يعتزم المركز الديمقراطي العربي تنظيم مؤتمر حول الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العراق في السابع من مارس القادم . ويأتى هذا المؤتمر للوقوف على أبعاد الانتخابات المنتظرة فى العراق ، واثرها على مستقبل العراق ، وذلك اتساقا مع رؤية المركز حول تعزيز قيم الديمقراطية فى الوطن العربي ، واستكمالاً لأنشطة المركز الراصدة للشأن العراقى ، حرصاً على إيضاح كافة القضايا والتحليلات المتعلقة بالانتخابات العراقية والمؤتمر يعكس رؤية متعمقة لتقدير الموقف العراقى فى ظل الانتخابات المرتقبة. وقد تقرر عقد المؤتمر على مدى يومي الاول والثانى من مارس فى فندق الماريوت بالقاهرة ، حيث يشارك فى تقديم الأوراق البحثية ومناقشتها واستخلاص الاحتمالات المتوقعة فى العراق أو فى محيطه الاقليمى كبار الخبراء الدارسين للشأن العراقى و الاوضاع فى منطقة الشرق الاوسط. ويهدف هذا المؤتمر الى: دراسة الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة فى مارس القادم وتأثيراتها المتوقعة على مستقبل النظام السياسى العراقى وعلى مستقبل العراق وجوداً ودوراً وتأثيرها فى المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط. وتسعى أوراق المؤتمر الى التعرف على الخريطة السياسية للانتخابات العراقية المقبلة، والقوى الحزبية و الطائفية المختلفة وقواعدها السياسية ،وبرامجها الانتخابية وطبيعة التحالفات التى تنشأ وتتكون فيما بين هذه القوى وبعضها البعض وما يتوقع أن تسفر عنه هذه الانتخابات من تغيير أو تطور فى شكل الحكومة العراقية المقبلة، وفى برامجها السياسية، وفى طبيعة العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وفى مستقبل الكيانات الاقليمية داخل العراق، مع ايلاء أهمية خاصة لوضع كركوك. ويُخصص جزء من أوراق المؤتمر لدراسة مواقف القوى الاقليمية وبخاصة ايران وتركيا فى تلك الانتخابات ، وتأثير نتائجها وما تفرزه من وضع سياسى داخل العراق على علاقاته بتلك القوى الاقليمية (ليس فقط ايران وتركيا) وانما كذلك دول الجوار المباشر العربية مثل السعودية والكويت والأردن وسوريا فضلا عن مصر وكذلك اسرائيل. وكذلك لايمكن أن يغفل مثل هذا المؤتمر مواقف وسياسات القوى الكبرى ذات الوجود المباشر داخل العراق وخاصة الولاياتالأمريكية وبريطانيا، فضلا عن القوى الدولية الأخرى مثل فرنسا والمانيا وروسيا والصين ، لما يمثله العراق بشكل مباشر من أهمية اقتصادية وجيواستراتيجية لمصالح تلك القوى فى منطقتى الخليج والشرق الأوسط. بقدر ماتطرحه تطورات العراق من تأثيرات قوية على التوازنات الاقليمية و الاستقرار فى منطقة الشرق الاوسط ، فإن عملية الانتخابات وما يمكن أن تولده من تأثيرات مباشرة على مستقبل النظام العراقى ، قد تمثل نقطة تحول فى مسيرة التطورات العنيفة التى يتعرض لها العراق كدولة وكمجتمع سياسي منذ وقوع الغزو الامريكى فى عام 2003 بحكم ما قد تفرزة من تعديلات فى النخبة السياسية الحاكمة أو فى الاوزان النسبية لشتى الأجنحة المشاركة فى العملية السياسية الراهنة، أو فى حجم وآليات النفوذ والتدخل الخارجى التى تمارسة أى من القوى الاقليمية والدولية المعنية بالشأن العراقى، علاوة على انعكاساتها المحتملة على الاوضاع الامنية داخل العراق. و عقد هذا المؤتمر والذى يسبق إجراء الانتخابات نفسها، يمكن أن يتيح الفرصة امام صناع القرار و المتخصصين فضلاً عن المتابعين للتطورات العربية عامةً للتعرف عن قرب على ما يجرى داخل العراق فى مختلف الجوانب، وكيفية إدارة العديد من القوى الداخلية أو الخارجية للعملية الانتخابية ومحاولات توجيهها بما يخدم مصالح هذة القوى .