تنظم لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب دورة للمعارف المقدسية يومي 11 و12 أبريل الجاري برعاية جامعة الدول العربية..وتهدف الدورة إلى تعريف المشاركين فيها في وقت وجيز وعبر محاضرات مكثفة بتاريخ المدينة وواقعها والمخاطر التى تتعرض لها ويتضمن برنامج الدورة محاضرات عن تاريخ المدينة والوجود العربي فيها منذ القدم وأهم المعالم الأثرية الموجودة في المدينة والوضع القانوني الدولي للمدينة منذ قرار التقسيم وحتى الآن متضمنا القرارات ذات الصلة المتعلقة بالمدينة والدور الإعلامي في قضية القدس وواقع المدينة في ظل الاحتلال الإسرائيلي وأهم المخططات التي تستهدف تهويد المدينة وهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم والواقع العربي في القدس . وقد نبعت فكرة دورة المعارف المقدسية من حالة التعتيم الإعلامي عن المدينة، وواقعها وتاريخها وعدم معرفة الكثير من أبناء الأمة بها . ومن هنا تحاول إسرائيل طمس الطابع الإسلامي لمدينة القدس وإضفاء الصبغة اليهودية عليها تمهيدًا لبناء المعبد داخل مدينة داود المزعومة، وذلك بخلق المتاحف اليهودية التي تتحدث عن تاريخ مصطنع للشعب اليهودي داخل البلدة العتيقة مثل متحف قافلة الأجيال ومتحف البيت المحروق وقلعة داود ..الخ ومن خلال الانفاق التي أصبحت كنس ومزارات يؤمها اليهود من كل البقاع والتي باتت تهدد بيوت المقدسين والمسجد الاقصى بأسواره، ومعالمه والتي تشكل شبكة عنكبوتية أوجدت مدينة بأكملها أسفل البلدة العتيقة . وأقام اليهود خلال السنوات الأخيرة عددًا من الكنس الصهيونية التي حلت محل الأوقاف الإسلامية بجوار المسجد الأقصى وحتى داخل حدود المسجد مثل كنيس حمام العين يوهيل بتسحاق / خيمة اسحاق / وكنيس المدرسة التنكزية داخل مصلى المدرسة، وكنيس قدس الأقداس مقابل قبة الصخرة وكنيس قنطرة ويلسون أسفل المدرسة التنكزية، وغيرها الكثير في محيط الأقصى حتى بات عدد الكنس في البلدة العتيقة يضاهي عدد المساجد والكنائس فيها . ومن هذه الكنس كنيس الخراب في مدينة القدس العتيقة كأحد المعالم البارزة والمرتفعة فيها بجانب المسجد العمري الكبير داخل البلدة العتيقة في القدس الشريف على انقاض حارة الشرف الإسلامية التي قام اليهود بتحويلها الى حارة اليهود بعد أن هدمت وبدلت معالمها وأصبح الكنس أكبر كنيس يهودي بارز في البلده القديمة وشكله ضخم وقبته مرتفعه جدًا تقارب ارتفاع كنيسة القيامة وتغطي على قبة المصلى القبلي داخل المسجد الأقصى . ومن المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس الهجمة الاستيطانية، حيث أصبح عدد المستوطنين في القدسالشرقية يزيد عن 250 الف مستوطن مقابل 150 الف مقدس بعد ما تسبب الجدار العنصري في عزل 120 الفا خارج المدينة جملة واحدة بمعنى ان نسبة المقدسين العرب الى المجموع العام لسكان المدينة عربا ويهودا شرقيها وغربها هي 19% فقط وليس 35 % كما يظن البعض . كما تمثلت الهجمة الاستيطانية الاخيرة في إعلان العديد من العطاءات الاستيطانية منها 549 وحدة استيطانية في بيت صفافا جنوبالقدس و600 وحدة شمالها و1600 وحدة وسط القدس غربي شعفاط و2000 وحدة اخرى على اراضي العيسوية وعناتا، بالإضافة إلى إحدى عشر حديقة توراتية تم اقرارها بحيث تزرع بين الأحياء العربية فتمنع توسعها . واستهدفت هذه الهجمة الاستيطانية في قطع الطريق أمام الحلول المتجزئه منها ما سمي بحل كلينتون لمدينة القدس التي اقترح خلالها الرئيس الأميركي السابق كلينتون بإعطاء الفلسطينين إدارة الأحياء التي يسكنها العرب بنسبة 100\% إدارة محلية وما سوى ذلك يعود لليهود . وتهدف هذه المستوطنات أيضًا إلى منع الفلسطينين من بناء أية وحدة بناء جديدة وبالتالي هجرة الزائد من السكان المقدسين خارج القدس تلقائيا وايضا احباط الفلسطينين شعبًا وحكومة ومؤسسات تتعلق بأي صيغة للقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة . الاحتلال بالانصياع للقانون الدولي وتطبيقه في القدس الشريف التي هي لب القضية الفلسطينية وحجر الزاوية في الصراع العربي الإسرائيلي .