أكد الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية أن الرئيس الأمريكى لم يقدم شيئاً للعالم الاسلامى بعد مرور عام إلى خطابه لنا من جامعة القاهرة ، وأن كل ما حدث ما هو إلا تطور لفظى فى الحوار مع العالم الإسلامى .. مشيراً إلى أنه من الخطأ أن تنتظرالأمة العربية والإسلامية من رئيس أمريكى أن يحل لها مشكلاتها بدلاً من أن تقوم هى بالحل ، فالتغيير لابد أن يبدأ من الشعوب. جاء ذلك فى ورشة العمل التى نظمتها مؤسسة عالم واحد مساء أمس بعنوان " بعد مرور عام على خطاب أوباما للعالم الإسلامى .. ماذا قال أوباما .. وماذا فعل أوباما " ، حيث أشار الدكتور على الدين هلال إلى أن صورة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تحولت بعد مرور عام على خطابه الذى ألقاه من جامعة القاهرة من النبى المخَلص إلى شخص مختلط متلون لا يفى بوعوده ولا يمكنه تحقيقها وباتت صورته عباره عن صورة لشخص سياسي متردِّد مذبذب غير قادر على الحسم فى الأمور المهمة. وأشار الخبير السياسى إلى أن هناك ستة أسباب توضح العوامل التي أدت إلى تراجع الرئيس الأمريكى عن وعوده أو عدم قدرته على تنفيذها ، والسبب الأول يعود إلى شخصية أوباما نفسه فهو محامٍ لديه براعة لغوية وقدرة على التعبير ، ولكنه ليس رجل دولة لديه قدرة على الحسم واتخاذ القرارات المهمة ، إلى جانب براءة الرئيس الأمريكى وإيمانه بالوعود التي قالها وعدم إدراكه لتعقيدات الحياة ، وكذلك اصطدامه باللوبي الصهيوني والرأي العام الأمريكي ، كذلك اهتمام أوباما بالقضايا الداخلية الأمريكية، فأوباما رئيس للأمريكيين وليس للعرب، وعليه تحقيق مصالح أمريكا ، كما أن هناك مشاكل كبرى منها تعرض الاقتصاد الأمريكى لهزات عنيفة فى الآونة الأخيرة ، إلى جانب البطالة ومشاكل داخلية أخرى كثيرة. وأضاف كما كان للظروف الدولية التى ألمت بالعالم تأثر كبير على الوعود التي جاءت بخطاب أوباما بالقاهرة ، فالرئيس الأمريكي لديه مهمة الحفاظ على صدارة الولاياتالمتحدة وقيادتها للعالم ومواجهة قوى الاتحاد الأوربي والصين وبعض الدول الناشئة مثل جنوب إفريقيا والهند ، وجاء أيضًا التفتت الفلسطيني العربي الإسلامي ضمن الأسباب التي أثرت على عدم تحقيق الوعود الأوبامية .. مشيراً إلى أن مرور سنة ليس كافيةاً لإبداء حكم نهائي على الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى تراجعت شعبيته فى أمريكا إلى 50% بعد أن كانت 60% قبل نجاحة فى الانتخابات الرئاسية فى بلاده. وأكد د. هلال الذى يشغل منصب أمين الاعلام بالحزب الوطنى الديمقراطى أن الأسلوب اللفظي والشكلي فقط هو الذي تغير في التعامل مع الإسلام والمسلمين .. حيث أختفت بعض الألفاظ التى كانت ترد فى الخطاب الأمريكى للاسلام والمسلمين ومنها الفاشية الاسلامية والتطرف وغيرها .. لافتاً إلى أن مجمل سياسات بوش مستمرة مع تعديلات لفظية فقط، حيث أن هناك زيادة فى الوجود العسكري في أفغانستان وثبات فى الموقف من الملف النووي الإيراني. وشدد د. على الدين هلال على أن التغيير وحل مشاكل المجتمعات لابد أن تكون من الداخل وأن تقوم بها الشعوب والقوى الوطنية ، ويظل دور الخارج في التشجيع والدعم فقط. وأضاف د. هلال : أوباما وبوش يدافعان عن مصالح مشتركة بنظرية العصا والجزرة ، وقد أخطأنا نحن العرب والمسلمون عندما تصورنا واهمين أن رئيس أمريكى أيا كان شخصة سوف يتطوع بحل مشاكلنا أو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستقوم بطوع ارادتها بحل المشكلة الفلسطينية . ومن ناحيتها بدأت الدكتورة منار الشوربجي الخبيرة في الشئون الأمريكية حديثها باسترجاع ردود أفعال الحاضرين لخطاب أوباما في جامعة القاهرة، منتقدة هتاف البعض له بعبارات "نحبك يا أوباما"، كما انتقدت التصفيق الذي كان يقابل به بعد قراءته لآيات من القرآن وتساءلت: "منذ متى نصفق نحن المسلمون عند تلاوة القرآن .. مشيرة إلى أن هذا دليل على أننا أمة جريحة تشعر بالانهيار ويسعدها إطراء الخواجات حتى لو كان من خلال قراءة بعض الآيات من كتابنا المقدس" القرآن الكريم ". وانتقدت الدكتورة الشوربجى المقولات التي يرددها بعض النشطاء عن تراجع دعم أوباما للديمقراطية، وقالت: إن ما حدث في عهد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش لم يكن دعمًا للديمقراطية ولكنه ابتزاز للأنظمة العربية ، وكل ما فعله أوباما هو توقفه عن استخدام الديمقراطية في الابتزاز لتحقيق مصالح إقليمية.. كما وجهت نقدها للدورالعربي متسائلة: كيف نطلب من أوباما اتخاذ موقف مساند لتقرير جولدستون والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن طالب بتأجيله؟ .. مشيرة إلى أننا نحن العرب والمسلمون لم نعطى أوباما الفرصة لكى يساعدنا ويدعمنا فى قضايانا المصيرية.