ان الشعوب ذات الحضارة العريقة هي شعوب عاطفية ويحرص بعض الزعماء علي ارتداء الأزياء الشعبية فيشعر المواطنون ان زعيمهم واحد منهم حيث انه يلبس ما يلبسون وتزداد شعبيته وعلي سبيل المثال: * القذافي هو أكثر الزعماء تمسكا بالزي الشعبي وهو يحرص علي ارتدائه كطقس من طقوس الفلكلور والتراث الشعبي من أجل الحفاظ علي الهوية وهو يسافر ويستقبل زعماء دول العالم بملابسه الشعبية ذات الألوان الجميلة التي تسر الناظرين وتثير دهشة الأجانب واعجابهم. * ملك السعودية والبحرين وأمراء دول الخليج وحكام الهند وباكستان وأفغانستان ومعظم رؤساء الدول الأفريقية يحرص كل منهم علي ارتداء الزي الشعبي لأبناء بلده. * في مصر يختلف الوضع تماما فإن الحكام المصريين يرتدون الملابس الافرنجية وفي عهد عبدالناصر تم تخصيص نصف عدد المقاعد بالمجالس النيابية للعمال والفلاحين ولكن توجهات الحكومة كانت ضد أصحاب الجلابيب: - إذا نظرنا إلي أعضاء المجالس النيابية سنجد ان نسبة ضئيلة منهم يتردون الجلابيب حيث ان رجال الأعمال واللواءات واساتذة الجامعات يمكن تغيير صفتهم من فئات إلي عمال طبقا لظروف الانتخابات. * رغم ان عبدالناصر كان من أصول صعيدية إلا ان أجهزة الاعلام كانت تسخر من أبناء الصعيد وتصورهم في الأعمال الدرامية بأنهم قتلة وخارجون علي القانون وقطاع طرق وتجار مخدرات وكانت كل هذه النماذج الشريرة تظهر علي الشاشة وهي تلبس الجلباب وكان كل ممثل يتحدث بلهجة صعيدية وهم متجهم الوجه. - تم انتاج "البدلة الشعبية" وتوفيرها بأسعار في متناول الجميع وشنت حكومة الثورة حملة لتشجيع العمال والفلاحين علي لبس البدلة الشعبية وقد تورطت الشحرورة صباح في غناء أغنية ساذجة تقول في مطلعها "البدلة الشعبية.. أحسن من الجلابية". - النوادي الرياضية ترفض دخول اعضائها ومرافقيهم إذا كانوا يرتدون الجلباب. - كان السادات هو أول رئيس مصري يسمح للمصورين بتصويره وهو يرتدي الجلباب في استراحته بالقناطر الخيرية أو في ميت أبوالكوم وقد زادت شعبيته بعد هذا الحدث ولكن أبناء "بني مر" شعروا بمرارة شديدة لأن عبدالناصر لم يزر مسقط رأسه ولم يأمر بتحسين أحوال معيشتهم مثلما فعل السادات في ميت أبوالكوم. - صار أبناء وأحفاد الجزارين والعطارين والفلاحين يلبسون الملابس الافرنجية بدلا من الجلابيب التي كان يرتديها أجدادهم. - كانت مفاجأة أذهلت المواطنين عندما ارتدي الوزير محمود محيي الدين جلبابه البلدي ووقف يخطب في مؤتمره الشعبي وهو يشرح برنامجه الانتخابي في كفر شكر قبل ترشيحه مديرا للبنك الدولي.