يتوجه الرئيس محمد حسنى مبارك إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للمشاركة فى إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينين والإسرائيلين فى واشنطن 2 سبتمبر المقبل ، تلبية لدعوة الرئيس الأمريكى باراك أوباما ، والتى رحب بها الرئيس مبارك . ومن القرر أن يلقى الرئيس مبارك كلمة تلخص تطلع شعب مصر وشعوب المنطقة العربية والاسلامية لمفاوضات جادة وصولا الى اتفاق سلام ينهى الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى وينهى الإحتلال ويقيم الدولة الفلسطينية . وتعكس مشاركة الرئيس مبارك دور مصر الرئيسى فى دفع جهود السلام لما يمثله من خبرة كبيرة فى التعامل مع موضوعات السلام نظرا لاتصالاته الواسعة مع كل الأطراف الأقليمية والدولية وكل من يهتم بدفع هذه العملية الى الأمام ، فمصر بهذا الحضور تمارس دورا هاما فى تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة وتمد مصر يدها دائما كلما تعرضت عملية السلام لانتكاسة ، وتواصل دورها الحيوى الذى تقوم به منذ أكثر من 60 عاما . وتأتى مشاركة الرئيس مبارك فى انطلاق المفاوضات المباشرة من أجل إنهاء المعاناة الفلسطينية والوصول الى تسوية سلمية للصراع الفلسطينى الإسرائيلى وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ، فالرئيس مبارك كان دائما مع القضية الفلسطينية فى كل اتفاق وقعته منذ اتفاق اوسلو 1993 ينصح ويقدم المشورة . وفى نفس الإطار أجرى الرئيس مبارك مؤخرا اتصالات مكثفة لدفع عملية السلام فى المنطقة حيث عقد لقاءات مع كل من خادم الحرمين الشريفين ، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن وجورج ميتشيل مبعوث الرئيس الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط حيث ركزت هذه المشاورات على أن هناك رغبة أكيدة فى التوصل إلى سلام بإطلاق المفاوضات المباشرة بعد أن أعطت لجنة المتابعة العربية الضوء الأخضر للرئيس الفلسطينى محمود عباس للانتقال من التفاوض غير المباشر الى التفاوض المباشر ، وقد أكد الرئيس مبارك على ضرورة ان تكون هذه المفاوضات جادة ومستمرة . وفى الوقت نفسه ، فأن الإدارة الأمريكية داعمة للانتقال الى التفاوض المباشر ، فالرئيس أوباما أعلن التزامه بقضية السلام منذ توليه منصبه وأكد أن هذا الالتزام لا حيدة عنه . وستنطلق المفاوضات المباشرة بعد انقطاع دام 20 شهرا ، وبناء على بيان اللجنة الرباعية الدولية للسلام فى الشرق الأوسط الصادر فى 21 أغسطس الحالى فان الهدف من هذه المفاوضات هو التوصل إلى إتفاق خلال عام . وتؤكد اللجنة التزامها الكامل بكل ماجاء فى بياناتها السابقة التى نصت على أن المفاوضات الثنائية المباشرة التى تعمل على حل جميع قضايا الوضع النهائى ينبغى ان تؤدى إلى تسوية تنهى الإحتلال الذى بدأ عام 67 وتؤدى إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية قابلة للحياة ، تعيش جنبا إلى جنب فى سلام وأمن مع إسرائيل وغيرها من الدول المجاورة . وقد وافقت السلطة الوطنية الفلسطينية على المفاوضات المباشرة بعد تلقيها تطمينات من الولاياتالمتحدة بأنها ستلعب دورا فاعلا فى تلك المفاوضات . ويعتبر لقاء الرئيسين مبارك وأوباما فى واشنطن هو الرابع فكان الأول فى 4 يونيو العام الماضى بالقاهرة ، والثانى فى اجتماع قمة الدول الصناعية الثمانى فى مدينة لاكويلا بأيطاليا فى يوليو من نفس العام ، والثالث فى أغسطس عام 2009 بواشنطن أثناء زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة تلبية لدعوة الرئيس أوباما . ويعتبر الرئيس الأمريكى باراك أوباما الرئيس مبارك شريكا مهما فى عملية السلام ولهذا حرص على ان يكون الرئيس مبارك و الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى مقدمة قادة العالم الذين اتصل بهم هاتفيا خلال الساعات الأولى بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة فى 20 يناير 2009 حيث طمأنهما بأنه سيجعل من عملية السلام أولوية له فى سياسته الخارجية . وأدرك الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ اليوم الأول له فى الرئاسة أهمية دور مصر المحورى فى تعزيز سلام الشرق الأوسط ولهذا قرر أن تكون القاهرة هى العاصمة التى يخاطب منها العالم العربى والاسلامى حيث ألقى خطابه من جامعة القاهرة ليكون بداية جديدة مع العالم الاسلامى ، كما أشاع هذا الخطاب موجة أمل واسعة فى الشرق الأوسط لما تضمنه من رغبة أمريكية فى فتح صفحة جديدة مع العالم العربى تقوم على أسس أكثر موضوعية ترعى مصالح الجميع على نحو متوازن وتضع القضية الفلسطينية فى مكانها الصحيح . وتعمقت علاقات التفاهم بين الزعيمين خلال قمة الثمانية فى إيطاليا ، وتم إعادة التأكيد على محورية دور مصر فى مباحثات الرئيسين فى 19 أغسطس 2009 اثناء زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة حيث أتفق الرئيسان على ضرور إحياء عملية السلام واخراجها من النفق المظلم الذى دخلت فيه . واتفقت الرؤية الأمريكية مع الرؤية المصرية فى أنه لايجب السماح بضياع المزيد من الوقت أو اهدار المزيد من الفرص وضرورة التحرك بكل جدية وسرعة لتحقيق السلام . ولاشك أن الاحترام والتقدير المتبادل بين الرئيسين مبارك وأوباما والأعتراف الأمريكى الواضح بالدور الريادى لمصر وقيادتها فى المنطقة يهىء الظروف المناسبة لاعادة انطلاق المفاوضات المباشرة