تحولت كنيسة القيامة في القدس القديمة الى شعلة من النور وسط التهليلات والزغاريد عندما خرج بطريرك الروم الارثوذكس تيوفيلوس الثالث من القبر المقدس حاملا "شعلة النور المقدس" التي انتقلت بعدها الى عشرات الاف المصلين المتجمعين داخل الكنيسة وحولها. ونقل كاهن يوناني واخر ارمني الشعلة الى المؤمنين الذين هللوا وذرفوا الدموع، وقرعت اجراس الفرح في كنيسة القيامة. وقالت كوهر وهي ارمنية جاءت من مدينة الناصرة "انا امراة غير متدينة ولكن مع ظهور النور شعرت كأن شيئا دخل جسدي وكأنني احلق". كذلك قالت ابنتها مارال (24 عاما) وهي تشعل شمعة صديقتها "انا مسرورة ولا استطيع التعبير عن فرحتي". وحمل المؤمنون رزما من الشموع كل رزمة فيها تحتوي على 33 شمعة بعدد سنوات عمر المسيح. وشارك عشرات آلالاف من مسيحيي الشرق السبت في البلدة القديمة في القدس في احتفالات "سبت النور" عشية عيد الفصح الارثوذكسي وتمكن نحو عشرة الاف شخص من دخول الكنيسة في حين تجمع عشرات الالاف غيرهم خارج الكنيسة في البلدة القديمة بحسب الشرطة الاسرائيلية. كما بقي الالاف خارج البلدة القديمة ولم يستطيعوا الدخول بسبب الحواجز واكتظاظ المدينة. ودار بطريرك الروم الارثوذكس تيوفيلوس الثالث حول القبر المقدس ثلاث مرات وكان يحمل معه 33 شمعة بعدد سنوات المسيح .وبعدها دخل الى القبر المقدس وخلع رداءه البطريركي بمساعدة كهنة معه وبقي بثوب ابيض. وقام كاهن ارمني واخر لاتيني واخر يوناني بتفتيش القبر المقدس للتاكد من عدم وجود ما يقدح به نار لاشعال الشموع التي كانت بحوزة البطريرك. وعند دخول البطريرك قبر السيد المسيح اطفئت انوار الكنيسة، ثم قام البطريرك باشعال شموعه الثلاثة والثلاثين من كاس مغطى مملوء بالقطن. وما ان اشتعلت شموعه وظهر وهجها، بدأت تنقل الشعلة بين الموجودين وتحولت الكنيسة الى شعاع من نور. وهذا التقليد القديم الذي يرمز الى الابدية والسلام وقيامة المسيح، هو من ابرز طقوس المسيحية المشرقية. وردد شبان فلسطينيون قبل دخول البطريرك الكنيسة هتافات مثل "بالطول بالعرض مسيحية تملي الارض" و"هي هي .... شبيبة مسيحية"، وحملوا صلبانا مغطاة بالورود. ونقلت شعلة "النور المقدس" بطواف الى بيت لحم (الضفة الغربية) التي ولد فيها السيد المسيح، كما يفيد التقليد المسيحي، فيما ستنقل شعلة اخرى بالطائرة الى اليونان والبلدان الارثوذكسية الاخرى والى الاردن ولبنان والدول العربية.