كشفت دراسة حديثة أعدتها غرفة الصناعات النسيجية من اتحاد الصناعات المصرية حول واقع صناعة الملابس الجاهزة في مصر، عن احتلال الأزياء الخليجية، خاصة النسائية مكانة متقدمة في الأسواق المحلية تمثلت بإنتاج وتسويق 10 ملايين قطعة زي خليجي تشمل العباءات والجلابيب الشرقية خلال العام الماضي مقابل 4 ملايين فقط خلال العام قبل الماضي، ورصدت الدراسة ارتفاع عدد المنشآت العاملة في صناعة الأزياء الخليجية من 60 منشأة إلى 130 منشأة مختلفة الأحجام خلال العامين الأخيرين تمتلك 900 فرع ومحل تجاري منتشرة في المحافظات المصرية كلها لتسويق منتجاتها باستثمارات تعدت قيمتها 300 مليون جنيه، أي ما يعادل 50 مليون دولار أمريكي. وأشارت الدراسة التي تضمنت إجراء استطلاع لآراء 300 امرأة مصرية يمثلن عدة فئات اجتماعية وثقافية إلى أن تفضيلهن للأزياء الخليجية يعود إلى عدة أسباب منها توافقها مع أحكام الدين الإسلامي بنسبة 15% أو لمسايرة الموضة بنسبة 1•26% أو لأنها الأكثر ملاءمة للعمل بنسبة ل1•10% بينما فسر 8•12% إقبالهن على الأزياء الخليجية لوجود تفاوت كبير في الأسعار، وأشارت الدراسة إلى قيام 15 معهدًا ومركزاً خاصاً للموضة بتنظيم 25 دورة تدريبية خلال العام الماضي لتعليم إنتاج الأزياء الخليجية بتصميمات حديثة وتراثية باستخدام الكمبيوتر. من جانبه أكد مدير إحدى الشركات المنتجة للأزياء الخليجية محمود فهمي أن "سوق الملابس الجاهزة في مصر تتسم بالاتساع والضخامة، مما يجعل من السهل طرح أية نوعية من المنتجات بها وضمان وجود المشترين لها، لأن هذا الاتساع يعني وجود تعدد هائل في أذواق المستهلكين"•
ولفت فهمي النظر إلى أن الأسباب وراء نجاح تسويق وانتاج الأزياء الخليجية أنها أزياء إسلامية تتسم بالحشمة والوقار، إضافة إلى وجود لمسة جمالية• وأضاف: "إن هذا النجاح هو الذي دفع بكبريات الشركات العربية المتخصصة في الأزياء الخليجية إلى السعي لإنشاء فروع لها في القاهرة لتسويق منتجاتها في السوق المصرية، مما أوجد أجواء من المنافسة الشديدة، دفعت بالمستثمرين المحليين إلى ابتكار تصميمات جديدة دون الابتعاد عن الخط الخليجي العام للمنتج، حيث تمت إضافة رسومات حديثة إليها والتوسع باستخدام الكمبيوتر للوصول إلى أعلي درجة من الإتقان، ولأننا على دراية كاملة بطبيعة السوق المصرية تم إنتاج نوعيات من هذه الأزياء بأسعار ملائمة للطبقات الاجتماعية، فأسعار العباءات تتراوح بين 100 جنيه و3 آلاف جنيه، وتتميز العباءات بالتنوع، فهناك تصميمات تصلح لفترة النهار، وأخري فاخرة تصلح لفترتي المساء والسهرة، إن من نتاج هذا التنوع نجاح الأزياء الخليجية في إزاحة الفساتين العادية بعض الشيء، لتكون زيًا منافسًا لها خلال المناسبات الاجتماعية".
وقالت مالكة أحد معاهد الموضة رباب سراح الدين: "إن انتشار الملابس الخليجية في مصر، خاصة النسائية أدى إلى تراجع طفيف في الإقبال على الملابس الأخرى، خاصة الأمريكية، والسبب يعود في ذلك إلى تفضيل النساء من سن الثلاثين حتى الخمسين ارتداء العباءات والجلابيب"• مشيرة إلى أن كثيراً من النساء يبحثن عن ارتداء عباءات أو جلابيب تصلح لقضاء فترة المساء، أو تصلح للذهاب بها إلى العمل، من هنا جاءت فكرة إنشاء معهد خاص للموضة يقوم بتدريب الكوادر البشرية العاملة في الصناعة على إدخال الجديد في التصميمات، وكيفية تطوير المنتجات، خاصة التي تصلح للسهرة أو للعمل. ويقول صاحب أحد مصانع الأزياء الخليجية سامي جلال الدين : "تخصصت بصناعة الأزياء الخليجية بعد أن أكدت الدراسة التسويقية وجود إقبال منقطع النظير عليها من الطبقات الاجتماعية جميعًا، حيث استخدمت للمرة الأولي خيوط الذهب في تصميم وزخرفة راقية على المنتج، وأدخلت رسومات تمثل الحضارة المصرية الفرعونية، وبعضها تمثل بلاد النوبة، أي قمت بعملية "تمصير الأزياء الحديثة"، ونجحت التجربة وتوسعت في الإنتاج لدرجة أنني قمت بالتصدير إلى عدد من الدول العربية المجاورة•". وحول مستقبل سوق الأزياء الخليجية في مصر، قال: "هذه الملابس مرتبطة بوجدان وعقيدة المصريين، لهذا فلن تكون مجرد صيحة من صيحات الموضة تأخذ وقتها ثم تتواري، بل على العكس سوف تستمر لفترة طويلة".