الثورة تنتصر والأفكار ترتفع والجهود تتوحد والجميع يجتمعون من أجل هدف واحد إنقاذ الدولة المصرية من لعنة الخلاف السياسي الذى كاد أن يحرق مصر فالفرقاء فى المشهد يتنافسون ويتنازعون وتشتد الأزمة بينهم وتتسع مساحات الإختلاف حتى كدنا نفقد الأمل فى خلق حالة من الحوار الوطنى الحقيقي لطرح الأفكار والرؤي وتقريب وجهات النظر لنحاول الخروج بحالة من التوافق الوطنى ولكن دائمآ كما تعودنا مصر بها مؤسسات قوية لديها مصداقية وحضور جماهيرى والجميع يثق فى قدرتها على الخروج من كل الأزمات والفتن عبر رؤي ومبادرات واضحة تهدف لشئ واحد هو إنقاذ مصر ووحدتها وسلامتها وهذا ما حدث اليوم من وثيقة الأزهر الشريف والتى تعكس أهمية الدور الوطنى لمؤسسات مصر ودورها فى المشاركة فى إنقاذ وطن كاد أن يحرقة بعض أبنائة ويقتلون الأمل فى نفوس شعبة أن مصر تتقدم والثورة تنتصر وهو ما تم اليوم فقد إستطاع الأزهر الشريف جمع الفرقاء والمختلفين سياسيآولأول مرة يجتمع أغلب رموز مصر السياسية سواء من الحزب الحاكم وجبهات المعارضة المختلفة وحضور عدد كبير من الشباب المصري وهذة نقلة نوعية فى الحوارات الوطنية المصرية بعد فقدان الثقة فى مؤسسة الرئاسة وحواراتها الوطنية التى لم تقدم شئ سوى مزيد من الخلاف السياسي ووثيقة الأزهر فى حد ذاتها مبادرة ممتازة ورائعة من أجل إنقاذ مصر وإنجازها الحقيقي هو قدرتها لم الشمل اوتقريب وجهات النظر بين النظام والمعارضة ومحاولة توحيد الجهود كمبادرة حقيقية لوضع الحد للأزمة المشتعلة ووضع خطة حقيقية للخروج من الأزمة ونتمنى من جميع القوى السياسية تنفيذ هذة المبادرة بشكل حقيقي وواقعى من أجل سد كل الطرق أمام القوى التى تريد خراب مصر . قيمة وثيقة الأزهر الحقيقية هى قدرتها على إقناع كافة القوى السياسية على ضرورة الخروج من الأزمة والتوصل لصيغة توافقية بين جميع الأطراف فى محاولة لوضع نقاط محددة يلتزم بها الجميع وتنفذ وينتهى الخلاف السياسي ليتوحد الجميع حول هدف واحد هو مصر وهى بداية إنفراجة حقيقية فى المشهد السياسي والأهم هو جمع الفرقاء على مائدة حوار واحدة يتحدثون ويتناقشون ويعرضون أفكارهم بكل وضوح وقوة لينتهى التوتر السياسي الذى تعيشة مصر ونتمنى من مؤسسة الرئاسة التى غابت عن دعوة شيخ الأزهر بتبنى هذة المبادرة ووضعها فى حيز التنفيذ فالجميع ينتظر تفعيل هذة المبادرة وتنفيذ بنودها من قبل رئيس الجمهورية . وثيقة الأزهر ضمت فى محتواها نهاية لكل النقاط الخلافية بين الحزب الحاكم والمعارضة فى محاولة لرسم صورة جديدة حقيقة لدور مؤسسة الرئاسة والمعارضة مع التأكيد على ضرورة دمج الشباب فى المشهد السياسي ولقد إحتوت المبادرة على عدة محاور هامة أهمها أن مصر للجميع وأن على جميع القوى السياسية المشاركة فى حكم مصر وعلى النظام الحاكم أن يرعى ذلك بكل قوة وأن يشارك مع مؤسسة الأزهر فى حوار وطنى حقيقي عبر مجموعة تمثل المعارضة وأخرى للنظام الحاكم وأخرى للشباب وهنا الأزهر يعترف بدور الشباب ولابد من عودتهم للمشاركة فى صنع القرار السياسي بدلآ من حالة الإقصاء المتعمد الواضح لهم منذ بداية المرحلة الإنتقالية وحتى الأن وهذا ما إتفقت علية جميع القوى السياسية ضرورة الحوار الوطنى الحقيقي من أجل عبور مصر نحو المستقبل وتحقيق كل مبادئ وأهداف الثورة المصرية . وثيقة الأزهر أكدت على شئ هام هو وقف العنف اللفظى وحالة الهجوم والتشوية والتشكيك الدائرة بين القوى السياسية وأن يكون الحوار هو الحل الحقيقي لكل خلافاتنا السياسية وأن يرتفع صوت العقل والمسئولية الوطنية لنعبر جميعآ من خلافاتنا الحزبية الضيقة وطموحنا السياسي من أجل مصر لأنها الكيان الحقيقي الذى يجمعنا جميعآ ونختلف ونتفق من أجلة ونعمل بكل قوة من أجل أن تعود مصر لريادتها وقيادتها العالم العربي . وثيقة الأزهر بنودها متعددة وهامة ومن ضمنها نبذ العنف بكل أشكالة السياسي والإعلامى ورفع الغطاء السياسي عن أعمال البلطجة والتخريب وهذا مطلوب فى هذة الفترة بشكل كبير لوجود أطراف تستغل المشهد السياسي وحالة التوتر والإحتقان بين النظام والمعارضة فى محاولة لحرق مصر وتخريب وتدمير مؤسسات الدولة والإعتداء على الأرواح والممتلكات العامة والشخصية فى محاولة لدخول النظام والمعارضة نفق الخلاف السياسي المظلم وتنتهى مصر فى بحور الفوضى والحرب الأهلية وهذا ما حذرت منة وثيقة الأزهر فدعوتها لحقن الدماء هى دعوة حقيقية لإنقاذ مصر . نتمنى من الله أن تنجح مبادرة الأزهر الشريف بشكل حقيقي وأن تكون ممارسة فعلية لكل القوى السياسية وأن يشعر بها المواطن المصري فى الشارع وأن نرى النظام والمعارضة يد واحدة تعمل لتنتج وتبدع وتتقدم مصر نجو المستقبل بكل قوة ودعوتى لجميع القوى السياسية إتفقوا وإتحدوا من أجل مصر . [email protected]