في خطوة جديدة من مسلسل الإهمال والتسيب الذي يعرض حياة وصحة المصريين للخطر. قامت 16 شركة متخصصة في استيراد اللحوم والأعلاف بتمرير قرار من أمين أباظة وزير الزراعة بالموافقة علي استيراد مخلفات الخنازير لاستخدامها في تغذية الماشية. وقدم رؤساء الشركات المستوردة مذكرة للوزير قالوا فيها إن شركاتهم تعمل في مجال تصنيع مركزات وأعلاف الدواجن، وأنهم يقومون باستيراد مسحوق لحم وعظم من أمريكا الجنوبية منذ فترة طويلة ودون أية مشاكل مشيرين إلي صدور قرار من الهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات بالموافقة علي تشكيل لجنة مشتركة من معمل بحوث صحة الحيوان والمعمل الإقليمي للأغذية لإعادة تحليل عينات مسحوق اللحم والعظم المتحفظ عليها بالجمرك أوبمخازن الشركة المنتجة لإضافات الأعلاف. وقالوا إن هذه المادة الخام "مسحوق اللحم والعظم" تتعرض عند تصنيعها لدرجة حرارة تصل إلي 170 درجة مئوية وتحت ضغط 2 بار، مما يستحيل معه وجود أي ضرر أو أمراض تؤثر علي الإنسان أو الحيوان.. وأن جميع الدواجن المستوردة والتي تباع بالأسواق المصرية يتم تغذيتها في بلد المنشأ الولاياتالمتحدة أو أمريكا الجنوبية بنفس المواد. وأضاف رؤساء الشركات في مذكرتهم للوزير أنه إذا ثبت للجنة المذكورة أن هذه الآثار الضارة - إن وجدت- ستؤثر علي صحة الإنسان أو الحيوان فإنهم- المستوردين- لا يعارضون في اتخاذ الإجراءات لمنعها.. أما إذا لم تكن ذات تأثير ضار فإنهم يطالبون بسرعة اتخاذ القرار بالإفراج عنها، خاصة أن قيمتها تتجاوز 100 مليون جنيه تم سدادها بالكامل للموردين الأجانب ويستحيل إعادة تصديرها الي بلد المنشأ أو غيرها.. وأنه يتم يوميا دفع آلاف الدولارات للتوكيلات الملاحية الأجنبية وأرضيات الجمارك. وفجر المستوردون قنبلة بقولهم إن هناك فتوي شرعية صادرة من الأزهر تصرح باستخدام مخلفات المجازر بجميع أنواعها "دماء ولحم خنزير وحيوانات نافقة" لتغذية الدواجن! وكانت خمس شركات هي: صويا مصر للأعلاف "152 و252 طنا" من الأرجنتين وافي إيجيبت "313 و502 أطنان" وبتكو للمركزات والأعلاف "5.842 و932 طنا" من أورجواي.. وهندركسي مصر "9.652 و005 و294 طن".. المهندسون المتحدون 152 طنا قد استوردت كميات ضخمة خلال شهري فبراير ومارس الماضيين.. وثبت أنها غير مطابقة للمواصفات وتم التحفظ عليها. ووقع المذكرة ممثلون ل 61 شركة منها: المصرية للتجارة والأهرام للدواجن وكابو للمشروعات الزراعية والمهندسون المتحدون وجيتكو وألفافيد إنترناشيونال ووافي إيجيبت. وكانت المفاجأة أن مركز البحوث الزراعية الإقليمي للأغذية والأعلاف قد أكد أن شحنات مسحوق اللحم والعظم المستوردة من أمريكا الجنوبية تحتوي علي مكونات من الخنزير.. وأنه تم التحفظ علي تلك الشحنات.. وبهذا تمكن المركز التابع لوزارة الزراعة من إيقاف الصفقة المحرمة! وكان المركز قد قام بإجراء فحص وتحليل لإثبات خلو الشحنات من لحم الخنزير كشرط للموافقات الاستيرادية.. وذلك باستخدام جهاز PCR وقام المدير التنفيذي د. محمد عمارة برفع مذكرة للدكتور حامد عبدالتواب سماحة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية لإبلاغه بالنتيجة المؤسفة!