كان الرجل هو الأكثر بين أقرانه من رجال الأعمال المتعثرين إثارة للجدل!.. كان مادة ثرية قابلة للنشر طوال الوقت! خرج رامى لكح من مصر منذ 8 سنوات و23 يوما، لكن خلال هذه الفترة لم تكف وسائل الإعلام عن تناول ما يفعله!.. لم تسقطه من ذاكرتها مثلما فعلت مع غيره! فمن ملف قروضه البنكية إلى وقائع تسويتها.. ومن مراقبته المشددة من قبل المخابرات الفرنسية إلى أزمة صحيفته التى أعادت نشر الرسوم الكاريكاترية المسيئة للرسول كان الملياردير الهارب تحت دائرة الضوء دائما! "روزاليوسف" طرحت عليه العديد من الأسئلة التى لازالت تبحث عن إجابة حتى الآن عندما اقتربت تسوية ديونه مرحلة متقدمة.. متى سيعود؟! وماذا سيفعل؟! وما هى مخططاته واستثمارته؟! بداية يظل السؤال الأبرز والأكثر إلحاحا بعد إبرام التسويات مرتبطا بتوقيت عودتك إلى مصر.. فهل هناك عوائق تحول دون ذلك؟ - ليست هناك عوائق قانونية تمنعنى من العودة، لكنها إجراءات قانونية لاعتماد عقود التسويات التى تم التوقيع عليها أمام الجهات المعنية وبحضور ممثلين عن البنوك فى القنصلية المصرية فى لندن.. وأظن أن نيابة الأموال العامة تنتظر اعتماد تلك التسويات من قبل محافظ البنك المركزي. أفهم من ذلك أنك لا تعرف موعد عودتك إلى مصر أم أنك لا تريد الإفصاح عنه؟ - أتصور أن قرار اعتماد التسويات أصبح قاب قوسين أو أدني، لهذا أتوقع أن أكون خلال الأيام القليلة المقبلة وتحديدا قبل نهاية الأسبوع الجارى فى مصر بعد 8 سنوات و32 يوما قضيتها خارج مصر دون أن أرتكب جرما يعاقب عليه القانون، لكنها كانت مجرد أخطاء! سوف نناقش لاحقا هل كانت أخطاء أم جرائم، لكن دعنا نسأل عن أول قرار تنوى اتخاذه فور عودتك إلى مصر؟ - أعتزم تشكيل مجلس إدارة جديد لمجموعة "لكح" بعدها يجرى إعداد الميزانيات تمهيدا لاعتمادها في غضون 3 شهور. بعد 8 سنوات و32 يوما غيابا عن مصر خرجت العديد من الشائعات والتكهنات حول مصيرك.. فهل يكفى قرار تشكيل مجلس إدارة جديد واعتماد الميزانيات لاستعادة الثقة فى المجموعة؟ - تلك هى البداية فقط، وهناك العديد من المشروعات التى تم الاتفاق عليها، وسوف يتم إعلانها فور عودتى إلى مصر، ومنها رخصة محمول فى بريطانيا تم الحصول عليها بالفعل وتحمل اسم حضخد، وسوف يتم التوقيع على المشروع فى القاهرة وإعلان تفاصيل الصفقة كاملة، وسوف تكون شركة مصرية خالصة، لكنها تخدم الجالية العربية والباكستانية والهندية فى بريطانيا، ويتاح من خلالها التحويلات المالية عبر المحمول، بالإضافة إلى خدمات خاصة إضافية.. وأتوقع أن يبلغ عدد المشتركين خلال السنة الأولى نحو 120 ألف مشترك على أن تكون تلك بداية لخوض الاستثمار فى مجال الاتصالات، حيث نراقب عن كثب الفرص المتاحة للحصول على رخص جديدة للمحمول فى دول أخري! ذكرت أن هناك أكثر من مشروع؟! - المشروع الثاني يتعلق بتطوير نظام نقل الصورة عبر الإنترنت، الأمر الذي يتيح بالاتفاق مع محطات فضائية أن يتم نقل تلك القنوات إلى الجالية العربية فى الخارج دون الحاجة إلى أطباق الاستقبال "الدش"، وجرى الاتفاق بالفعل مع كبرى الفضائيات العربية التى تضم مجموعة من القنوات على أن تهتم المرحلة الأولى بالجالية العربية فى أوروبا وكندا وتستهدف 20 مليون مشترك. ألا ترى أن هذا الرقم كبير للغاية؟ - نحن نستهدف هذا العدد، لكن نتوقع أن يبلغ عدد المشتركين فى السنة الأولى من 50 إلى 100 ألف مشترك، وفى المقابل نواصل التوسع حتى ننتشر فى أستراليا، وقد تم بالفعل إبرام اتفاقيات توزيع القنوات من خلال الإنترنت مع شركات إنترنت كبرى فى بريطانيا وتحديدا اثنتين من الشركات. لماذا لم تفكر فى المشروعات العقارية والسياحية رغم أن النشاط الاقتصادى الحالي يرتبط بشكل أو بآخر بهذين القطاعين؟ - من قال هذا؟! فنحن نفكر بشكل مختلف، وقد أعددنا الدراسات الفعلية لمشروع سياحي، وحصلنا بالفعل على ترخيص هو الأول فى أوروبا لننظم رحلات "الكامبنج"، ويستهدف المشروع الطلبة من سن 8 سنوات حتى 12 سنة، فهؤلاء الطلبة فى مختلف بلدان أوروبا يدرسون الحضارة الفرعونية والتاريخ المصري، وقد تقدمنا للحصول على رخصة تتيح لنا جلب 50 مليون طالب أوروبى فى رحلات تستمر لمدة 4 أيام لكل فوج سياحي، ونعتزم التوسع فيما بعد لنصل إلى الاتحاد السوفيتى وكذلك الدول العربية، ومن بينها السعودية. ولكن أين مشروعاتك فى المجال الطبى خاصة أن بدايتك كانت فى هذا المجال؟ - لم نتجاهل المجال الطبي.. فهناك أيضا مشروع جرى إعداده بالفعل لتقوم المجموعة بإنشاء وإدارة وتشغيل المستشفيات المتخصصة بنظام المشاركة بالأرباح مع الأطباء العاملين بها حتى لا يتحملوا أعباء المشاركة فى رأس المال الذي يكون كبيرا فى هذا المجال، وسوف توفر تلك المستشفيات بالتعاون مع مؤسسات بريطانية إمكانية إطلاع الأطباء الإنجليز على الفحوصات والتحاليل، وبالتالي يكون متاحا للمريض المصرى عرض حالته على الأطباء الإنجليز دون أن يضطر إلى السفر للخارج! ألا يمثل ذلك تهديدا للأطباء المصريين الذين يخشون منافسة الإنجليز بكل ما لديهم من إمكانات؟ - بالعكس، لأننا سوف نتمكن من الاستفادة من خبرات الأطباء الإنجليز، وما توصلوا إليه من علم، كما أننى كرجل أعمال يجب أن أبحث عن أفكار جديدة فى هذا المجال بعيدا عن مناقصات تجهيز المستشفيات وما شابه، فقد أصبح مجال التوكيلات الطبية خارج حساباتي. ألاحظ أن المشروعات التى تنوى الإعلان عنها كلها تحمل أفكارا غير تقليدية بالنسبة لمصر فهل تخشى عدم نجاحها؟ - تعلمنا من البيزنس أن دراسات الجدوى والإدارة الجيدة هى السبيل لنجاح أى مشروع، حتى إن كان غريبا فى بادئ الأمر، إلا أنه سوف يكتسب الثقة فيما بعد، والنجاح يكون من خلال الإصرار على العمل وعدم الارتكان إلى المبررات! تقول إنك تعتزم كشف تفاصيل تلك المشروعات من هنا من مصر، وقد يرى البعض أن مبعث ذلك هو فشلك فى الخارج.. فما تعليقك؟ - بداية لم أفشل فى مصر حتي يظن البعض أنى فشلت فى الخارج، كما أن تلك المشروعات ليست وليدة اللحظة، وإنما أعمل عليها منذ سنوات، وكنت أستطيع تنفيذها من خلال شركات أجنبية، لكننى فضلت أن يكون مقر تلك الشركات الرئيسى هو مصر. كم فرصة عمل سوف توفرها تلك المشروعات وما حجم الاستثمارات المرصودة لتنفيذها؟ - فرص العمل المتوقعة فى أول سنتين سوف تتراوح بين 5 و6 آلاف فرصة، أما فيما يتعلق بحجم الاستثمار فهذا الأمر لا أود الإفصاح عنه بناء على اتفاق مع مساهمى المجموعة! وكيف تطالبنا بألا نسمى هذا فشلا وقد خرجت من مصر قبل 8 سنوات تاركا مديونية كبيرة على شركاتك؟ - أولا لابد أن تعلم أن الشركة تمتلك اليوم أصولا تفوق قيمتها 650 مليون جنيه، إضافة إلى مستحقات لدى الغير سوف أسعى لتحصيلها مهما طال الزمن أو قصر، وسوف يتم إعلان هذا من خلال ميزانيات يتم إعلانها خلال الشهور المقبلة، هذا بخلاف المبالغ النقدية التى سددتها للبنوك مؤخرا، وتقدر بنحو مليار و390 مليون جنيه. لكنك بعد التسوية لاتزال مدينا للبنوك بنحو 200 مليون جنيه.. أم أن هذا الأمر ليس صحيحا؟ - بالفعل لاتزال هناك مديونية تبلغ 200 مليون جنيه سوف يتم سدادها طبقا لبنود التسوية على 8 سنوات، وذلك بعد مرور سنتى سماح، ولولا أن البنوك ارتأت جدية فى التسوية، لما كانت قد أبرمت، ولك أن تتخيل أنى سددت مليار جنيه نقدا، وهو أكبر مبلغ تحصل عليه البنوك فى ملف التعثر، وحتي يطمئن الجميع فإن كل المشروعات التى أعتزم تنفيذها خلال الفترة المقبلة سوف تكون بتمويل ذاتي، ولن أقترض مليما من البنوك، فقد ظُلمت بما فيه الكفاية، ولا أنوى إعادة السيناريو مرة أخري! ألا تخشى مصير البليدى وهدى عبدالمنعم؟ - أدرك تماما أنى مظلوم وصاحب حق.. وقد تعلمنا فى مصر أن صاحب الحق لا يمكن أن يخشى العدالة، لهذا فأنا مستعد لمواجهة كل من يتهمنى بالسرقة أو النصب فى أى وقت وفى أى لحظة، فالجميع يعلم جيدا أننى لست ظالما، ولكنى مظلوم، فلم أرتكب جرما، لكن كانت هناك أخطاء، وهناك فرق كبير بين الجرم وبين الخطأ. ألم تكن البنوك تدافع عن أموال المودعين وتطالب بحقوقها؟ - ولكنى سددت المديونية نقدا محملة بفوائد إضافية، ولم يصدر ضدى أى حكم من محكمة جنايات مصرية. لكنك أيضا هربت وتركت كما كبيرا من المشاكل وراءك؟ - فعلا تركت مصر واخترت السفر للخارج، لكنى لم أبع أصول شركاتى وأهرب كما فعل البعض، وسافرت بعد أن تزايد الاستياء العام من تصرفات بعض رجال الأعمال، وتبع ذلك "هوجة صحفية" طالت الجميع ولم يكن محافظ البنك المركزى وقتها الدكتور محمود أبوالعيون قادرا على التصرف مع مشكلة التعثر التى طالت قطاعات اقتصادية عديدة، وهذا يرجع إلى أن أبوالعيون لم يكن يحظى بأى استقلالية، وإنما كان يتبع تعليمات الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء آنذاك، كما كان أبوالعيون يفتقر إلى الخبرة، الأمر الذى أدى إلى أزمة اقتصادية طاحنة، وتفاقمت مشكلة التعثر وانفلتت أسعار الدولار لولا أن الرئيس مبارك تدخل وأسند المهمة إلى الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى الحالي، الذى نجح فى مواجهة السوق السوداء للدولار، وقضى عليها تماما، واقتحم ملف التعثر دون خوف، وإبرام العديد من التسويات وإخراج الكثيرين من السجون بعد سداد مديونياتهم، وهذا هو الفكر الاقتصادى الصحيح، فبماذا تستفيد البنوك من حبس رجال الأعمال؟! فى السنوات الماضية جرى الحديث كثيرا عن تسويات تجريها مع البنوك ولم تحدث.. فلماذا أبرمت تلك التسويات فى الوقت الراهن؟ - أعترف بأن الأمور أصبحت أكثر نضجا الآن فى مصر والإصلاحات الاقتصادية والمصرفية باتت تؤتى ثمارها وبالإضافة إلى المنهج الذى تبناه الدكتور فاروق العقدة هناك المستشار عبد المجيد محمود النائب العام الذى لولاه ما نجحنا فى إبرام أكبر تسوية فى مصر بعد سداد نقدى لم يحدث من قبل فى القطاع المصرفى وكان همه الأول الحفاظ على المال العام وإغلاق ملفات الماضي. وما موقف مجموعة "لكح" الآن فى مصر؟ - خسرنا كثيرا، ولكن لا يزال لدينا عمل قائم.. والشركات.. لم تغلق أبوابها وهناك 180 عاملا يعملون بالشركة، صحيح أنهم كانوا 12 ألف عامل لكنها الظروف، ويمكن معالجة الأمر مجددا ونتعهد بالعمل على ذلك خاصة أن هؤلاء العمال لم يتخلوا عن الشركة بل ظلوا يعملون رغم الفترة العصيبة التى مرت بهم! مادمت تذكر العمالة في "لكح جروب" فهل تنوى تعويضهم عما فاتهم خلال الفترة الماضية؟ - أود أن أوضح أولا أن موظفى الشركة رغم الأزمة القائمة كانوا يحصلون على مرتباتهم كاملة ولعل أول الأمور التى أنوى القيام بها فور عودتى إلى مصر التوجه إلى عمال الشركة بعدها أتجه إلى أهالى دائرتى الذين منحونى الثقة سابقا وقد واجهت موقفا صعبا للغاية مع أبناء دائرتى بعد أن تركت مصر وبكيت ليلة كاملة حيث فوجئت بطرد بريدى جاء على عنوانى فى باريس يحتوى علي "كعك" و"بسكويت" العيد.. وكان من امرأة لا أعرفها من دائرتى وقد تأثرت كثيرا بهذا الموقف وندمت على خروجى من مصر. قبل الانتقال إلى المشاكل التى واجهتك فى فرنسا نعود إلى ما قلته حول مستحقاتك لدى الغير وتنوى المطالبة بها.. ما قيمة تلك المستحقات ومن هم المدينون لك؟ - أنا لن أعود لتصفية حسابات قديمة، ولكنى سوف أعود لأنفذ مشروعات عملاقة.. وهذا لا يعنى أننى سوف أتنازل عن حقوقى فهى تتجاوز المليار جنيه ولن أفصح عن أسماء المدينين.. فهم كثيرون، وقد تلاعب بعضهم بالحسابات بعد خروجى من مصر ظنا منهم أننى لن أعود ولكن عليهم أن يستعدوا فعندى المستندات التى تثبت كل حقوقى والقانون هو الذى سيتكلم! يتصور الكثيرون أنك كنت تتحدث عن تسويات سابقة بقصد التأثير على أسهم "لكح" فى البورصة ما حقيقة ذلك؟ - الحقيقة عكس ذلك تماما وطالما كنت أحذر من هذا الأمر فالذي يدفع ثمن التلاعب بالسهم هم صغار المساهمين ولكن كان عليهم تحرى الدقة عند استقاء أخبار عن المجموعة.. فأغلب تلك الأخبار والتقارير كانت مُفبركة وليس لى مسئولية بهذا الأمر! تمتلك جريدة "فرانس سوار" فى فرنسا وعندما أعادت تلك الجريدة نشر الرسوم المسيئة للرسول "صلى الله عليه وسلم" سارعت إلى إقالة رئيس تحريرها.. لماذا؟ - كنت مريضا فى هذا اليوم ولم أنزل للجريدة، إلا أن أحد أصدقائى اتصل بى منفعلا واستوضحت منه الأمر وفوجئت بالكارثة واتجهت فورا إلى الجريدة وكانت الشرطة الفرنسية تحاصر المكان لتحمى الصحفيين بعد أن وصلتهم تهديدات عديدة وكان هناك انزعاج فرنسى كبير لأنهم يعتبرون ذلك ضمن حرية التعبير ودخلت إلى الجريدة واستدعيت رئيس التحرير وقال لى أنه المسئول عن السياسة التحريرة وقررت إقالته على الفور.. فسب الرسول أمامي.. فلم أتمالك نفسى واعتديت عليه ضربا فقام بإبلاغ النيابة ضدى ومازال الموضوع قيد التحقيق وسعدت بعدها كثيرا عندما علمت أن الشيخ يوسف القرضاوى الذى لا يعرفنى ولا أعرفه قد امتدح هذا القرار فى خطبة الجمعة فى قطر يوم 2 فبراير 2006! لكنها لم تكن الواقعة الأولى التى تحدث فى فرنسا؟ - نعم.. أذكر أنى رفضت الامتثال لتعليمات الحكومة الفرنسية للصحف الصادرة هناك بعد رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والتى طالبت بعدم تناول الموضوع بشكل يؤثر فى الجالية العربية ولم أرضخ لتلك التعليمات وصدرت الجريدة فى صفحتها الأولى تحمل صورة الرئيس الراحل مكتوبا عليها "ةَ ذفمَّم" الأمر الذى كان له دلالات عديدة.. وفى قضية الحجاب لم أقف موقف المتفرج أو أتعامل مع الأمر كما لو أن شيئا لم يحدث وتصدينا فى الجريدة لتلك القضية ونشرنا صورة لراهبة مسيحية ترتدى الحجاب فى مدرسة كاثوليكية وصورة أخرى لفتاة يهودية محجبة فى مدرسة يهودية وصورة ثالثة لفتاة مسلمة ترتدى الحجاب ووضعنا علامة استفهام كبيرة تعنى أن فرنسا أصحبت تميز بين الأديان. وماذا عن عمليات التجسس التى كانت تحدث ضدك فى فرنسا؟ - هذا الكلام ورد بكتاب ألفه ضابط مخابرات فرنسى اسمه باتون جيه وفيه 40 صفحة تضم تفاصيل وأسرارا فى حياتى وحياة أسرتي.. فقد كانوا يراقبون كل تحركاتنا فى بلد كنت أظن أن الحرية الشخصية فيه مكفولة للجميع ولكن حدث عكس ذلك حيث كانوا يراقبون اتصالاتى وتحركاتى دون استصدار إذن بذلك وسارعت على الفور لإبلاغ النائب العام الفرنسى وقد تسبب هذا الأمر فى مشاكل عديدة، لكن القضاء الفرنسى أنصفنى ورفض كل أساليب التجسس ضدي. لماذا لم تتنازل عن الجنسية الفرنسية مادامت الأمور هكذا؟ - رغم كل هذه الأمور السلبية إلا أن فرنسا لا تزال بلد الحرية وهى شبيهة إلى حد بعيد بمصر وأرى أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزي يعمل جاهدا على إرساء مبادئ العدل الاجتماعى فى فرنسا بنشاط غير مسبوق ولو كنت أنوى التنازل عن الجنسية الفرنسية لكنت فعلتها حيث أثيرت ضجة حول مزدوجى الجنسية بالبرلمان دون أن يدرك مفتعلو الضجة أن بمصر نحو 7 ملايين مواطن يحملون جنسية أخري.. ولا يجوز إسقاط حقوقهم لمجرد أنهم يحملون جنسيتين! ما حدود علاقتك بفرنسا؟ - فرنسا بلد كبير ذات اقتصاد قوى وأحاول دائما أن أدعم الثقافة الفرنسية فى مصر لتتكافأ مع الثقافة الإنجليزية وقد نجحت فى إنشاء أول جامعة فرنسية وأفخر اليوم عندما أرى نجاح تلك الجامعة وهؤلاء الطلبة الذين يدرسون من القاهرة بجامعة السربون أعرق الجامعات الفرنسية. بعد خروجك من مصر.. من وقف إلى جانبك ومن تخلى عنك؟ - وقف إلى جانبى المهندس نجيب ساويرس والدكتور محمد غنيم والمهندس أيوب عدلى أيوب والمهندس محمود شكيب وطارق عبدالعزيز وجميل حليم ونادر الجيار وإسماعيل حسن الذى رفض أن يتم بيع الفندق الذى أملكه بأسعار متدنية وأيضا أمجد إدوارد. من الذى تخلى عنك؟ - من أسرعوا للاتصال بى منذ شهرين، وكانت مبرراتهم أنهم لم يستطيعوا الاتصال بى إما لأنهم غيروا تليفوناتهم وفقدوا رقمى أو أنهم فقدوا أجندة التليفونات ثم فجأة استعادوا الرقم بعد أن علموا بالتسوية! وماذا تفعل بعد عودتك إلى مصر غير البيزنس؟ - أولا أنوى تأدية واجب العزاء الذى انقطعت عنه طيلة السنوات الثمانى الماضية، بعدها أذهب إلى موظفى الشركة وأبناء دائرتى لأشكرهم على وفائهم وإخلاصهم. لتشكرهم على إخلاصهم أم لإقناعهم بانتخابك فى الدورة المقبلة؟ - أشكرهم أولا لأنهم انتخبونى سابقا لأصبح أول مسيحي يدخل البرلمان بالانتخابات الحرة منذ 52 سنة وسبقت فى ذلك الدكتور بطرس غالى ومنير فخرى عبد النور اللذين نجحا فى الإعادة، وكنت وقتها أنافس زعيم الأغلبية فى الحزب الوطنى والوزير السابق عبد الأحد جمال الدين! ما هى حدود علاقاتك مع التيارات السياسية فى مصر؟ - لا أخفى علاقتى بجميع التيارات السياسية بما فيها الإخوان.. ومنهم نواب حاليون! وماذا عن أقباط المهجر؟ - لا أنكر أننا نعيش فى وطن أغلبيته من المسلمين وعلى الأقلية أن تتأقلم مع هذا الوضع ولكن هذا لا يعنى أن نتغاضى عن حقوق الأقليات أو نتجاهل مشاكلها وعلينا أن نكون على قدر المسئولية ونكشف عن عيوبنا بالحوار دون مواربة، وهذا سبب نجاح المجتمعات الأوروبية! كيف تنظر إلى الإصلاحات السياسية فى مصر خاصة أنك كنت تراقبها من الخارج؟ - لا شك أن الوضع تغير كثيرا والإصلاحات السياسية تسير وفق منهج مدروس يحميها الإجماع الشعبى على زعامة الرئيس مبارك ليس فقط فى مصر ولكن فى المنطقة كلها، والدليل ما حدث أثناء الحرب الأخيرة علي غزة، حيث جيشت العديد من الدول المظاهرات ووسائل الإعلام من أجل الهجوم على مصر والرئيس مبارك لكن الشعب المصرى أدرك الأمر جيدا والتف حول رئيسه ليتبين بعدها صواب التوجه المصرى ورؤية الرئيس مبارك.