اذا كانت عدم وضوح الرؤية السياسية، أو التخطيط بشكل سليم باليات واضحة لتحسين الأوضاع الاجتماعية، وغياب وضبابية مستقبل الأوضاع بمجملها، انتقاد يوجهه المعارضة للرئيس، وللحكومة، على الرغم من وجود إيجابيات لم يرغب الإعلام تسليط الضوء عليها، في وسط السلبيات، وعدم الأخذ في الحسبان البيئة الأمنية والسياسية التي تعل في خلالها الحكومة، والاعتقاد بأن توفير ظروف سليمة شرط التقييم للأداء، فان من الضروري التساؤل عن أداء المعارضة، ومدى إيجابيها في مرور مصر من ازمتها ومشكلاتها بطرح رؤية أخرى، أو بدائل يمكن للمتابع تأييدها أو اعتبارها سبيلا افضل للإدارة، فخلال فترة الرئاسة لم تقدم المعارضة وخاصة الإنقاذ سوى إعاقة لبناء مؤسسات الدولة، فركزت على الغاء مجلس الشعب، والجمعية التأسيسية، وإعاقة مرور الدستور، والمطالبة بالغاء تعيين النائب العام وعدم إنكار أساليب العنف والفوضى بطريقة واضحة، والعمل من اجل إظهار فشل الرئيس والحكومة بنشر المعلومات واستخدام الإعلام في ذلك بطريقة مكثفة، ثم تزايدت في هذا النهج فطالبت بإقالة الحكومة ثم انتخابات مبكرة، ثم أعلنت مقاطعة الانتخابات البرلمانية، وفى النهاية وضعت شروطا للحوار ولكى توافق على المشاركة في الانتخابات، كل تلك المواقف سلبية، فكان أمام المعارضة فرصة ذهبية لتوجدها، ببيان وجه اخر بديل عن الإدارة الحالية في تخطيط لمرحلة قادمة بعد انتهاء فترة الرئاسة، أو لتواجد جيد بالبرلمان القادم، ولم تتخذ من الظروف الحالية التي لم يكن لأى رئيس تحقيق إنجازات بعد عقود من الفساد، والذى يحتاج لسنوات للإصلاح، لتحقيق معدلات إيجابية اقتصادية واجتماعيةافضل بكثير مما حدث. لاتزال تحتاج المعارضة بمصر، لتغيير نهجها السياسي، وتنقيتها من الشوائب برفض أساليب العنف، ورفض رموز النظام السابق في المشاركة تحت ظلالها، والكف عن استخدام التشويه وإظهار أخطاء النظام الحالي كوسيلة وحيدة لإقناع المواطنين بانهم البديل، فقناعة الناخب لا تنبع فقط بقناعته من مساوئ أو أخطاء النظام، إنما من قناعته بالأجدى والأقدر بما يتاح له من صورة أخرى افضل، وسياسة واضحة اعمق، وخطط بناءة اشمل، ومتحدثين اقدر، وسياسيين اكفأ، وتقديم رؤى اقتصادية واجتماعية أوضح، ولذا لا يمكن فقط الوقوف على سلبيات وأخطاء النظام، دونما أن ترى المعارضة حقيقة صورتها، التي تحتاج لتصحيح لدى المواطن، فمواقف المعارضة يمكن توصيفها، كما سأل الفريق شفيق في احدى لقائته عن قطع الأنترنت بالإجابة المشهورة" مفيش حاجه في المتسابه"، ولا نعرف أي معنى للإجابة، كما لا يعرف نهج أو منهج واضح للمعارضة خلال الفترة السابقة، سوى المعارضة ..فى المتسابه. د.سرحان سليمان الكاتب الصحفي والمحلل الاستراتيجي [email protected]