حذرت وزارة الصحة المصرية المواطنين من الاستجابة للشائعات التى تشير إلى انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير فى مصر، وطالبت بالتعامل بهدوء مع انتشار هذا المرض، الذى جاب 74 دولة وأصاب 28 ألفاً و779 حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير بينهم 144 حالة وفاة(حسب بيان منظمة الصحة العالمية)، مما دفع منظمة الصحة العالمية لرفع التحذير من الوباء إلى المرحلة السادسة، بما يوضح خطورة انتشار الوباء. وأكدت وزارة الصحة أن إجمالى عدد المصابين بالمرض فى مصر بلغ 15 حالة (حتى أمس الجمعة)، وذلك بعد اكتشاف ثلاث حالات جديدة أمس بمطار القاهرة قادمة من كندا والسويد وأمريكا، وهما اثنان مصريان والثالث سورى، وتم عزلهم بمستشفى حميات العباسية، وكانت وزار الصحة قد أعلنت أمس الأول (الخميس)، عن اكتشاف الحالة رقم 12 لطفل مصرى يحمل الجنسية الأمريكية ويبلغ من العمر عاما ونصف العام، ليبلغ بذلك عدد المصابين المصريين بالمرض 4 أشخاص والباقى من جنسيات أجنبية ومعظمهم من أمريكان. يأتى هذا فيما توقع مسؤولو منظمة الصحة العالمية فى القاهرة من إمكانية تحور الفيروس فى أى لحظة، مؤكدين أن الفيروس سيكون أشد شراسة وفتكاً فى حالة تحوره بين البشر. وذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه شركة الأدوية السويسرية "نوفارتس" عن نجاحها فى تطوير مصل واق من المرض، مؤكدة حصولها على طلبات لشراء المصل من نحو 30 دولة حتى الآن. وكشف مصدر مسؤول بوزارة البيئة عن أن الرئيس مبارك قد طلب من الجهات المسؤولة زيادة أعداد الكمامات الواقية من 30 مليون إلى 100 مليون، وطرحها بالأسواق فى أسرع وقت ممكن وبأرخص سعر، إلى جانب احتمال توزيع ملايين الكمامات مجاناً على بعض المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. وأضاف المصدر أن البيئة وبالتعاون مع وزارات الصحة والزراعة، تقوم حالياً برصد مساحات الأراضى المناسبة التى تصلح لتخصيصها كمقابر جماعية فى حالة تفشى الوباء فى مصر "لا قدر الله"، ولفت المصدر أن هذا الإجراء يأتى ضمن بنود المرحلة الثانية من خطة الطوارئ التى وضعتها الحكومة لمواجهة الوباء، وقال: أن هناك اقتراحات بذلك على رأسها المقابر الموجودة على طريق الفيوم. ومن جهة أخرى أعلنت الجامعة الأمريكية أمس الجمعة عن خروج خمسة من طلابها من مستشفى حميات العباسية، بعد شفائهم من المرض، مع بقاء أثنين من طلابها بالمستشفى تحت العلاج. هذا وقد طالب أطباء متخصصون فى المناعة والطفيليات، بضرورة ارتداء الكمامات فى كل مكان خارج المنازل واستخدام المطهرات لمسح الأيدى بعد نزول المواطنين من أى وسيلة مواصلات أو خروجه من مكان عام، وذلك للوقاية من الإصابة بالمرض، بالإضافة لعدم التواجد فى الأماكن المزدحة. وعلى الرغم من كل هذا الذعر الذى يجتاح العالم خوفاً من انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير، إلا أن الشعب المصرى أثبت كعادته أنه لا يهاب الأمراض أو الأوبئة، رغم حالة الضيق الاقتصادى والسياسى والاجتماعى الذى يعيش فيه، ونكتشف ذلك من خلال سلوكياته التى لم تتغير بشكل كبير بسبب انتشار المرض، فنسبة الاستجابة بارتداء الكمامات أو استعمال المطهرات بسيطة جداً، ولم تظهر علامات الفزع أو الخوف من المرض، بشكل كبير.