انتهى المجلس الأعلى للآثار من تدشين أول متحف من نوعه للتماسيح أمام معبد كوم أومبو في أسوان ، ليضاف إلى مسار الزيارة السياحية للسياح الذين يزورون المعبد . وقال د. زاهي حواس، الأمين العام للمجلس، إن المتحف الجديد يعكس معرفة القدماء بالحيوانات والطيور والزواحف ، وشيدوا معرفتهم بها على جدران المعابد والمقابر، فضلا عن استخدامهم لها في حياتهم العامة. وأضاف يضم المتحف الجديد قدور فخارية كبيرة تحتوي على أكثر من 25 صقرا محنطا وتماسيح محنطة ، تم العثور عليها بعد هبوط مستوى الأرض عند مدينة أبيدوس في محافظة سوهاج التي كان المصريون القدماء يحجون إليها حسب معتقداتهم. وأوضح حواس أن المتحف الجديد يضم مقتنيات المقابر الأثرية التي تم اكتشافها وما عثر فيها على حيوانات محنطة وتعد أبرز هذه المقابر تلك التي تم العثور عليها في سوهاج ويقول الخبراء إنها تسلط ضوءا جديدا على الممارسات الدينية لقدماء المصريين والحيوانات التي عرفوها. ويتضمن المتحف مومياوات لقوارض تم اكتشافها في توابيت صغيرة من الحجر الجيري مطعمة بزخارف ذهبية ويعرف عن المصريين القدماء أنهم كانوا يحنطون أنواعا مختلفة من الحيوانات تتراوح بين القردة الإفريقية الضخمة والنحل، وكانت تلك الأنواع إما حيوانات مستأنسة أو مقدسة. ويأتي إعداد متحف التماسيح ضمن مشروع لتطوير معبد كوم أومبو بأسوان لإعادة تأهيل المعبد سياحيا ، ووصلت تكلفة إعدادهما 5 ملايين جنيه، فيما يجرى حاليا تحديد مسار الزيارة للمتحف والمعبد في حلتهما الجديد، سواء للقادمين من الطريق البرى أو المرسى السياحي من ركاب الفنادق العائمة . وتضمن تطوير المنطقة إنشاء أكثر من 60 محلا سياحيا "بازارات" إلى جانب إنشاء "كافتيريا"، وإنشاء أرضيات حجرية في شارع الكورنيش المحيط بالمعبد على أن يتم قصر المرور في المنطقة على المشاة فقط مع إنشاء موقف لانتظار سيارات زوار المعبد. وكما هو معروف فان المصريين القدماء عرفوا التماسيح وخصصوا لها المعبود »سوبك« ليكون معبود التماسيح وكان نهر النيل، مع قنواته الفرعية طريق النقل الرئيسي في مصر القديمة ومع خطورة الملاحة به، بسبب التماسيح وأفراس النهر أراد المصري القديم إبعاد خطر التماسيح بأن شيدوا المعابد لديانة معبود التماسيح "سوبك" في مناطق إسنا وكوم أومبو والفيوم، وغير ذلك من المناطق. وكان المصري القديم يوفر بكل معبد بحيرة أو غرف جوفية ليوضع بها تمساح حي، ليتلقى القرابين والصلوات في الوقت الذي كان يرتبط فيه "سوبك" بداعية الشمس »رع« وكما ورد في كتاب الموتى فان المصري القديم كان يعتقد أن التماسيح كانت تجردهم من السحر وأقام أحد المخلصين لعبادة "سوبك" تمثالا له.