من مشكلة قرية أبو قرقاص الطائفية إلى خلافات بين الأهالى والحكومة على تغيير اسم قرية أبو حنس إلى وادى النعناع، انتقالاً إلى آلالآف الأطفال الذين يتعرضون للموت والإصابة بالعاهات المستديمة يومياً حين يتم تفجير الجبال قريبا منهم أو يدفعون قسرا لنقل المخلفات الصناعية واستخراج الرخام من المحاجر لتوفير لقمة العيش لذويهم وأهليهم، مروراً بالاعتداء بالأسلحة الرشاشة على رهبان دير أبو فانا فى ظل وعود محافظ المنيا اللواء أحمد ضياء الدين بحل المشكلة من جذورها، والتى أكد فى أكثر من مناسبة أنها مشكلة قائمة على المصالح الخاصة ولا علاقة لها بالخلافات الطائفية ، ويمكن أن نضيف إلى قائمة المشكلات - التى تسم المنيا بوسم النحس والشؤم - واقعة تسرب امتحانات الثانوية العامة التى وقعت العام الماضي، أوارتفاع نسبة الأمية بالمحافظة، أومشاكل الصرف الصحى ونقص الأدوية بمستشفيات المحافظة، وندرة اسطوانات البوتاجاز وتلوث مراكز مياه الشرب الرئيسية ، وانتشار القمامة بالميادين العامة والشوارع الرئيسية. كل هذه المشكلات أحد أهم أسباب اختفاء الابتسامة التى لن تصادفها إذا أخطأ زمانك وذهبت تزورها وبالطبع لن تجدها على وجه محافظها اللواء أحمد ضياء الدين الذى اشتهر بها من قبل بين أقرانه المحافظين، حيث أن المحافظة الآن لاتكاد تعرف الهدوء بالمرة. الخبز والتعليم والأمية وإذا كانت مشكلة رغيف الخبز من المشكلات المعقدة فى أنحاء مصر من شرقها إلى غربها، إلا أنها لها ظروف خاصة فى المنيا دفعت المحافظ أن يهدد باللجوء إلى قانون الطوارئ لمواجهة أزمة الخبز وإلزام رؤساء المدن والأحياء بتحمل مسئولية فصل الانتاج عن التوزيع لأن المشكلة أصبحت تمثل خزياً وعاراً على المحافظة، بالإضافة إلى مشاكل تسرب الأطفال الصغارمن التعليم ، وإجبار أهاليهم لهم على تركه لمساعدتهم فى ظروف الحياة الصعبة، بالإضافة إلى معاناة المنيا من وجود نسبة أمية كبيرة تعدت على أقارنها من المحافظات الأخرى بنسبة 39 %. مشاكل طائفية وإذا نظرنا للمشاكل الطائفية سوف نجد للمنيا نصيب الأسد فبها وتتنوع أسبابها مابين خلافات على أراض بين مسلمين ومسيحيين، ومنها مشكلة دير أبو فانا الشهيرة التى بنى الرهبان فيها سور على قطعة أرض لأحد الفلاحين المسلمين فتم مهاجمة الدير وحصل اشتباك بالأسلحة النارية بين الجانبين، مما أسفر عن مقتل مسلم وأربعة أقباط ، وتبع هذه القضية خلافاً بين الأقباط والحكومة على تغيير اسم قرية أبو حنس " نسبة إلى القديس يحنس" إلى وادى النعناع، حيث أشارت الفئة الغاضبة من الأقباط إلى أن القرية يقطنها 35 ألف نسمة من المسيحيين بالإضافة إلى احتوائها على العديد من الأماكن الأثرية الهامة، وأن تغيير اسمها يعد محو متعمد للتاريخ القبطي. المحاجر تنفجر بأهلها وتطل الآن مشكلة انتفاضة عمال المحاجر بشبب فرض المحافظ رسوما إضافية على كل ألف طوبة تنتجها تلك المحاجر من 35 إلى 60 جنيهاً، مما يهدد لقمة عيش آلاف الغلابة والمعدمين الذين نسوا الخطورة الصحية، نظراً لأنها الوظيفة التى يعتمد عليها الفقراء فى ظل تنامى عدد المحاجر الذى تجاوز حاجز ال1000 محجر يعمل بها 100 ألف عامل من البسطاء الذين يعتمدون على تلك المهنة كمصدر وحيد لرزقهم، 20 ألف منهم أطفال يصطحبهم آبائهم لحقل العمل السام الناتج عنه العديد من الأمراض الصدرية كالربو وأمراض الرأس والعين والرئة، فضلاً عن استخدام الآلات التى تعرض حياة الأطفال مثل أماكن تفجير الصخور والعمل بالكسارات الثقيلة التى يتخصص للعمل بها أكثر من 3 آلاف طفل، ولكن المرتبات العالية نسبياً تجتذب فئة كبيرة من الفقراء؛ مما سوف يؤدى إلى تشريد آلاف العمال، وزيادة طابور العاطلين لندرة المصانع والمشاريع التى تستوعبهم، وذلك بعد أن أغلقت المحافظة المحاجر منذ 15 يوماً.. فهذه المشاكل المتعددة تكذب المقولة التي أطلقها البعض على المنيا بأنها "باريس الصغيرة" فهل تعود مدينة الجمال كما كانت من قبل أم يختفي بريقها وسط المشكلات المتعددة التى لا توجد بأى من المدن الأخرى..