إسلام محمد أبو العطا الإسراف والتبذير ..آفتان من افات المجتمعات الاسلامية المعاصرة اصبحنا نراهما يصورة ملحوظة وظاهرة في مختلف نواحي حياتنا والغريب والخطيرفي الوقت ذاته اننا مجتمعات استهلاكية وليست انتاجية وبالتالي فان هذا البذخ الاستهلاكي يستنزف مدخراتنا ويتسبب في ارتفاغ الاسعار وفي الوقت ذاته يعيش ملايين المسلمين تحت خط الفقر حيث اشارت احدث الدراسات ان 40% من فقراء العالم مسلمين وياتي اسراف وتبذير الشعوب العربية في حين تزداد مأساة الأشقاء في فلسطين تفاقماً في ظل الحصار الإسرائيلي فدولار واحد من كل برميل بترول أو تقليل من معدلات الاستهلاك العربي يحل الأزمة الطاحنة و الإسراف والتبذير من أعظم المخاطر الاجتماعية والاقتصادية والسيكولوجية التي تهدد الإنسان والدول والأمم وهما من نماذج الفساد الاقتصادي والاجتماعي ويري علماء الاقتصاد الإسلامي أن الإسراف والتبذير من السفه الذي يعتبر إهدارا للموارد الاقتصادية وهلاكا للأموال وزيادة في النفقات بدون عائد وتبديدا للطاقات ولذلك فإنهما يسببان التخلف والإرهاق لميزانية الأسرة والدولة ويعوق التنمية ويري الفقهاء أن الإسراف محرم بنص قول الله عز وجل : والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما كما يعتبر التبذير من الكبائر التي نهي الله عنها وأصل ذلك قول الله تبارك وتعالي: إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا. وبالرغم من تيقن معظم المسلمين من حرمة الإسراف والتبذير إلا أن هناك مليارات الدولارات التي تبدد في هذا المجال في الوقت الذي تعاني بعض الدول الإسلامية من الفقر المدقع ونقص في الضروريات والحاجات الأصلية للحياة العادية كما أن بعضها يئن من ظلم الاحتلال بين مشرد ومسجون ولاجيء ومطرود كما هو الحال في فلسطين وأفغانستان والعراق فماذا يحدث لو أن ما ينفق علي أوجه الإسراف والتبذير يوجه إلي دعم الشعب الفلسطيني المحاصر من جميع المحاور لتوفير ضرورياته وحاجاته. أن شعبنا في فلسطين عامة وغزة خاصة يعاني من مشكلات عديدة منها: قضية الاحتلال من الصهاينة وأعوانهم المعتدين ومن يعاونهم وقضية القتل وهدم المنازل وتجريف الأراضي وغير ذلك من الاعتداءات بكافة صورها وقضية أسر الشهداء والمعتقلين المعوزين الذين لا يجدون ضروريات الحياة وقضية الفلسطينيين اللاجئين والذين يعيشون تحت خط الفقرو قضية الحصار الاقتصادي الذي أوصل الفلسطينيين إلي مرحلة عدم توافر الضروريات و قضية التنازل عن الحقوق مقابل المال وفك الحصار الاقتصادي وقضايا أخري يعلمها الجميع وهذا الحصار يذكرنا بما حدث مع رسول الله صلي الله عليه وسلم والذين آمنوا معه في شعب مكة ويحتاج الشعب الفلسطيني لمعالجة القضايا السابقة وغيرها ما يعادل 150 مليون دولار شهرياً وهذا لا يزيد علي 01.0% مما ينفق في مجالات الإسراف والتبذير في بعض الدول العربية أو دولار واحد عن كل برميل نفط فهل تستجيب الأمة الإسلامية بتجنب الإسراف والتبذير لدعم الشعب الفلسطيني والتكييف الشرعي لما يقدم للشعب الفلسطيني المجاهد يعتبر من نماذج الجهاد بالمال أو من نماذج التكافل والتضامن الاجتماعي أو من نماذج التعاون علي البر والتقوي أو من نماذج تقوية أواصل الأخوة في الله. اننا نعاني الان فى بلادنا العربيه من الاسراف ببذخ.فالشباب ينفقون ببذخ غيرطبيعى على كل ماهو جديد من الكماليات فى حين ان هناك كثيرون يموتون من الجوع وسنسال امام الله عن هؤلاء الفقراء فالحاله الاقتصاديه المتدهوره ومعدلات الجريمه المرتفعه سببها ان فئة قليله لديهاالمال واخرون لايجدون الطعام.فالناس يموتون جوعا والبعض ينفق ماله على احدث الموبايلات او الماكياج اوالافلام اوالسفراوشراء التحف وغيرذلك.والاخطران الطبقات المتوسطة الدخل تحاول تقليدالاثرياء فى اقتناء الكماليات وهم ليس لديهم الامكانيات اللازمه لذلك فيلجاون للسرقه اوالمخدرات.والشباب الان لديهم تطلعات رهيبه تفوق اكمانياتهم ومايبذلونه من جهدكما انهم لايقتنعون بمالديهم ولايرضون باى شىء.والاجانب لايشترون الامايحتاجون فقط ولايسرفون فى الكماليات.والواجب على كل انسان ان ينفق وفقالامكانياته واحتياجاته الضروريه والاجتماعيه.ويلتزم الجميع بالتوسط والاعتدال فى كل شىء.فليس من الايمان ان ننفق ببذخ ولناجيران جائعون.فعندما يعود التكافل بينناكافرادودول لن نجد بيننا جائع او محتاج. اننا دائما نجد ان الدول المتخلفه هى التى من صفاتها المباهاه والمراءاه.فالانسان غيرالمتعلم يسعى لشراء اشياء فاخره امام الناس ليتباهى بهاكذلك الافراد فى الدول غير المتقدمه او المنتجه فانهم يجرون دائما وراء كل ماهو حديث حتى وان كانوا لايحتاجونه انما لمجرد التفاخرامام الناس.والنظريات الاقتصاديه تقول ان معيارتقدم الامه هو مستوى دخل الفردفيها واناارى انه المستوى الثقافى والعلمى لافرادها.والكماليات فى مجتمعاتنا وسيله للظهور فى المجتمع فنشترى اشياء باهظة الثمن لنحظى بمكانه فى المجتمع اننا كمسلمين لدينااميه دينيه لاننا لانستوعب حقيقة القران والسنه واهملنا تعاليم ديننا.فالمسلمون الان ينفقون ملايين من اموالهم فى شراء القصورواقامة الافراح والقمار.ولايتقون الله فى الفقراء الذين يملئون العالم الاسلامى فى حين ان الاثرياء على مستوى العالم يخصصون جزء من مالهم ووقتهم للفقراء.والتناقض العجيب ان اثرياء المسلمين كثيرون واعداد الشعوب الاسلاميه كبير ومع هذافهم غير منتجين وليس لهم تاثير فعلى على اقتصاد العالم.والنبى صلى الله عليه وسلم يقول"ليس الايمان بالقلب ولكن ماوقر فى القلب وصدقه العمل".ويجب على المسلمين العوده لوعيهم الدينى وان يعود التكافل.كمايجب ان نتهتم بالتنميه الحقيقيه المستدامه وان تتكامل كل الدول الاسلاميه مع بعضها فمثلا السودان لديه الارض الخصبه ومصرلديها الايدى العامله فلوتعاونوافى زراعة الارض لتحقق الخيرللبلدين.كذلك يجب ان يعلم شبابناقيمة العمل واهميته لان الشباب الان رغم توافرالوظائف لايريدان يعمل عمل شاق انما يريدمكتب فخم ومكيف وسياره من البدايه بدون بذل الجهدوهذا مفهوم خطيريجب التصدى له.والخلاصه ان الحل فى كتاب الله وسنة رسوله لان بهماكل قواعدالاقتصادوحسن الاداره والتخطيط التى استوعبها غيرنا ونفذها ولم نعيها نحن المسلمين".