د. محمد بديع كما انفردت مصر الجديدة يوم الثلاثاء الماضي بنشر اسم المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، كما نشرت تقريرا مفصلا عن سيرته الذاتية وحياته العلمية والاجتماعية، جاء إعلان الدكتور محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للجماعة اليوم ليتطابق مع ما نشرناه. وإننا بهذه المناسبة نتقدم بالتهنئة للمرشد العام الجديد الدكتور محمد بديع بأرق التهاني متمنين له التوفيق والسداد في منصبه الجديد. وكان الدكتور محمد مهدي عاكف المرشد العام السابع للإخوان المسلمين أعلن اليوم عن اختيار الدكتور محمد بديع مرشًدا عامًا ثامن للجماعة, ليكون بذلك عاكف هو أول مرشدًا يختار أن يكون سابقًا. وأكد بديع في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الصحفي الذي عد ظهر اليوم لإعلان اسمه المرشد الثامن- ان جماعة الإخوان ستبقي ثابتة على مبادئها، ومتمسكة بمنهجها الرباني، مشيرا إلى أن تحقيق الإصلاح والحرية هما الحل الوحيد لإخراج الأمة الإسلامية من كبوتها. و قال ان الاخوان لديهم منهاج واضحة للإصلاح ومراجعة مستمرة لمناهجهم ولوائحهم ومواقفِهم لتطوير آرائهم حَسب الجديد, مؤكدا انهم يملكون مرون لا تتعارض مع الثوابت. جاء اعلان بديع مرشدا وسط حالة من الحراك الداخلي القوي بالجماعة, رآه البعض بالحراك الصحي الواجب, فيما اعتبره البعض انخراطا وراء المصالح والمكاسب. إلا ان المرشد الجديد كان بين هؤلاء معروفًا بالهدوء والربانية والاعتدال, لم يلصق به يوما ما يشوبه بالتشدد او ضيق الافق حيث عرف بالحكمه و حسن الفطره. علي الجانب الآخر نجده في علمه و تخصصه احد المميزين في الدوله رغم انتمائه للجماعه المحظوره, فقد كان مميزا علميا لدرجة ادراج اسمه ضمن أعظم مائة عالم عربى فى الموسوعة العلمية العربية التى أصدرتها هيئة الاستعلامات المصرية 1999 . نسب لبديع جهدًا لا يمكن التشكيك به في نشر وسطية الإسلام, حيث لعب دورًا كبيرًا فيما عرف بالحركة التنويرية لشباب الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامى، من أجل عودتهم للاعتدال فى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، فضلا عن توليه ملف التربيه في الجماعة. شهد بديع الكثير من التحرشات من قبل النظام, بدء من خوضه لثلاث عسكريات سجن علي أثرهم ثلاث مرات, الأولى فى عام 1965 مع الأستاذ سيد قطب والإخوان، وحكم عليه بخمسة عشر عاما، قَضى منها 9 سنوات، والثانية فى قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببنى سويف عام 1998؛ والثالثة كانت عام 1999حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن خمس سنوات، قضى منها ثلاث سنوات وثلاثة أرباع السنة وخرج عام 2003, و انتهاء بمنعه من السفر خارج مصر مرات عده و التضيق عليه. ورغم عدم امتلاك بديع اي خصوم داخل الجماعه, الا ان الوضع العام جعل مبايعته ناقصه من بعض الاطراف, فقد أدي الدكتور محمد بديع يوم الخميس الماضي قسم البيعة لمجلس شوري الإخوان المسلمين الذي افقتقد الدكتور محمد حبيب النائب الأول السابق للجماعة معتذرا عن أن يبايع المرشد الجديد لاعتراضه الذي أبداه خلال الشهور الماضية علي الطريقة التي تجري بها انتخابات الإخوان. و لم يكن حبيب وحده الغائب, فقد غاب عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد بصورته الاصلاحية, في ظل تسائلات حول ما اذا كانت تلك البيعه تتم حقا وسط حالة من فقدان ثقة للنخبة والقوي السياسية في الجماعة, وعن مدي تأثير رفض التيار الإصلاحي في الجماعة اعطاء البيعة والثقة لمرشدها الجديد .