أكد الدكتور خليل فاضل – أستاذ الصحة النفسية – أن الشخصية المصرية تعانى من انتشار الأمراض النفسية مثل الوسواس القهري والخوف من الضعف الجنسي وقال: أن الاضطرابات النفسية في مصر تدور حول الهم المستقبلي والخوف من الغد لدرجة جعلت الشباب المصري لدية مشكلة انعدام الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القراروالاستقلال عن الأسرة وسلطة الأب وهى كلها لها تأثيرات سلبية خطيرة على الشباب المصري وصحته النفسية التي تنعكس في صورة توهم بالضعف الجنسي والعجز تدفعه للجوء إلى الاعتماد على المنشطات والفياجر لإثبات الفحولة. ونفى د.خليل ما يتردد عن وجود 16 مليون مكتئب مصري مؤكدا أن هذا الكلام غير صحيح ولا يعبرعن الحقائق التي كشفت عنها الدراسات العلمية وأظهرت أن المشكلات الاجتماعية والنفسية للشعب المصري محصورة حول المادة والرغبة في الثراء السريع، وقال: من الخطاء التركيز على العامل الاقتصادي عند معاينة مشكلات المجتمع المصري والقول بأنه هو سبب العنف والإرهاب وأوجاع المصريين فهذا ليس مصيب للحقيقة فالعامل الاقتصادي عامل ثانوي والمشكلة في غياب معاني مثل الرضا والقناعة وزيادة التطلعات بصورة مخيفة. وأضاف أن الأسرة المصرية افتقدت إلى نوعية الوقت وتنظيمه بما يسمح بالتربية فالأبوية في المجتمع المصري بدأت تخفت لأن الأب أصبح لديه اهتمام اكبر بالعمل والمال جعله منصرف إلى الطموح الزائد ولا يهتم بالتربية ومستقبل الأبناء وصحتهم النفسية وهو دائم ممارسة النقد لزوجته ويتهمها بالتقصير وأنها لا تعرف دلع ننسى عجرم ولا دلال هيفاء وهبي وأشار إلى الاستخدام السلبي للتكنولوجيا الحديثة والثورة الرقمية وخاصة الانترنت وأثره على الصحة النفسية والعلاقة الحميمية "الجنسية" بين الرجل والمرأة، وقال: بعض الرجال يفضلون العلاقات الجنسية عن طريق "النت" ويهجرون التواصل في الفراش مع زوجاتهم ويبحثون عن تعويض شيء مفتقد باللجوء إلى الصور الافتراضية التي تعرضها المواقع الإباحية التي تشعرهم بالإثارة والرغبة وهذا نوع من الأنانية التي يمارسها الرجال ضد المرأة "الزوجة المطحونة" التي تتحمل كل الأعباء الأسرية. ويقول أن المدارس والتعليم الأجنبي في مصر يمثل تهديدا خطيرا للشخصية الوطنية القومية وعلى الهوية والخصوصية العربية والإسلامية حيث يؤثر على الأبناء وتمسكهم باللغة والانتماء والثقافة والنظرة الأرحب للوطن والعروبة فهو يغزو الشخصية في عقر دارها ويذيب الكتلة الصلبة بداخلها ويجعلها هشة وقابلة للذوبان في الآخر. وذكر أن الشعب المصري يتمتع بقدرة غريبة "مبهرة" على الاستمرار والتكيف والتحايل تجعل الأمراض والاضطرابات النفسية مجرد قشرة خارجية يمكن علاجها عن طريق الأسرة والتكافل والتواصل بين أفراد العائلة والذي يظهر في الطريقة الفريدة التي يحل بها الشعب المصري مشاكله وذلك عندما تقوم كل واحدة من نساء العائلة ببيع قطعة ذهب صغير لمواجهة المشكلة. ونفى د.خليل وجود علاقة بين الصحة النفسية وتقدم وتطور المجتمعات، وقال: إسرائيل دولة متقدمة ورغم ذلك لديها مشكلات نفسية واضطرابات نفسية خطيرة لا يمكن علاجها عكس الدول العربية التي يمكن علاج اضطراباتها النفسية بسهولة.