لم يكن يتوقع أحد أن تخرج تلك الصورة الرائعة من عدسة مصور كفيف استطاع التقاطها بمهارة التناغم بين حاستي السمع واللمس، هذا ما ظهر جليا في معرض ورشة تعليم التصوير الفوتوغرافى للطلاب المكفوفين بجامعة القاهرة، والتي كانت في البداية فكرة نابعة من ريهام أحمد محمد زكى المعيدة بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة وبتكريس الجهود مع الأستاذ الدكتور شريف شاهين مدير المكتبة المركزية الجديدة بجامعة القاهرة استطاعت تنفيذ الفكرة بالتنسيق مع طارق الشناوى المشرف على قاعة طه حسين بالمكتبة. عقدت الورشة تحت عنوان "زووم على خيال النجوم من أجل تنمية مهارات الطلاب المكفوفين في مجال التصوير الفوتوغرافى اعتماداً على حاسة السمع واللمس. وقد استمرت ورشة العمل على مدار أسبوع كامل تضمنت العديد من الزيارات الميدانية شملت حديقة الأزهر وحديقة الحيوان وأهرامات الجيزة والمتحف الزراعى بالإضافة إلى التقاط بعض الصور داخل جامعة القاهرة. تقول ريهام أحمد، صاحبة الفكرة، وجدت عزما شديدا لدى المكفوفين من أجل تحدي إعاقاتهم فنبعت لدي فكرة أن أجلس مع بعضهم سواء الكفيف كليا أو جزئيا، واستمعت إليهم في وصف الطبيعة التي تحيط بنا، فوجدت منهم وصفا أعجز كمبصرة عن إدراكه، سواء من الناحية الشكلية أو الناحية النفسية، ومن هنا أردت أن أثبت أن الكفيف إذا حمل كاميرا ليلتقط صورا للعالم من حوله فلن نسخر منه، لأنه سيركز حاستي اللمس والصوت وسيتجه عدسته إلى الهدف لتخرج صورة رائعة، وقد جربت ذلك مع أكثر من شخص، فوجدت نتائج مذهلة. وأضافت : روح التحدي عندهم أثبتت أن قدراتهم على التحدي عظيمة، وأن عندهم توافقا عصبيا ونفسيا غير عادي لدى الأسوياء، وتذكرت ساعتها أن العمى ليس في البصر ولكن في البصيرة التي تراهم عاجزين عن الحياة. من جانبه أشاد الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة بالمعرض، معربا عن انبهاره الشديد بالصور التي التقطها الفنانون الكفيفون، ووقف متأملا أمام الكثير منها.