تفهم الإمارات واجباتها الوطنية والقومية انطلاقاً من المركز والدور، ومن قراءتها العميقة والواعية للتاريخ حركة، ونبضاً، وإحاطة، بكل معنى شامخ يؤسس للحاضر والمستقبل. في ظل ذلك الفهم تتحرك الإمارات سياسياً واقتصادياً تجاه الإقليم والعالم، وتجاه الدول الشقيقة، وفي طليعتها "مصر" أرض الكنانة ورمز العروبة، فالإمارات تتصرف تجاه مصر بشكل تلقائي، تصديقاً لتاريخ وثيق من العلاقة منذ الآباء المؤسسين وعلى رأسهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه . في ذلك السياق المضيء، تقرأ زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولقاؤه كبار المسؤولين هناك، خصوصاً تأكيد سموه على دعم مصر التي يراد لها أن تكون قوية، لأن قوتها قوة للعرب والمسلمين . وفيما نقل محمد بن زايد تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله إلى الرئيس المصري المؤقت وإلى مصر شعباً وحكومة، شدد على ضرورة دعم ومساندة البلد الشقيق، استناداً إلى توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، فالإمارات لن تألو جهداً في مساندة مصر خلال هذه المرحلة الحرجة والحاسمة، وهي بذلك تكمل سلسلة من حلقات الوفاء لمصر، وترجمة المحبة إلى برامج من التنمية والاقتصاد والاستثمار، فهذه هي الإمارات، وهذه هي روح الإمارات التي تصدر عن تجربة عربية متفردة، فتطرح الأنموذج الحي لدولة تنتصر دائماً لقيم التفاهم والاعتدال والتسامح والانفتاح . إن سياسة بلادنا تسعى في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ونائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى تحقيق المعادلة الصعبة غير المستحيلة، بين تكريس القيم المعنوية العالية المبنية على المبادئ والثوابت والمنطلقة منها من جانب، والتوصل إلى آليات وغايات مصالح الشعوب الملبية لتطلعاتها من جانب آخر . وإذا كانت العلاقة بين الإمارات ومصر قد شهدت حركة دبلوماسية وسياسية لافتة وغير مسبوقة منذ تغيير الثلاثين من يونيو/ حزيران الماضي، المترتب على إرادة شعب مصر الذي خرج إلى الميادين بعشرات الملايين مطالباً باسترداد مصر من الفئة الضالة، فإن زيارة محمد بن زايد تأتي تتويجاً حقيقياً لتلك الحركة المباركة، ما يرجى معه المزيد من النجاح والتوفيق عبر العمل المشترك بين الإمارات ومصر على مستوى القطاعات التنفيذية جميعاً . لقد قدمت بلادنا أنموذج الدولة المتقدمة التي تحمي تقدمها وتنميتها بمنظومة راسخة من السلامة والعدل والأمن والاستقرار، وهي اليوم تريد ذلك لشقيقتها الكبرى مصر، الأمر الذي عبرت عنه كلمات محمد بن زايد الدالة، والتي تصدر من قلب مخلص فتصل مباشرة إلى المخلصين في مصر وفي كل مكان .