قالت الكاتبة الاسرائيلية شولاميت الموج: إن الإعلام الإسرائيلي لا يراعي البعد الاجتماعي في تناوله لقضايا القتل والآداب التي تحدث في إسرائيل ، وأشارت إلى إحدى جرائم القتل التي وقعت في إسرائيل وتناولتها الصحافة الإسرائيلية تحت عنوان "مقتل عاهرة خنقا في تل أبيب" وقد نشر الخبر في مساحة لا تتجاوز 120 كلمة في إحدى الصحف الإسرائيلية. وعلقت الكاتبة الإسرائيلية على مقتل العاهرة الإسرائيلية قائلة: إن مقتلها لم يشفع لها في التحول في نظر الإعلام الإسرائيلي إلى إنسان له حقوق، وهو ما يعكس العلاقة التي باتت متوترة بين العاهرات وبين المجتمع وباتت تعكس نظرة حقيرة من المجتمع إلى فتيات الليل. وأضافت: لو ذكر في الخبر أن القتيلة كانت امرأة أو سيدة مسنة أو طالبة في إحدى المدارس لصاحبتها ضجة إعلامية وجماهيرية كبيرة. الجدير بالذكر أن حجم الاتجار بالنساء في إسرائيل يبلغ قرابة المليار شيكل وهو ما يعادل 235 مليون دولار في العام الواحد، وأنه يجري سنويا تهريب ما بين 3000 و5000 فتاة إلى إسرائيل ويجري بيعهن كسلع من أجل العمل في الدعارة، يتم دخولهن إلى إسرائيل عن طريق عقود عمل مؤقتة أو عن طريق التسلل عبر الحدود بواسطة أناس متخصصين في عمليات التهريب. وتختلف جنسيات هؤلاء الفتيات فهناك فتيات من دول عربية مثل المغرب، بالإضافة إلى الاتحاد السوفيتي، كما توجد في إسرائيل حاليًا أكثر من عشرة آلاف فتاة من اللواتي جرى تهريبهن إلى إسرائيل للعمل في الدعارة، ويعملن في 400 بيت دعارة، في جميع أنحاء متفرقة من إسرائيل. ويبلغ سعر الفتاة ما بين 8 و10 آلاف دولار، حيث تعمل الفتاة الداعرة سبعة أيام في الأسبوع من 14 إلى 18 ساعة يوميا، ويدفع راغب المتعة مبلغ 120 شيكل للفتاة مقابل مضاجعتها، ويعطيها القوَّاد مبلغ 20 "شيكل" فقط، ويأخذ الباقي. ووفق تقرير صدر عن مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في ربيع 2004، فإنه في بلدة "بات يام" القريبة من تل أبيب ما يقرب من 350 مراهقة على الأقل تتراوح أعمارهن بين ال13 وال14 عاما يقمن ببيع أجسادهن مقابل " أسعار منخفضة للغاية"، وكل فتاة ليل تتعرض "للحمل" تدفع لرئيسها مبلغ 500 دولار من أجل إجراء عملية إجهاض، فيما تدفع فتاة الليل غرامة 100 دولار عن كل يوم تتغيب فيه عن العمل، حتى ولو كان ذلك بسبب المرض. وأثناء فترة الدورة الشهرية تحصل فتاة الليل على ثلاثة أيام إجازة، وتدفع 100 دولار عن كل يوم آخر لا تعمل فيه.