أكد المشاركون في ندوة " مصر وحفظ السلم والأمن في أفريقيا" علي ضرورة تسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا ، موضحين أن مصر أسهمت في القضاء علي الاستعمار والعنصرية في القارة وأنها تسهم حتى الآن في معركة التنمية الأفريقية وان مصر تسهم بأكبر ميزانية في الاتحاد الأفريقي علي إسهاماتها في معظم عمليات حفظ السلام في القارة الأفريقية وإسهاماتها حاليا في عمليات حفظ السلام الدولي. جاء ذلك في الندوة التي نظمها معهد البحوث والدراسات الإفريقية بالتعاون مع وزارة الخارجية ومركز القاهرة الإقليمي للتدريب بمناسبة الاحتفال ب 2010 كعام السلم والأمن في أفريقيا. طالب المشاركون في الندوة بإقرار السلام والأمن كشرط ضروري لأي تنمية طبيعية مؤكدين علي أهمية احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون من اجل إرساء الاستمرار بعد انتهاء النزاعات والتسوية وضرورة تغذية ثقافة الحوار والتفاوض والتسوية السلمية للمنازعات وبضرورة دعم الهوية القومية علي أساس المواطنة وبضرورة تمكين المرأة كأداة رئيسية لبناء السلام. قال السفير هشام الزميتي مساعد وزير الخارجية نيابة عن الدكتور احمد أبو الغيط وزير الخارجية إن مصر تشارك بنشاط قوي وفعال في الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلي إيجاد حلول لقضايا حفظ السلم والأمن الدوليين و تلعب دورا ايجابيا في دعم عمليات حفظ السلام التي تقودها الأممالمتحدة وهو ما أكده زيادة حجم المشاركة المصرية خلال السنوات القليلة الماضية ضمن قوات حفظ السلام لتصل إلي نحو 6 آلاف متر تقريبا عند استكمال نشرها في عشر بعثات لحفظ السلام وتتركز بصفة أساسية في أفريقيا إذ تحتل مصر حاليا المركز الخامس من بين كبار الدول المساهمة بقوات لحفظ السلام. وأشار السفير إلي أن مصر مشاركة في قوات حفظ السلام في دول عديدة منها في الكونغو الصومال – الصحراء الغربية – سيراليون – وغيرها مشيرا إلي رؤية مصر لتحقيق السلم والأمن في أفريقيا التي تقوم علي مبدأ دعم الأمن الجماعي للقارة من خلال جهود تعميق العمل الإفريقي الجماعي في إطار منظمة الوحدة الأفريقية في إطار الاتحاد الإفريقي الذي تعد مصر أحد كبار المساهمين في ميزانيته والمشاركين في أنشطته والمستضيفين لاجتماعاته لإيمانها بالدور الذي ينبغي علي الاتحاد القيام به لتحقيق الاستقرار والسلم في أفريقيا. من جانبها أكدت السفيرة سعاد شلبي مدير مركز القاهرة الإقليمي للتدريب علي تسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا انه تقرر من خلال الدورة الرابعة عشر لقمة الاتحاد الأفريقي أن تتنقل شعلة السلم والأمن للقارة الإفريقية إلي الدول ال 53 الأعضاء في الاتحاد الأفريقي وذلك من اجل تشجيع مبادرة إشراك جميع مواطني أفريقيا في وضع السلم لفعاليات الأنشطة التي تبرز دورها الرائد في حفظ وبناء السلم والأمن وكذلك الأهمية البالغة التي توليها لقضايا تسوية المنازعات في أفريقيا. وأشارت إلى أن النزاعات لا تزال مستفحلة في الكثير من البلدان الأفريقية في دارفور والصومال وغينيا والكنغو الديمقراطية ومدغشقر وجزر القمر وغيرها رغم الجهود المبذولة لتسويقها وعلي مدي عقود عديدة أريقت دماء أبناء القارة السمراء بسبب هذه النزاعات وأكدت السفيرة علي الدور الذي يلعبه مركز القاهرة الإقليمي للتدريب علي تسوية المنازعات وحفظ السلام في إفريقيا لدعم بعثات حفظ السلام في القارة وتعزيز الجهود المبذولة في بناء السلام. وأوضحت الأهداف التي يسعي إليها المركز وهو تغذية ثقافة الحوار والتفاوض والتسوية السلمية للمنازعات ودعم الهوية القومية علي أساس المواطنة والتأكد من ان التنوع القبلي والعرفي يشجع ويثري الوحدة الإفريقية وإبراز أهمية التنمية الاجتماعية الاقتصادية المستدامة من اجل تحقيق الاستقرار بعد الانتهاء من النزاعات والإقرار باهمية احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون من اجل إرساء الاستقرار في القارة والمحافظة عليه وتمكين المرأة كأداة رئيسية لبناء السلام ويؤكد د محمود محمد أبو العينين أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة أن عام السلم والأمن في أفريقيا يركز علي تحقيق عدد من الاهداف الرئيسية التي تهدف الي اعطاء دفعة جديدة إضافية لجهود إحلال السلم وفي القارة والتعجيل بتنفيذ الالتزامات التي قطعتها الدول الأعضاء علي نفسها بشان مختلف وثائق الاتحاد وربط الجهود الرسمية في مجال السلام والأمن مما يعطي تعبئة أوسع الجود لإحلال السلام والأمن. وفي هذا الإطار يقترح رئيس المفوضية دعم جهود مؤسسات البحوث الإفريقية في مجال السلام والأمن وتعزيز الحلول الأفريقية للنزاعات بالقارة وتشجيع مبادرات المجتمع المدني والقطاع الخاص في هذا المجال. وطالب الدكتور أبو العينين بتفعيل دور الأجهزة القائمة بمهمة حفظ السلام والأمن من الاتحاد الأفريقي والمنظمات والمؤسسات الدولية ومجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة.