سعاد حسنى تحتفل أسرة الفنانة الراحلة سعاد حسنى بمرو 67 عامًا على مولدها فى وقت غفل الكثير من السينمائيين عن هذه الذكرى ولما لا فقد سيطر الغموض على حياتها وحتى عند وفاتها حيث قام مجهول بإلقائها من شرفة منزلها فى إحدى الأحياء الراقية بلندن عام 2001 . وعلى الرغم من حالة النسيان التى سيطرت على السينمائيين إلا أن السندريلا احتلت فصلا كاملا من كتاب «شخصيات مصرية فذة» للكاتب والمفكر د. جلال أمين فتحدثنا معه عن علاقته بهذه الفنانة الكبيرة فقال: لم تربطنى بها علاقة شخصية ولكن تأثرت كثيرًا بحادث وفاتها، فكتبت عنها مقالا كبيرًا وأدرجته ضمن فصل كامل عنها بعد ذلك فى كتابى. وسعاد حسنى فى مخيلتى ترتبط كثيرًا بصلاح جاهين، فالاثنان عاشا مع الوطن حكايته بحياتهم وظهرا مع بعضهما البعض وتألقا فى فترة الخمسينات والستينات. وللكاتب الكبير رأى فى موت سعاد حيث يقول: أعتقد أنها ماتت انتحارًا وليس قتلا ؛ لأن ما عانته كان صعبا فبعد هذا المجد الذى عاشته كان صعبا أن تستسلم للمرض، ويظهر تأثرها النفسى فى مواقف سردت عنها عندما كانت تذهب للطبيب ليلا حتى لا يشاهدها أحد، وهذا يوضح كم المعاناة. الروائى إبراهيم أصلان يقول: إن لسعاد حسنى صورة لم تفارق خياله أبدًا، جاءت من موقف ما، فقد دعاه محرم فؤاد عن طريق صديق مشترك إلى حضور فيلمه «حسن ونعيمة»، وعندما ذهب وجد محمد عبد الوهاب يجلس بين مجموعة من الناس واضعًا ساقا فوق الأخرى، وفجأة دخلت فتاة صغيرة جميلة ترتدى فستانا عليه رسوم لزهور متعددة، ذيله قصير وواسع واحتكت بكتفه ثم عبرته لتسلم على عبدالوهاب، الذى لم يقف أو يحرك ساقيه من وضعهما وسلم عليها، فتعجب أصلان من هذا الأسلوب وعندما دخل الفيلم وجد أنها بطلته وتدعى سعاد حسنى، ومن هذا اليوم لم تفارق خياله صورة الفتاة الجميلة ذات الفستان المطرز بالورد والتى صافحت عبدالوهاب. القاص والكاتب سعيد الكفراوى بدأ حديثه قائلا: سعاد هى الممثلة التى رافقت بحياتها أحلام جيلنا، وحين بدأنا الكتابة كانت هى كذلك تبدأ التمثيل مع عبدالرحمن الخميسى، وكانت تجسد اختلاف عن نمط السينما السائد بإطلالة جديدة مختلفة، ورأيتها لأول مرة عندما قدمت 3 قصص مختلفة لإحسان عبدالقدوس، وكانت هى وعبدالحليم وزيزى البدراوى، صبية صغيرة تشبه الأيام التى خرجت فيها، والتى امتلأت بالحلم السياسى والقومى وانتصارات تشييع عبر صوت عبدالناصر فى المنطقة العربية، ثم توالت أفلامها فكانت جزءًا من هذه الأحلام، حتى عندما انكسر حلمنا فى 67 انكسرت سعاد أيضًا، فكانت تمثل حقبة انتصار وهزيمة، حتى الآن عندما أشاهدها مع حسن يوسف ويوسف فخرالدين ورشدى أباظة وأحمد مظهر والثلاثى أذكر وقائع تلك الأيام، بل إننى أتذكر فى أى مكان رأيت هذا الفيلم وتتلبسنى نفس المشاعر التى انتابتنى فى هذا الوقت، وأما ما يحدث الآن من رغبة فى نبش قبرها لتحديد ما إذا ماتت أو قتلت فأنا ضده لأن كل الشواهد التى عاشتها سعاد قبل الموت من خلو نفسى وجسدى وغياب الأضواء والرفقة والستر المادى والغربة وموت عبدالحليم وجاهين وأحمد ذكى، كل تلك العوامل عجلت بأن تغادر الحياة بإرادتها. حياتها الخاصة: يقول ارمل السندريلا المخرج الكبير على بدرخان عن وفاة سعاد " خيبة ثقيلة وقلة أدب، لأن بعض الأشخاص يبحثون عن الرجل الذى عض الكلب، ويقومون بهذا على حساب أى شىء، ومعظم ما قرأت كلام فارغ ولا نسبة فيه من الصحة، ولكنها إثارة فقط، وعيب أن يحدث هذا مع سعاد حسنى، ويشيرا إلى ان السندريلا كانت تفهم جيدا فى السياسة، ليس لأنها كانت سياسية مخضرمة، بل على العكس لأنها كانت بسيطة للغاية، والإنسان البسيط عادة ما يفهم جدا فى السياسة لأنه يعى القيم ببساطة كالظلم والعدل والخير والشر، كما أنها كانت سريعة الالتقاط والفهم وتعشق التعلم ولا تتكبر عليه. ويشير بدرخان إلى انها عشقت عبدالناصر لأنه أعطى الفقراء حقوقهم، وكانت هذه الخطوات مؤثرة جدًا عليها وكانت فرحة بما فعل، نافيًا علاقتها بالمخابرات العامة المصرية. آلام فى الحياة وفي الممات: عانت السندريلا فى حياتها وبعد مقتلها حيث تقدمت نجاة عبد المنعم حافظ شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسني وجميع أشقائها من الأم والأب بصفتهم ورثة الفنانة ضد النائب العام المصري لامتناعه عن إصدار تصريح باستخراج جثة شقيقتهم سعاد حسني، لإعادة تشريحها لإثبات وجود مغالطات بالتقارير الطبية الشرعية البريطانية. وأكد أشقاء الفنانة الراحلة في دعواهم أنهم حاولوا استصدار تصاريح باستخراج جثة سعاد حسني وإعادة تشريحها لإثبات عدم صحة التقارير الطبية البريطانية حول الكسر الموجود بالجمجمة وغيره مما قد يؤكد على جنائية الحادث، إلا أن أحداً من الجهات المختصة لم يتجاوب، ما دفعهم لإقامة دعواهم للمطالبة بتشريح جثتها من جديد. كما شهدت حياة الفنانة العديد من الشائعات من أهمها زعم الجاسوس المصرى المعروف أحمد الهوان بأنه تزوج منها لمدة 8 شهور وقاما بتوقيع عقد فى السر . إلا أن شقيقة سعاد، المطربة نجاة نفت ذلك، معربة عن أسفها من أن يصدر مثل هذا الكلام من شخص يكن له كل العرب والمصريين كامل الاعتزاز نظرا لما قدمه لمصر. قاتل السندريلا: تناقلت معظم وسائل الإعلام خبرا مفاده أن النائب العام قد وافق على تشريح جثة الفنانة الراحلة سعاد حسني، وذلك بناء على بلاغ تقدمت به أسرتها تطلب فيه تشريح جثة السندريلا بعد خمس سنوات من موتها. والأدلة الجديدة تتمثل في تسجيل تليفوني لصديقة الراحلة وتدعى نادية يسري مع شخص آخر، وكذلك اختفاء مقتنيات عديدة خاصة بالفنانة الراحلة . وأكدت محامية أسرة سعاد حسني أنها تقدمت ببلاغ تتهم فيه نادية يسري صديقة الراحلة بالتورط في قتلها، وأنه يمكن محاكمتها في مصر لأنها تحمل جوازي سفر أحدهما بريطاني والآخر مصري، ويأتى هذا البلاغ الجديد بعد ورود تقرير الطب الشرعي من بريطانيا عقب مصرع سعاد حسني، ويفيد هذا التقرير بأن انتحار سعاد حسني مستبعد، وأن هناك احتمالية لوفاتها بسبب سقوطها خطأ أو القتل. أضافت المحامية: ان هذا الاجراء كان من الضروري المطالبة به فور وصول جثمان سعاد حسني الى مصر, بعد أن جمّدت الشرطة البريطانية التحقيقات حول شكوك الأسرة في أن رحيل سعاد حسني كان غدراً وليس انتحاراً. وحول الصدمة التي قد يشعر بها معجبو الفنانة الراحلة سعاد حسني التي تتمتع حتى الآن بشعبية هائلة في مصر, وقالت المحامية: ان الصدمة ستكون أشد لو ظل دم سعاد حسني مهدوراً وبقي الجاني حراً طليقا.