اتخذت الأزمة السورية منحاً خطراً مع ازدياد استخدام السلاح الكيماوي، وسط اتهامات متبادلة بين النظام السوري والجيش السوري الحر، فيم تواترت أنباء عن ضلوع جبهة النصرة في ارتكاب الجريمة البشعة ضد سكان ريف دمشق والتي أودت بحياة أكثر من 1200 شهيد. وبحسب مصادر بالجيش السوري الحر، فقد ارتكبت قوات الأسد مجزرة غير مسبوقة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مستخدمة الغازات السامة، ووصل عدد الضحايا إلى نحو 1400، غالبيتهم أطفال ونساء، كما صرحت جمعية "أطباء بلا حدود" عن وجود 3600 مصاب بالكيماوي ووفاة 355 شخصاً في سورية، وكان موالو النظام قد غنوا احتفالاً بمجزرة الكيماوي بشوارع دمشق، وقال خبراء أن هذا الهجوم هو الأسوأ خلال ربع قرن.
في السياق وبعد معارك دامت لعدة أسابيع شهدت فيها تقدماً للثوار في المناطق ذات الأغلبية العلوية في الساحل السوري، أعلنت مصادر عسكرية لجيش النظام أن القوات الحكومية تمكنت من استعادة السيطرة على كل المواقع التي كانت المعارضة المسلحة قد استولت عليها في محافظة اللاذقية الساحلية من ناحية أخري، قالت مصادر المعارضة السورية يوم الأحد إن داعميها في الخليج أرسلوا 400 طن من الأسلحة إلى مقاتليها في سورية في واحدة من أكبر الشحنات التي وصلتهم منذ بدء الثورة، وقد تمكن الثوار من قتل 20 من عناصر حزب الله في دمشق، كما سجلوا مكاسب مهمة في إدلب ودرعا.
أمميا، أفادت وكالات الأممالمتحدة بأن ثلاث سنوات من إراقة الدماء في سوريا دفعت بمليون طفل خارج وطنهم فيما وصف ب "وصمة عار الأزمة السورية"، ودعت منظمة "إيسيسكو" إلى حماية الأطفال السوريين اللاجئين الفارين إلى دول الجوار
وقالت صحيفة الواشنطن بوست أن الأممالمتحدة حذرت من ظاهرة ازدياد أعداد المقاتلين المراهقين في صفوف الثوار لسد الفراغ الذي تتركه الخسائر البشرية الناجمة عن استمرار القتال مع قوات الأسد
اقتصاديا، أفادت صحيفة الوطن الحكومية بانخفاض الاستثمارات السياحية التي دخلت بالخدمة من 19 مليار ل.س، في عام 2010 إلى 16.5 ملياراً في عام 2011، إلى 4.5 مليارات ل.س عام 2012 (1 دولار = 200 ل.س
وعلي صعيد ردود الأفعال الدولية، أعلن في لندن عن اتصالات بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، وبين الأخير ونظيره الكندي ستيفن هاربر، حول ضرورة القيام برد مناسب على احتمال استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية ضد مدنيين في غوطة دمشق، وقد تزايدت التوقعات باحتمال توجيه ضربات عسكرية للنظام السوري وسط تعزيز واشنطن لقواتها في المتوسط بعد إعلان البنتاغون استعداده للتحرك والقيام بعمل عسكري في سورية، وصرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن هناك مجموعة من الأدلة تشير إلى أن الهجوم كان "ذا طبيعة كيماوية" وحث وزير خارجيته المجتمع الدولي على "الرد بقوة على هذه الأحداث" كما حذر مساعد قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الأمريكيين من عبور ما وصفه ب"الخط الأحمر" للجبهة في سوريا، قائلاً إن ذلك سيكون له "تداعيات شديدة على البيت الأبيض"، كما حذرت روسياالولاياتالمتحدة من تكرار أخطاء الماضي وقالت أن أي عمل عسكري منفرد في سوريا سيقوض جهود السلام وسيترك أثراً مروعاً على الوضع الأمني في الشرق الأوسط
من جانبه، غطى الإعلام السوري التصريحات المتضاربة لنظام الأسد حول السماح للجنة التحقيق الأممية بالدخول إلى المناطق المتضررة من الهجوم الكيماوي الأخير في ريف دمشق، حيث أعلن مصدر مسؤول في الخارجية السورية أنه تم الاتفاق بين النظام والأممالمتحدة على تفاهم مشترك حول السماح لفريق الأممالمتحدة بالتحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيماوية، فيما سبق وأن صرح وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن سورية لن تسمح على الإطلاق بوجود لجان تفتيش تحت أي ذريعة كانت وحول أي مسألة وهذا موقف نهائي