كان يحابى إيران نكاية في العراق .. ورفض عرض الحكومة بأن يصبح مسئولا بجامعة الأزهر يلقبونه فى منطقة الشرابية بالشيخ "كشك" الثانى، وذلك لما يملكه من مواهب خطابية وجرأة وحضور يعيد إلي الأذهان ذكرى الداعية الراحل عبد الحميد كشك، إنه الشيخ "محسن عفيفى" الذى تتلمذ على يد الشيخ كشك طوال أكثر من 12عامًا بدأ فى أوائل الثمانينيات واستمر حتى وفاته فى منتصف التسعينيات منها 5سنوات متواصلة بمسجد "دير الملاك" الذى كان يخطب فيه بانتظام فلازمه عفيفى بالمنزل 7سنوات أخرى يقرأ له ويكتب مقالاته ويعاونه على كل شئون الدعوة.. وعفيفى فى نفس الوقت أصبح أمام مسجد الفتح بالشرابية حتى اعتقل مرتين الأولى عام 1992 وحتى 1993 والثانية عام1998 وحتى 2001 بسبب خطبه الجريئة وأرائه النارية, واليوم يحيى ذكرى شيخه مع "مصر الجديدة" بتذكر بعضًا من أحاديثه ومواقفه : ما أهم الأسرار التى لم تنشر عن الشيخ كشك؟ الشيخ كشك كان من الدعاة المتواضعين بمعنى أن باطنه لا يختلف إطلاقا عن ظاهره ومن أهم مميزاته أن كل شئ ينفع المسلمين يعلنه ولا يخفيه أما عن طريق خطبه المنبرية واذا توقف ما قاله فى كتبه أو مقالاته, فلم يكن لديه أسرار.. كان واضحًا لأنه كان يعتقد وهذا حق أن كل ما يقوله هو دين والدين يجب أن يقال عنه الحق رضى به من رضى وغضب عنه من غضب . والشيخ كشك لم يكن يعمل لمجتمعه أودولته غير كل خير فقد رافقته فى منزله 7سنوات وقبلها 5سنوات بالمسجد, وأعتبره أعظم خطيب بالعالم باعتراف الخطباء أنفسهم , فما من خطيب إلا وتعلم منه حتى ولو اختلف معه فى بعض الأمور هل كانت له علاقة مباشرة بجماعة الإخوان المسلمين؟ للأسف كثير من الناس يحسبونه على جماعة الإخوان المسلمين, ولكن الحقيقه أنه كان صاحب مبدأ الدفاع عن المظلوم مهما كان وهو لم يكن من الإخوان. إذن ما الخط السياسى له؟ خطه السياسى كان يستمده من الدين الإسلامى ويخالف القول أو بمعنى أن لادين فى السياسة ولا سياسة فى الدين فلو لم نأخذ سياستنا من الدين فمن أين نأخذ إذاً؟ فإن فصلنا السياسة عن الدين اتهمنا الدين بالنقص فكان رحمه الله يعتبر أن أى سياسة تتخذها الدولة الإسلامية أساسها من الدين واذا خرجت عنه فهى دولة فاشلة وقدوتنا فى ذلك دولة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين التى استمدت كل ثقافتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من الدين فهذا هو خطه السياسى قال كشك فى مذكراته أنه أثناء قيامه بمسؤلية مسجد "دير الملاك" كان المسجد يقوم بعمل 5وزارات كاملة. كيف كان ذلك؟ وكيف كان تقدم الخدمات عبر المساجد؟ دعنى أستوضح منك أهم الجوانب التى مازالت ملتبسة عن الشيخ كشك حتى الآن وهى علاقته بالأقباط؟ الشيخ كشك كان غيوراً على دينه ويغضب بشدة حينما يلحظ أن صوت النصارى قد علا على صوت المسلمين أو يرى كاتبًا نصرانيًا يكتب مهاجمًا الإسلام...فنراه يكتب ويرد ويخطب بعنف وقوة ولكن دون أن يؤذى أحدًا فهو كان يحترم لغة الحوار بشدة ومناظرة الحجة بالحجة لذا وكثير من النصارى أعلنوا إسلامهم على يديه. وما طبيعة علاقته بنجوم الدعاة المعاصرين له كالشعراوى والشيخ الغزالى ؟ كانت له خطبة انتقد فيها الشيخ الشعراوى نقدًا شديدا وكان له كل الحق وذلك حينما تكلم الشعراوى عن الرئيس أنور السادات وكان وزيرًا للأوقاف حينها فقال "لو كان الأمر بيدى لرفعتك إلى مكانه لا تسأل عما تفعل" وطبعا من لا يسأل عما يفعل هو الله عز وجل وحده لا سواه فكيف تقال لعبد مهما كانت مكانته أومنصبه أوشأنه لذا كان نقده اللاذع للشعراوى وهو الذى تنبأ للشيخ محمد حسان بمستقبل واسع فى مجال الدعوة وذلك حينما حرصت على تشغيل أحد شرائط محمد حسان بكاسيت السيارة .. قبل وفاة الشيخ عبد الحميد كشك بفترة قصيرة وسمعه الشيخ وقال "هذا الشاب سوف يكون له شأن كبير" وبالفعل تحققت نبؤته. ما رأيك فى بذخ الدعاة اليوم ؟ يجب أن أوضح لك أولا أن ظاهرة الدعاة الجدد لن تستمر طويلا لأنهم لايعملون لإعلاء شأن الدين فهم تجار ،أنا لاأقول كل الدعاة الجدد وإنما بعضهم.أما عن ثروات الدعاة فيجب أن نقر ونعترف أن الداعية يجب أن يعيش عيشة مكرمة تؤهله لتأدية رسالته ولكن بمنتهى النزاهة وليست على حساب دينه . وماذا عن الشيخ كشك؟ لم يكن هدفه يومًا المال أو الثروة فما أكثر ما عرض عليه هدايا وعطايا بعد توقفه عن الخطابة فى مصر جاءه الكثير من العروض من قبل دول الخليج وعرضت عليه الحكومة الكثير من الإغراءات كأن يصبح مسئولا بجامعة الأزهر ويحاضر فيها ولكنه رفض. الشيخ كشك عاصر قيام الثورة الإسلامية بإيران .. ما حقيقة رأيه فى إشكالية الشيعة ؟ كان رحمه الله ينظر فى وقته فى أثناء حياته إلى المسألة من الناحية السياسية فكان يحابى إيران على العراق لأن الأخير هو الذى اعتدى ، فلم يقيم هنا المسألة دينيًا فكان يهمه من اعتدى على من لذا فكان يناصر إيران المعتدى عليها ومن هنا جاء حب الشيخ كشك لإيران لدرجة أنها أطلقت معها اسمه على أحد شوارعها الكبرى واذا جئنا للجانب العقائدى للشيعة فكان يرى أن الشيعة أخطر من اليهود على الإسلام فهم يخرجون علينا من وقت إلى آخر بتصريحاتهم الشاذة الشامتة فى الصحابة والأتباع الشرفاء.