سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أتوبيسات الحكومة "الحمرة" مشروع للفشخرة دفع ثمنه المواطن الغلبان.. وخبراء: هناك اتجاه عام من الدولة للتنصل من كل إلتزامتها.. والمواطنين : "يا خونا إحنا بتوع الأتوبيس" النظام خدمنا بس " ختمنا "
في إطار خطة الدولة لتطوير هيئة النقل العام و جهود وإيجاد الحلول المناسبة للقضاء علي الاختناقات المرورية و تحسين نسب التلوث تم طرح عدد من الأتوبيسات الجديدة بتكلفة مالية تخطت 160 مليون جنيه تحملتها هيئة النقل العام من حصيلة بيع أصول ثابتة للهيئة و دون تحميل لميزانية الدولة أيه أعباء .. صحيح ان الأتوبيسات الجديدة لونها احمر ونظيفة و "مبتوسخش الهدوم" ، إلا أن سعر التذكرة فيها جنية واحد " ومفيش أي كارنية بيمشي فيها "، فالدولة وضعت المواطن الغلبان أمام المدفع ولم تدع له مجال للرفض او القبول ، فالحكومة ألغت الأتوبيسات الحمراء القديمة وأحلت بدلا منها الأتوبيسات الجديدة علي الخطوط الأكثر كثافة حتي لا تدع للمواطن أي فرصة في الاختيار إما يركب او يستني أبو " نص جنية " او يتمشي .. محمد إبراهيم موظف يري هذه الأتوبيسات الجديدة ما هي إلا أول الخيط لزيادة تعريفة التذاكر بشكل جنوني و الحكومة غير مكترثة بالعبء الذي سيقع علي كاهل المواطن البسيط متسائلاً أيضاً كيف لهيئة النقل العام أن تحافظ علي هذه الأتوبيسات الجديدة إذ أنها عندما تولت إدارة مترو مصر الجديدة أصبح مثل " سلة زبالة متحركة ".. و تري ماجدة حنا موظفة هذه الأتوبيسات تختلف عن سابقتها في اللون فقط، و في خلال 4 شهور لا أكثر سوف تصبح غير صالحة للإستهلاك الآدمي، و سنظل "ننكوي بنار" أسعار تذاكرها، مؤكدة أن ألاعيب الحكومة أصبحت مكشوفة ، و ذا حالنا منذ 20 عاماً.. و بحزن شديد عبر عبد الله محمود عامل بناء عن رأيه قائلاً: و الله حرام، لما يبقي أقل ثمن للتذكرة جنيه إحنا هنعمل أيه؟!هوا مرتب الموظف الغلبان فيه "كام" جنيه و بصراحة أنا شايف أن الأتوبيسات ستكون للميسورين .. و علي جانب آخر يري سعيد صابر مهندس أن المشروع شيء جميل و نقله حضارية و لكن يجب المحافظة عليه من قبل المواطنين و المسئولين و سعر التذكرة مناسباً لأن جميع وسائل المواصلات الآن خاصة أو عامة يتجاوز أسعار تذاكرها الجنيه الواحد، و تتفق معه في الرأي شيرين محمد قائلة: المشروع فعلاً سيزيح عبء كبير من علي كاهل فئة عريضة من الشعب الذين يجدون معاناة مع وسائل المواصلات المتهالكة، و لكن أهم شيء من وجهة نظرها هو انتظام هذه الأتوبيسات في شوارع القاهرة و الفاصل بين كل أتوبيس و آخر يجب ألا يقل عن ربع ساعة، أما مسعود عبد الرحيم علي المعاش فكان له وجهة نظر مختلفة و رؤية معينة فعلق قائلاً: الناس بتبص تحت رجليها و مش " دريانة " باللي بيحصل .. الأتوبيس بقا أحمر و حلو بعد ما أتكهنت أتوبيسات النصر للسيارات و "بقا" مكانها المرسيدس و "سلملي" علي مرسيدس ..
ويقول حمدي عبد العظيم أستاذ الاقتصاد و رئيس أكاديمية السادات الأسبق قائلاً: أن هناك اتجاه عام من الدولة لتقليل الدعم علي عكس المفروض أن تدعم الدولة وسائل النقل العام كي تتماشي مع دخل المواطنين، فتذاكر هيئة النقل العام كانت تحقق خسائر لأنها أقل من التكلفة، و من خلال هذا المشروع ستعمل هذه التذاكر إلي تقليل خسائر الهيئة و كذلك خسائر وزارة النقل التي تدفعها إلي هيئة النقل العام سنوياً و لكن ليس لتحقيق أرباح تجارية، و يري عبد العظيم أن التمييز في الأسعار خاضع لطبيعة الخدمة المقدمة المميزة سيكون سعرها مرتفع و هناك فئات في المجتمع تستهدفها هذه الخدمة، و أضاف أننا لا يجب أن نغفل الجانب الإيجابي في المشروع و هو أن هذه الأتوبيسات بجميع فئاتها تعد نقلة حضارية بشرط أن يحافظ المواطنون علي مظهرها و كذلك صيانة هيئة النقل لها بصفة دورية..
أما عن صابر بركات عضو اللجنة التنسيقية العمالية فيري أن الدولة تسحب من كل الخدمات التي يجب أن تقدمها للمواطنين و تسعي إلي تحويل كل أعبائها علي المواطن عن طريق تحويل هذه المشروعات إلي مشروعات ربحية ، و أصبح ذلك هو المنطق الذي تعالج به الدولة كل الأمور كما في التعليم و الصحة و صولاً إلي النقل و المواصلات فالدولة من وجهة نظره يجب أن توفر خدمات للمواطنين مدعمة حتي لو كانت مرتباتنا مليون جنيه، و يري أن هذه الخدمات إما أن تكون مجانية أو بأسعار رمزية لتنظيم استغلال الخدمة كما يحدث في كل دول العالم ، أما ما يحدث الآن من وجهة نظره هو إستخفاف بعقول المواطنين لأن التغيير الذي طرأ هو مجرد تغيير اللون من الأخضر إلي الأحمر من زيادة سعر التذكرة الضعف.