزة، ووضع ملامح على برنامج حكومي واضح قادر على النهوض بالواقع العراقي واخراجه من الظروف الصعبة التي يمر بها. وقال: إننا في العراق نتخذ اليوم كل الاجرائات والمشاورات التي نقوم بها بين جميع الأطراف السياسية للوصول إلى رؤية واضحة لتشكيل الحكومة عن طريق طاولة مستديرة يمكن أن تضم وتجمع هذه الأطراف، من أجل أن تضم وتجمع هذه الأطراف وتوحد الرؤيا السياسية وتسهل مهمة تشكيل الحكومة. وثمن الحكيم، دور الجامعة العربية وشخص أمينها العام لرؤيته المتوازنة تجاه الواقع العراقي ووقوف الجامعة على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية العراقية والرغبة الملحة للجامعة أن تجد حكومة ذات تمثيل واسع وشراكة حقيقية بين العراقيين في اقرب وقت ممكن. كما أعرب عن تقديره وتثمينه لطبيعة الاهتمام الذي توليه الدول العربية الكريمة والأشقاء العرب ودول المنطقة في الواقع العراقي، قائلاً: " نعمل جاهدين أن يعود العراق ويأخذ دوره البناء في الوطن العربي والمنطقة برمتها". وردًا على سؤال بشأن أن تلك الزيارة أتت بعد زيارة لرئيس القائمة العراقية آياد علاوي للجامعة العربية، وهل هناك تنسيق لتشكيل تحالف في ذلك، قال الحكيم: "ما سمعته من الرئيس مبارك اليوم ومن معالي الأمين العام هو اهتمام مصر في تشكيل الحكومة دون الدخول في تفاصيل الأسماء والتحالفات والمرشحين وغيرها، ففي بغداد نناقشها بين العراقيين". وقال: نشعر أنه من المهم للدول العربية الكريمة والدول الإسلامية في المنطقة أن تتعرف على وجهة نظرنا وتطلع على ما يحصل بالعراق لأننا لسنا جزيرة في محيط، وانما جزء من منظومة عربية وإقليمة ودويلة علينا أن نتواصل ونوضح ونستدرج الآراء ونتعرف على التصورات، ولكن يبقى القرار عراقيًا أولاً واخيرًا. وعن التدخلات الخارجية في الشأن العراقي وتشكيل الحكومة قال الحكيم: إننا نجد هناك توجه وطني عراقي مهم في أغلب الأطراف السياسية العراقية وحريصون على أن نتخذ الاجراءات المطلوبة لتشكيل الحكومة داخل العراق وبين العراقيين وفي الوقت الذي نحترم به وجهات النظر الإقليمية في الشأن العراقي، ولكن نعتقد أن هذه القضية قضية عراقية أولاً واخيرًا، ولابد أن تتنظم الحكومة في مقاسات القضية العراقية. من الجدير ذكره، أن مصر قد قررت في أوائل يوليو الماضي إنشاء قنصليتين لها بكل من آربيل والبصرة إلى جانب سفارتها بالعاصمة العراقية بغداد، وذلك في اطار السعي الى تعزيز العلاقات والروابط بين البلدين خاصة في المرحلة المقبلة. وتأتي زيارة الحكيم على رأس وفد من المجلس الإسلامي الأعلى إلى مصر في إطار جولة شملت سوريا وتركيا.