هل تطمئن إسرائيل إلى السلام مع مصر ؟ وكيف يرى المواطن الإسرائيلي الوضع الحالي للسلام بين الدولتين؟ْ! تتعدد الآراء والشواهد على رؤية الطرف الإسرائيلي للسلام القائم حاليا مع مصر. ففي صحيفة "العلامة" قال محلل الشئون العربية "تسفي برئيل": إن إسرائيل لم تدفع أي مقابل في السلام مع مصر وأنها تفضل حالة السلام البارد القائم حاليا مع مصر لأنه لا يضع عليها أي التزامات. وفي صحيفة "هاتسوفيه" ذهب البروفيسور "رونان كاهان" إلى هذا الاتجاه حينما هاجم العالم النووي الإسرائيلي بسبب كشفه عن البرنامج النووي الإسرائيلي حيث يقول إن توقيع اتفاقية السلام مع مصر والأردن لم تفرضا على إسرائيل أية شروط لتفكيك أسلحتها النووية، ورغم ذلك فإن إسرائيل تنظر بعينيها إلى توقيع اتفاقيات سلام أخرى مع الدول العربية، كما أن امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية لم يفجر سباق التسلح النووي لدى الدول العربية. أما في صحيفة هآرتس فيذكر الكاتب الإسرائيلي يوئيل ماركوس إن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل أعادت لمصر "كرامتها" وفتحت طريق السلام إلى الدول العربية الأخرى، كما كتب يوئاب شتران في نفس الصحيفة قائلا: رغم مرور ثلاثة عقود على توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، إلا أن غالبية المثقفين المصريين يعارضون التطبيع. وفي موقع إذاعة الجيش الإسرائيلي أكد الكاتب الإسرائيلي جاكي حوجي أن مصر لا تزال عدوًا لإسرائيل بالرغم من مرور أكثر من 31 عاما على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.
وأضاف جاكي إن الشعب المصري لا يرحب بالإسرائيليين على أرضه، ويرى أن إسرائيل ما كان يجب أن تقوم لها قائمة، وبالرغم من قيام إسرائيل إلا أن الجميع على ثقة تامة بأن اليهود مصيرهم إلى زوال، وستعود فلسطين إلى العرب مرة أخرى وأشار إلى أن المصريين يعتقدون أن التلمود يحتوي على أفكار عنصرية أكثر من عنصرية هتلر. وأكد أن السياسيين والفنانين المصريين لا يرغبون في زيارة إسرائيل بسبب الممارسات الإسرائيلية إزاء الفلسطينيين . وفي نهاية المقال انتهى حوجي إلى نتيجة واحدة وهي أن السلام بين مصر وإسرائيل هو سلام خاص بالأنظمة الحاكمة وليس الشعوب . اما صحيفة فورين افيرس فقالت ان السلام المصري الاسرائيلي سلام بارد ، وشبهته بانه صخرة تقف على حافة جبل اذا سقطت فانها ستدمر كل شيئ ، واشارت الى الانظمة الحاكمة هي التي تعمل على استمرارية السلام ولكنه غير نابع من ارادة الجمهور في كلتا الدولتين . وفي صحيفة هاارتس ايضا ، توصل الكاتب الاسرائيلي تسفي برئيل الى نفس النتيجة ، وهي ان السلام المصري الاسرائيلي سلام بارد تحكمه غرف الدبلوماسية المكيفة ، اما السلام الحقيقي او السلام الدافئ ، فانه لايزال حتى اليوم اسير الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، فلازال هناك الكثير من المواطنين المصريين والمثقفين والنخبة في مصر ترى ان اتفاقية السلام كانت عارا على مصر ، لا يخفف منه الا حالة الجمود في العلاقات الاسرائيلية المصرية ، وتحجيمها لتكون على مستوى النظم الحاكمة وبعيدة عن ارادة الجمهور المصري .