السيد: انس الفقى وزير الاعلام المصرى استنكر أساتذة وخبراء الإعلام سعي بعض وسائل الإعلام - خاصة الفضائيات - لاستغلال علماء الدين في إثارة وجذب المشاهدين من خلال مشاركتهم في قضايا خلافية ومناقشة موضوعات مثيرة،وحذروا من انحراف بعض وسائل الإعلام عن الأسس السليمة للرسالة الإعلامية، و طالبوا القائمين عليها بضرورة احترام علماء الدين والالتزام بالاستعانة بأبناء الأزهر ممن درسوا المذاهب الفقهية المختلفة وعلوم القرآن والسيرة والحديث وعدم عرض علماء الإسلام بصورة هزلية ممسوخة وكأن هذه هي صورة الإسلام، وقالوا إنه في الوقت الذي توجد فيه وسائل إعلام موجهة تعمل وفق منهج يخدم سياسة وهدف معين استغلت بعض علماء الدين فإنه علي المقابل هناك بعض من يدعون أنهم علماء وجدوا في وسائل الإعلام الفرصة للترويج لأنفسهم وأفكارهم لذلك تكالبوا عليها وتحدثوا في كل شيء فوقعوا في أخطاء استغلها البعض في الهجوم عليهم وعلي الإسلام باعتبارهم ممثلين له، في البداية تقول الدكتورة ليلي عبد المجيد ،عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة إن الصورة النمطية لعلماء الدين الإسلامي لم تعد كما كانت عليه من قبل في الأفلام القديمة ، ولم نعد نري في الأفلام أو المسلسلات الجديدة الصورة القديمة لرجل الدين المنافق سوي بشكل نادر لكن ظهر شكل آخر يسيء أحيانا إلي رجال الدين من خلال استضافة بعض القنوات الفضائية لأشخاص مجهولين يتحدثون في قضايا دينية ويطلقون عليه لفظ "العالم" منتقدة هذا الاتجاه خاصة أن هذه النوعية قد لا يكونون علي علم أو دراية كاملة بالموضوع ولا يملكون أية مؤهلات سوي بعض الشهرة التي حققوها من خلال هذه الفضائيات، وأشارت إلي أن بعض وسائل الإعلام صنعت دعاة مجهولين غير متخصصين في العمل الدعوي ، وقامت بالتركيز عليهم من أجل جذب الجمهور من خلال الحديث في القضايا المثيرة ، وطالبت القنوات الفضائية بإعادة النظر في نوعية العلماء التي يتم استضافتها علي أن يكون الاختيار علي أساس الكفاءة والوسطية حتي يمكنهم نقل صورة صحية عن الإسلام، ووصف الدكتور جمال النجار، أستاذ ورئيس قسم الإعلام بكلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر بعض القنوات الفضائية ب "الدكاكين" خاصة أن أغلبها يدار من خلال غرفة ولا تلتزم بمنهج إعلامي محدد ويهدف القائمون عليها إلي تحقيق الربح المادي بعيدا عن قيم المجتمع لذلك يستدرجون بعض أنصاف العلماء وغير المتخصصين لافتعال قضايا خلافية أو التحدث في قضايا مثيرة مما يسيء إلي العالم ذاته ، ويري أن هناك علماء أساءوا إلي أنفسهم من خلال تكالبهم علي هذه القنوات واللهث وراء مسئوليها من أجل "الشو الإعلامي" ليس إلا هذا من جانب ومن جانب آخر نجد أن بعض هؤلاء الذين يدعون أنهم علماء يقولون ما لا يفعلون فسلوكهم الشخصي شيء وما يقولونه علي شاشات الفضائيات شيء آخر لذلك يفقدون المصداقية، مشيرا إلي أن بعض العلماء ومعدي البرامج أصبحوا "مقاولين" فهناك اتفاق بين بعض المعدين وهؤلاء العلماء للتقاسم فيما بينهم علي الأجر الذي يحصل عليه العالم ومن هنا تكون الكارثة لذلك يفضل هؤلاء المعدين هذه النوعية من العلماء الذين يعرفونهم ويضمنون التقاسم معهم ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن عالم آخر، ويلقي النجار بالمسئولية علي الأزهر في تدهور حال الدعاة خاصة في الفترة الأخيرة مطالبا باستراتيجية مدروسة وخاصة للدفاع عن الدعوة والعمل للدعوة ،وتكوين لجنة خاصة تتولي مسئولية اختيار الدعاة التي يحق لهم الظهور كما يجب علي وسائل الإعلام ذاتها انتقاء متخصصين في الموضوع الذي يتم طرحه، ويؤكد الدكتور فوده محمد علي ، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أن هناك بعض وسائل الإعلام منها قنوات فضائية يغلب عليها الطابع التآمري علي علماء الإسلام لأن تشويه صورة علماء الإسلام بدأت من خلال الصورة المستوردة من الغرب لرجال الدين المسيحي التي كانت سائدة في العصور الوسطي وانتقلت هذه الفكرة مع بعض العلمانيين الذين درسوا في أوروبا وأرادوا أن ينقلوا تجربة الغرب للهجوم علي رجال الدين عندهم بدعوي أنهم سبب التخلف والجمود ظنًا منهم أنهم بهذا ينشدون التقدم الذي حققة الغرب متجاهلين أن الإسلام دين يدعو إلي العلم والتعلم ، ولهذا فإن هناك مخططاً غربياً لوضع فجوة بين علماء الإسلام والأمة وتكوين صورة ذهنية سيئة عنهم لدي عامة الناس حتي لا يرجع إليهم ويخفف تأثيرهم مما يجعل العوام لقمة سائغة للتغريب والإفساد الذي يرفع لواءه للأسف بعض وسائل الإعلام العربي التي جعلت نفسها أداة للهجمة الإعلامية ، وأضاف هناك محاولات يتم استغلال الإعلام فيها لضرب آراء العلماء ببعض فمرة تنشر فتوي في موضوع ما ثم تنشر فتوي من يرد عليه ويبين خطأهم وهكذا وهنا يستفيد من تعمد هذا أمرين إظهار أن العلماء علي غير كلمة سواء،وتمرير الآراء الشاذة وسقطات بعض العلماء ، بالإضافة إلي حملات الاتهام بالتشديد وعدم التيسير علي الناس من خلال أقلام مجهولة في الصحف أو شبكة الإنترنت أو حتي من خلال مداخلات لأناس يتفق معهم سلفا أو تفتعل حالات حرجة ، وأن العلماء لم يقدروها قدرها زورا وبهتانا والمح إلي الإشكالية القديمة بين علماء الدين والفن حيث إن هناك بعض العلماء كانوا ينتقدون الفن ويزدرونه مما دفع الفنانين إلي ازدراء علماء الدين في أعمالهم الفنية وإظهارهم في صورة سيئة كأن يحرم هذا العالم وهو يشتهيه وهي صورة مكررة في جميع الأعمال الفنية ، ومن المؤسف أن هناك بعض العلماء أساءوا إلي أنفسهم من خلال سلوكهم الشاذ وتكالبهم علي وسائل الإعلام خاصة القنوات الفضائية من أجل الظهور أو الحصول علي المقابل المادي فهم يفتون ويتحدثون في أي شيء حتي وأن كانوا غير متخصصين فيه مما يوقعهم في أخطاء تسيء اليهم وإلي العمل الدعوي، ويؤكد الدكتور حمدي طه ، أستاذ الصحافة بجامعة الأزهر أن هناك الكثير من وسائل الإعلام في العالم العربي موجهة تعمل وفق أجندة وسياسة معينة تخدم أهداف خاصة من خلال استضافة بعض الأشخاص الذين يطلق عليهم مجازا علماء لتحقيق هدف معين في الوقت الذي تقود فيه حملات علي أصحاب الفكر المعتدل وقد نجحت وسائل الإعلام في تحقيق مرادها من خلال استضافتها لأشخاص جهلاء تحدثوا فيما لا يعلمون مما أساء إلي جميع العلماء، واحدث فوضي في العمل الدعوي لأن هناك الكثير من وسائل الإعلام خاصة القنوات الفضائية تعمل بعشوائية وليس لديها نظام معين تسير عليه خاصة في البرامج الدينية أو التي تناقش فيها قضايا يكون علماء الإسلام أحد ضيوفها ومن المؤسف أن العمل الدعوي تم اختراقه. وان هناك بعض وسائل الإعلام ساهمت في هذا الاختراق من خلال ما تقدمه من برامج تهاجم الإسلام. علي لسان بعض العلمانيين الذين يشككون في قيم الإسلام ويركزون علي كل ما هو شاذ.