في رسالته الثالثة من داخل محبسه تكلم الكاتب الصحفى المعارض مجدي حسين عن العصيان المدني كظاهرة احتجاجية عرفها الشعب المصري ضاربا المثل بما حدث ايام عمر مكرم حينما ثارو على المماليك و موضحا ان العصيان المدني ليس غريبا على ثقافة المصريين . اضاف حسين:العصيان المدنى أو الثورة الشعبية السلمية ليست غريبة على الشعب المصرى, ولكن ذلك ارتبط تاريخيا بوجود قيادة شعبية مقنعة ومخلصة، وهذا شرط أساسى لقيام ونجاح أى ثورة شعبية، وهذا قانون عام لكل البلدان، ومصر ليست خارجة عن هذا القانون، (على خلاف ما يدعيه أو يتصوره البعض). شكى الناس إلى كبار العلماءوهو عمر مكرم نقيب الأشراف والشيخ الشرقاوى وغيرهما, فذهب العلماء إلى البكوات المماليك, وأنذروهم بمنع اعتداء العساكر على الناس، فأعلن المحافظ ورئيس الشرطة أنهما مع الشعب ووعدا بوقف ذلك، ولكن الوعود لم تنفذ, بل عندما طالب الجنود بالرواتب المتأخرة فرض الحاكم (البرديسى) ضرائب على التجارة ثم على العقارات و امتنع الناس عن دفع الضرائب، وخرجوا من بيوتهم يضجون ويصخبون واحتشدوا فى الشوارع حاملين الرايات والدفوف والطبول وأخذوا يستمطرون اللعنات على الحكام, وكانت هتافاتهم مركزة على المسئول الأول: إيش تأخذ من تفليسى يا برديسى. قُتل من المماليك وأجنادهم فى ذلك اليوم نحو 350 (على يد قوات محمد على) وارتحل الباقون منهم عن المدينة، وانتفض الشعب فى رشيد ودمياط وسائر عواصم المحافظات على الحكام المماليك، فهربوا إلى الصعيد، وزالت دولتهم وانقضى حكمهم . والمح مجدى الى تشابه الموقف الذى حدث بين الشرطة والمتظاهرين ليلة 6 ابريل وتوابعها وبين ما شهدته مصر فى عهود سابقة.