طالب كاتب أمريكي ادارة باراك اوباما بإعلان موقفها الرسمى من الانتخابات الرئاسية القادمة فى مصر وتحديد ما إذا كانت ستدعم التحول الديمقراطي فى البلاد عن طريق دعمها لمحمد البرادعى مرشح الاستقلال أو أنها ستؤثر الاحتفاظ بالحكومة الحالية. ونشر صحيفة "وشنطن بوست" مقالا تحت عنوان "حرية التعبير فى مصر" يؤكد أنه عندما طرح سؤال على السفيرة الامريكيةبالقاهرة مارجريت سكوبى حول ما هى اتجاهات الحكومة الأمريكية بالنسبة لوضع الديمقراطية فى مصر؟ أجابت سكوبى بأنها ترى فى مصر حرية تعبير أكثر من قبل وأن الصحافة تعالج العديد من القضايا التى لم تكن تستطيع معالجتها فى السنوات الماضية. وفى تهكم شديد علق الكاتب على رد السفيرة بأنها تتحدث عن بلد أخرى غير مصر، مشيرًا إلى أن القاهرة تصنف رقم 150 على مستوى العالم فى حرية الصحافة وذلك وفقا لإحصائيات منظمة مراسلون بلا حدود ، فالصحفيون الذين يجرئون على انتقاد الرئيس مبارك أو أوضاع السجون و التعذيب و هيمنة الحزب الحاكم يتعرضون للتعذيب و العقاب و السجن ، كما حدث مع عدد من المدونين المصريين بالاضافة الى نفى الدكتور سعد الدين إبراهيم من مصر منذ 2007 بسبب مقال نشرت له بصحيفة الوشنطن بوست. و أكد الكاتب على تجاهل السفيرة الأمريكية سكوبى الحديث عن نية الإدارة الامريكية فى دعم الديمقراطية فى مصر و بدل من ذلك تؤكد سكوبى دائما على دعم أمريكا لمبادئ الحرية فى عبارات إيهامية مطاطه كما جاء فى تصريحات سابقة لها " اننا نحترم تطبيق مبادئ حقوق الإنسان و سوف نعمل على مساندة الحكومات التى تسعى الى ذلك " كما تعلن سكوبى دائما على حث الرئيس الأمريكي باراك اوباما رؤوسا الدول العربية على ذلك خلال لقاءاته الثنائية بهم. ويرى الكاتب فى ذلك مخالفة لمنهج ادراة جورج بوش الابن السابقة و التى رأت- بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ان غياب الديمقراطية فى الدول العربية و الإسلامية كان وراء ازدياد الأصولية الإسلامية و ظهور جماعات العنف المسلح. ودعمت الإدارة الأمريكية و قتها الرئيس مبارك للقيام بالمزيد من الإصلاحات السياسية فى البلاد كما ضغطت على الحكومات العربية الأخرى لإحداث تغيرات ديمقراطية و لم تتخلى عن رؤيتها تلك إلا فى أواخر فترة حكم بوش ، فى المقابل نجد أن إدارة اوباما الحالية لا تهم كثيرا بالإصلاحات الديمقراطية فى الشرق الأوسط ، وقد سبق لهيلارى كلينتون - خلال مؤتمر صحفى عقد فى نوفمبر الماضى بالقاهرة- التأكيد على أن الإدارة الأمريكية تركز على دعم التعليم و التنمية البشرية و الاقتصاد و حقوق الإنسان و لم تشير هيلارى فى حديثها الى دعم الديمقراطية ووصف كاتب المقال تخلى إدارة أوباما عن دعم الإصلاحات السياسية فى مصر بالتوقيت السيئ ، فخلال العامين القادمين ستشهد البلاد انتخابات برلمانية و أخرى رئاسية من شأنها أن تحدد اذا ما كانت الحكومة القديمة برئاسة السيد مبارك ستستمر أو سينجح المعارضون فى الضغط على الحكومة لإجراء انتخابات حرة و نزيهة بلا تدخلات أمنية ، و قد اختارت مؤخرا القوى الوطنية المعارضة محمد البردعى ليكون مرشح المعارضة فى الانتخابات الرئاسية القادمة و الذى سبق له الحصول على جائزة نوبل كما سبق له رئاسة الهيئة الدولية للطاقة الذرية ، و قال البردعى فى تصريحات له انه يتمنى أن يرى مصر دولة ديمقراطية و سيعمل على دعم التغيرات الدستورية و التى ستتيح لمستقلين آخرين الترشح لمنصب الرئيس.