- البلتاجي : نواب الوطني أصبحوا ملكيون أكثر من الملك - عبد الحليم قنديل: تأييد ومدح الحكومة أفرز نواب الرصاص والقمار - سعد عبود : ما يحدث من النواب نتيجة طبيعية لثقافة ملاّك المال - عمرو هاشم ربيع : النظام الفردي افرز نوابا بطرق غير مشروعة
اتسمت الدورة البرلمانية الحالية بمجلس الشعب بأنها أكثر الدورات شغبا فهي الدورة الأولى التي تشهد رفع الحذاء أكثر من مرة داخل المجلس وهي أكثر الدورات التي يحدث فيها مشاجرات بين النواب مثلما حدث بين طلعت السادات وأحمد عز وأيضا ما حدث بين أحمد شوبير وحسين بيومي والتي وصلت إلى أن حاول النائبان ضرب بعضهما، وما حدث بين محمود أباظة ومحمد عبد العليم داوود، وما حدث بين محمد العمدة وأحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب نفسه، وآخرها ما حدث بين الدكتور محمد البلتاجي ونواب الإخوان وبين نواب الحزب الوطني لتقديم الإخوان بيانات عاجلة عما حدث لمتظاهري 6 أبريل من اعتداءات واعتقالات من قبل الأمن وهو ما قابله النواب باتهامات بالعمالة والتمويل من الخارج، وتسبب في شجار بين الدكتور البلتاجي واحمد أبوعقرب عضو الحزب الوطني وغيرها من الوقائع التي شهدها المجلس والتي كانت غالبا ما تحدث بين نواب المعارضة سواء كانوا مستقلين أو إخوان أو أحزاب وبين نواب الحزب الوطني. محمد البلتاجي- عضو مجلس الشعب عن الإخوان المسلمين يري أن ما يحدث سببه أن نواب الحزب الوطني أصبحوا "ملكيين أكثر من الملك " فهم دائما يحاولون إثبات ولائهم للنظام أو الحزب الذي جعلهم نوابًا عن طريق التزوير والتدخلات الأمنية، ولذلك فهم دائما مدينون بالفضل له ويحاولون كسب ثقته ورضاه بأي شكل مما يضطرهم أن يزايدوا حتى على مواقف الحزب الرسمية ، ولذلك نرى هذه التجاوزات التي تحدث من قبلهم تجاه أي معارض ، وأضاف إن اللغة المتدنية التي أصبحت سائدة في المجلس جاءت بسبب أن المجلس أصبحت فيه معارضة قوية تدافع عن قضايا الوطن الكبرى ولا تترك فرصة للفاسد إلا وتكشفه لأنهم جاءوا تعبيرا عن الشعب الذي انتخبهم ، أما نواب الوطني فقد جاءوا عن طريق الأمن أو الأوامر السيادية، ولذلك فلا يهمهم أن تكون اللغة التي يتكلمون بها تتناسب مع آداب المجتمع المصري أو لا تتناسب لان كل همهم إرضاء سادتهم الذين يحركونهم بالأمر المباشر لكي يؤيدوا الحكومة ويدافعوا عنها. ويرى عبد الحليم قنديل، المنسق العام لحركة كفاية، أن الانتخابات البرلمانية أصبحت بعد التعديلات الدستورية أشبه بفيلم كارتون بطله الحزب الوطني وأي انتخابات تمت بعد التعديلات الأخيرة وإقصاء الإشراف القضائي على الانتخابات كان نتيجتها 100% لصالح الحزب الوطني في ظل عملية منزوعة السياسة. وأكد قنديل أن الانتخابات أصبحت تعيينات إدارية بالأمر المباشر من وزارة الداخلية من أجل إزاحة الإخوان المسلمين ونواب المعارضة الراديكاليين بشكل عام تحت شعار لا معارضة بعد اليوم، وهو ما انعكس على أداء نواب الوطني الذين يعرفون جيدا قواعد اللعبة التي تقتضي الإذعان وتقديم فروض الولاء والطاعة لسيدهم في الحزب الوطني، ومن ضمن أساسيات اللعبة التنكيل بكل ما هو معارض وأهانته وتأييد ومدح الحكومة في كل ما تفعل على طول الخط بأي شكل وبأي وسيلة سواء كانت أخلاقية أو لا أخلاقية ولذلك رأينا نواب الرصاص ونواب القمار وغيرهم. ويرى سعد عبود عضو مجلس الشعب عن حزب الكرامة أن ما يحدث من انحراف أخلاقي داخل المجلس ويعتبر نتيجة طبيعية لما سماه بتوحش الأغلبية ومحاولات إرهاب الخصوم فضلا عن حماية يتم توفيرها لأعضاء الحزب الوطني تحت قبة مجلس الشعب فيما يتم التعامل مع نواب المعارضة بشكل أكثر تشددا وحسما، وأضاف عبود أن نواب الوطني ليسوا وحدهم من يقومون بهذه الانحرافات ولكن المعارضة أيضا تلجا لذلك نتيجة عدم معاقبة النواب الذين يستخدمون هذه اللغة يجعل النواب الآخرين يخرجون عن شعورهم ويبادلونهم بنفس الأسلوب. ويضيف عبود: إن نشأت القصاص نائب الحزب الوطني الحاكم بطل المشاجرة مع الإخوان بسبب شباب 6 أبريل هو أيضا الذي سب عبود حينما اتهم النظام المصري بالصمت على اختراق طيران إسرائيلي للمجال الجوي المصري فسبه القصاص وأهانه وعلى الرغم من ذلك لم يعتذر القصاص له ولكنه اعتذر المجلس فقط. وقال: إن ما يحدث من هؤلاء النواب نتيجة طبيعية للثقافة التي نشئوا عليها وهي ثقافة أن من يملك المال والسلطة يفعل ما يريد ونواب الوطني جميعهم جاءوا إلى المجلس بهذه الطريقة ولذلك فليس غريبا عليهم ما يصدر من تصرفات.. ويرى عمرو هاشم ربيع - الخبير بمركز الدراسات السياسية بالأهرام أن ما يحدث في مجلس الشعب يعتبر نتيجة للنظام الفردي الذي يحكم العملية الانتخابية ويجعل النائب الذي يصل إلى مقعده يصل إليه عن طريق العصبيات والرشاوى وغيرها وهو ما يغدو معه الأمر طبيعيا. ويضيف : منذ بدء تطبيق النظام الفردي فإن مجلس الشعب قد عرف نواب الكيف ونواب القروض ونواب النقوط ونواب التأشيرات ونواب سميحة، معتبرًا أن الألفاظ النابية والخناقات هو التطور الطبيعي للأمر وضرب مثالا بمجلس الشعب عام 1987 والذي كان به أكثر من 95 نائبًا من نواب المعارضة يمثلون أحزاب العمل والوفد والأحرار لافتًا إلى أن الحوار الذي كان سائدًا في هذا المجلس هو الحوار بمعناه السياسي، أما الآن فإن النظام الفردي قد أفرز هذا النوع من الحوار المتدني والمنحل علي حد قوله.