جميلة بوحريد أطلق عدد من النشطاء المصريين حملة بعنوان "حملة تبرع الشعب المصرى لعلاج المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد" على الفيس بوك بعد أن أصيبت المناضلة بمرض شديد انتقلت على إثره للعلاج فى باريس ولكن سوء المعاملة من قبل السفير الجزائرى فى باريس ووضعها داخل فندق غير لائق جعلها تعود إلى الجزائر. وأعرب الشباب المصرى عن أن يكنّ كل الاحترام للشعب الجزائرى ولجميلة بوحريد التى كافحت من أجل استقلال بلدها وتحملت كل أنواع التعذيب . وأدان الشباب المصرى موقف الحكومة الجزائرية التى لم تتابع حالة بوحريد بشكل يتوافق مع تاريخها النضالى من أجل تحرير الجزائر. يذكر أن جميلة بوحريد كانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان، ثم واصلت تعليمها المدرسي ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء. يذكر أن الطلاب الجزائريين كانوا يرددون في طابور الصباح: "فرنسا أمُنا" لكنها كانت تصرخ وتقول: "الجزائر أًمُنا"، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً لكنها لم تتراجع وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية، ثم مارست الرقص الكلاسيكي وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 حيث انضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي، ونظرًا لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1، وتم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف وألقي القبض عليها وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب من صعق كهربائي لمدة ثلاثة أيام بأسلاك كهربائية. تحملت التعذيب ولم تعترف على زملائها ثم تقرر محاكمتها صورياً وصدر ضدها حكم بالإعدام وجملتها الشهيرة التي قالتها آنذاك: "أعرف أنكم سوف تحكمون عليّ بالإعدام لكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة". وتحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، بعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية الزملاء عام 1962 بعد ثورة الجزائر ، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسي وفى تصريح لصحيفة فرنسية قالت جميلة التي تبلغ من العمر اليوم 74 عاما وما تزال تحتفظ بجمالها حسب الصحيفة: إن ما أنطقها هو "المرض الذي ألمّ بها وبدأ يحاصرها"، كما كشفت أنها تلقت بعد نداء استغاثتها اتصالات من مختلف مسئولي الدولة وشخصيات مرموقة من دول الخليج يواسونها ويعرضون عليها المساعدة مجددًا لحل مشكلتها. وقالت عنها رفيقة دربها المجاهدة فاطمة أوزقان في تصريح لصحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية الاثنين الماضى : إن "جميلة بوحيرد انتقلت إلى باريس للعلاج بعدما حصلت على تكفل من الدولة، ولكن وجدت نفسها في فندق غير لائق للإقامة، وعندما اشتكت للسفير الجزائري بباريس ميسوم صبيح لم تجد منه التجاوب المطلوب". وتضيف رفيقة درب الشهيدة الحية بالقول" قررت بوحيرد بمجرد عودتها إلى الجزائر كشف المستور والحديث عما تعرضت له من إهانة.