يفتتح الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية المؤتمر العالمي (فكر الإمام بديع الزمان سعيد النورسي وأثره في وحدة الأمة الإسلامية)، والذي تعقده مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم في رحاب الأزهر الشريف ويستمر لمدة يومين بمشاركة وفود من أربعين دولة، وبحضور قادة العمل الإسلامي في العديد من دول العالم الإسلامي، كما يشارك في المؤتمر كوكبة من العلماء والمفكرين المصريين، منهم: المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، والدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى، والأستاذ إحسان قاسم الصالحي مترجم رسائل النور، والبروفسير فارس قايا مدير مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم، والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق، والدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية، والدكتور رأفت غنيمي الشيخ العميد الأسبق لكلية الآداب جامعة الزقازيق ومستشار رابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور محمد مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر ومستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والدكتور جمال عبد الستار وكيل أول وزارة الأوقاف ونقيب الدعاة، والدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية، والدكتور محمد حسيني الغزالي الأستاذ بجامعة الأزهر، والدكتورة خديجة النبراوي والكاتبة والباحثة في الفكر الإسلامي، والدكتور صلاح سلطان الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور خالد فهمي وزير البيئة، والداعية الدكتور عمر عبد الكافي، والباحث أحمد علي سليمان المدير التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية، والأستاذ عبد الكريم عبد الرزاق بايبارا مدير مؤسسة سوزلر بالقاهرة، وبحضور لفيف من سفراء الدول العربية والإسلامية والشخصيات البارزة في العالم الإسلامي، وينعقد المؤتمر في مركز الأزهر للمؤتمرات بجوار مجمع البحوث الإسلامية والتأمين الصحي بشارع يوسف عباس مدينة نصر، في تمام الساعة العاشرة صباح يوم الثلاثاء 26 فبراير الجاري بإذن الله تعالى. وصرح الدكتور أشرف عبد الرافع الدرفيلي منسق عام المؤتمر أن هذا المؤتمر يعقد في مصر الأزهر، مصر القلب النابض بالعروبة والإسلام، في مرحلة دقيقة من تاريخ الأمة الإسلامية، حيث تمر الأمة بمنعطف تاريخي وتواجه تحديات جساما على كافة الأصعدة، ومن ثم تحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تواجهها، والسعي لتحقيق الوحدة انطلاقا من قول الله تعالى (وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا) مشيرا إلى أنه لا يخفى على كل عاقل ذي بصيرة، أننا أصبحنا في عصر لا يعرف إلا التكتل والوحدة، فلو تكلمنا بمنطق العصر أو المصلحة، أو بمنطق الدين، فكل هذا يفرض على الأمة الإسلامية الوحدة والتألف والتأخي والتعاون والتساند، وتحقيق مبدأ التعايش والتكامل، بدلاً من الإقصاء والتنافر والتخاصم، لأن منطق هذا الدين ومنهجه وحّد بين الأمة في عقيدتها وشريعتها وقبلتها وأسوتها ومفاهيمها وعباداتها، بل وقرّب في تقاليدها وعاداتها. وأوضح أن المتصفح لرسائل النور، وإلى ماهية مصادر وملامح الفكر النورسي، يجد أنها تنطلق في دعوتها من قاعدة القرآن الكريم والسنة النبوية، تلك القاعدة التي أوجدت ما يعين على تحقيق الوحدة من المفاهيم والقواسم المشتركة، والتي بتفعيلها تتحقق الوحدة المنصوص عليها في كتاب الله. وقال سيادته إن المؤتمر يستهدف السعي لتحقيق الوحدة الإسلامية القائمة على الإيمان التحقيقي، الذي يرتبط فيه الفكر بالواقع، والنظر بالتطبيق، والإيمان بالعمل، من خلال فكر الإمام النورسي الذي يتطابق مع ما نسعى إلى تحقيقه، بل ومن خلاله نستطيع أن نقف على أهم المعوقات التي تَحول أمام تحقيق الوحدة، والتي ناقشها الإمام النورسي في رسائله، ووجد لها العلاج النافع من منهج القرآن الكريم، كما أننا نود من خلال فكر النورسي أن نصحح التصور المغلوط للقضاء والقدر والتوكل، وأثره في تمزيق صف الأمة وتراجعها الحضاري، وكان لتخلينا عن مرجعيتنا الإيمانية الأثر البارز في إهدار القيمة الحقيقة للوحدة، وانزلاقنا في التبعية السلبية للأجانب، ثقافيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، على الرغم من كثرة أفرادنا وثرواتنا، كما نستهدف أيضا جمع أفراد الأمة الإسلامية وتوحيد قلوبهم وصفوفهم وجهودهم وكلمتهم، بحيث يُعاد بناء الفرد المسلم، وإشعاره بمسئوليته في المحافظة على وحدة الأمة الإسلامية، لكي تتحقق الغاية المنشودة من قول الله عز وجل (إِنَّ هذه أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاعبُدونِ). وأشار الأستاذ أحمد مصطفى أتش، أمين المؤتمر أنه قُدِّم للمؤتمر نحو خمسين دراسة قدمها باحثون ومفكرين من عدة دول إسلامية منها: المغرب والجزائر واليمن والسودان وإثيوبيا وكوسوفا وإندونيسيا وماليزيا والعراق والسعودية ولبنان والأردن وسوريا وليبيا وتركيا وغيرها، تناولت محاور المؤتمر التي تدور حول ماهية مصادر وملامح الفكر النورسي، ومفهوم الأمة الإسلامية من خلال كليات رسائل النور، والوحدة الإسلامية – الإطار والمظهر، ومعوقات الوحدة الإسلامية وأسباب غيابها، والمشكلات وكيفية التغلب عليها وإيجاد الحلول لها، والعنصرية والقومية السلبية وأثرهما في ضعف الدول الإسلامية، والتخلي عن الأصول الإيمانية والتمسك بالثقافات الأجنبية، وإعادة الإيمان التحقيقي إلى الواقع العملي من أجل إيجاد المؤمن الكامل، والمحافظة على مقاصد الشريعة علماً وعملاً وتطبيق التكاليف العملية، والتهوين من الفوارق والحدود وتوسيع نطاق القاسم المشترك، والأخذ بتعدد الحق في المذاهب الفقهية والفكرية، وإزالة أسباب الاختلاف، وإعادة بناء الفرد المسلم وإشعاره بمسئوليته في المحافظة على وحدة الأمة الإسلامية. والدعوة عامة للباحثين والدراسين ورجال الفكر والسياسة والإعلام. موضحا أن هذا المؤتمر يأتي في إطار سلسلة مؤتمرات عالمية، حيث سيعقد مؤتمر عالمي يتناول دور النبوة ومكانتها في البحث عن الحقيقة من منظور رسائل النور في مدينة إسطنبول خلال الفترة 22-24 سبتمبر 2013م بإذن الله تعالى.