التقى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، بعد ظهر اليوم، برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، لمناقشة آخر التوترات القائمة على الساحة السياسية اللبنانية على خلفية التحقيق الدولي في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. وقال موسى في تصريحات للصحفيين، بمقر الجامعة العربية: أنه إستمع إلى ما طرحه الرئيس سعد الحريري بالنسبة للموقف في لبنان، معربًا عن قلق الجامعة من تطورات الموقف هناك. وكان وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار، وزع مؤخرًا على مجلس الوزراء تقريره حول شهود الزور المتهمين في تضليل التحقيق الدولي في جريمة اغتيال رفيق الحريري، ونشب خلافًا سياسيًا حول الجهة القضائية الصالحة للنظر في هذا الملف. في حين هدد رئيس مجلس النواب اللبناني "نبيه بري" بمقاطعة الحكومة حال عدم تصفية ملف شهود الزور. وأكد نجار أن أحدًا في العالم لا يريد حماية شهود الزور، لافتًا إلى أن حماية هؤلاء أمر منافٍ للتعاليم والقوانين، كاشفًا عن أن هذا الموضوع وضع على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، وأن الوقت حان للبت في الأمر. وهو ما يعتبره المتابعين السياسيين بمثابة إنذار لتفجر أزمة سياسية جديدة ظهر بوادرها مع مطالبة بعض المعارضة اللبنانية بتقديم سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني إستقالته. من الجدير ذكره، أن "تقرير شهود الزور" تضمن 3 فصول، الفصل الأول، يتضمن معلومات عن الملاحقات والإجراءات والأسماء، والفصل الثاني يتناول الرد على مبدأ الصلاحية اللبنانية لأن لبنان هو مكان وقوع الجرم، وفي الفصل الثالث حدد قانونًا، مستأنفًا بذلك ما ورد في بعض المطالعات القانونية والقضائية والبرلمانية، شهود الزور، وما إذا كان يمكن أن تعتبر الشهادة هي شهادة زور حتى ما قبل مرحلة المحاكمة. ومتابعة لتصريحات عمرو موسى مرة أخرى، أكد أن الجامعة العربية تتابع هذه الأحداث باهتمام بالغ وستظل تتابعه، مردفًا بالقول: "نرجو ألا يدخل لبنان مرة أخرى في دوامة تؤدي إلى حدوث توترات متتابعة"، معربًا عن أمله الكبير في أن تسفر إتصالاته التي تتم وسوف تتم، في إبعاد الأخطار المحدقة بلبنان قدر الإمكان. وردًا على سؤال بشأن تهديد نبيه بري رئيس مجلس النواب بعدم المشاركة في اجتماعات الحكومة اللبنانية، وهناك مطالب من المعارضة بأن يقدم سعد الحريري استقالته من الحكومة، وهل ذا يساعد على خلق مزيد من أجواء التوتر، قال موسى: "إن كل هذه نقاط نتابعها في الجرائد، وينبغي التدخل لإنقاذ الموقف والمساعدة على عدم دخول أزمة صعبة، وهذه مسؤوليتنا جميعًا ومسؤولية اللبنانيين أيضًا، والمهم ألا يعود لبنان إلى مرحلة التوتر السابقة، واعتقد أننا سوف ننجح في ذلك إن شاء الله". وردًا على سؤال بشأن إمكانية تحول لبنان لساحة للصراع الإقليمي وما هي الجهود العربية لتداركه قال أمين عام الجامعة العربية: "ليس شرط أن نقول خطة كاملة، ولكن الجهود تعتمد على التشاور المختلف مع مختلف المكونات وكل اللبنانيين، ونهتم بوجهات نظرهم. ومن المهم أن ننقذ لبنان ليبعد عن دائرة التوترات الخطيرة التي تطرح الآن ونرى بوادرها وإرهاصاتها. ونرجو جميعًا وأولنا اللبنانيين أن نبعد الأخطار المحدقة بلبنان عن الوضع اللبناني الحالي وألا يؤثر ذلك على مصلحة العمل على أن ينطلق لبنان إلى الأمام دون المشاكل الكبيرة التي يمكن أن تعوقه وعوقته من قبل". وكان الرئيس المصري حسني مبارك، قد التقى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي يزور مصر حاليًا. وجرى خلال الإجتماع إستعراض آخر التطورات على الساحة اللبنانية.